ضرب المتظاهرون في الحراك الجزائري موعداً، الجمعة ـ الذي يصادف ذكرى عيد الثورة الـ65 ـ لانتزاع «الاستقلال الجديد» من النظام الحاكم منذ الاستقلال عن الاحتلال الفرنسي في 1962.وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي نداءات للتظاهر مثل «# حراك 1 نوفمبر» أو «# لنغزو العاصمة» الجزائر، حيث تجري أهم التظاهرات كل يوم جمعة منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية ضد النظام في 22 فبراير/شباط.ونشرت صفحة «حراك 22 فبراير» على فيسبوك يافطة إلكترونية كتب عليها: «الفاتح نوفمبر.. يوم الزحف الأكبر».واندلعت «ثورة التحرير»؛ أي حرب الاستقلال الجزائرية في الساعة الصفر من ليل الأول من نوفمبر/تشرين الثاني بقيادة جبهة التحرير الوطني، بعمليات عسكرية شملت كل أرجاء البلاد.وأصبح هذا التاريخ مناسبة وطنية يتم الاحتفال بها بشكل رسمي منذ الاستقلال وهي عطلة مدفوعة الأجر. وكما هو الحال بالنسبة للاحتفالات الرسمية، بدأ المتظاهرون التجمع ليل الخميس وسط العاصمة وهم يهتفون «الاستقلال.. الاستقلال»، قبل أن تفرقهم قوات الشرطة التي أوقفت العديد منهم، بحسب موقع صحيفة الوطن.وفي الصباح استيقظت العاصمة على انتشار أمني كثيف وسط العاصمة بشاحنات احتلت كل المحاور والساحات الرئيسية، مثل ساحة أول ماي، وموريس أودان، والبريد المركزي، وعلى طول شارع ديدوش مراد.وكما هو الحال كل جمعة، شددت قوات الأمن إجراءات المراقبة في الحواجز الأمنية على الطرق المؤدية إلى الجزائر العاصمة منذ مساء الخميس، ما تسبب في اختناقات مرورية امتدت لعدة كيلومترات، كما في تيبازة غرباً، والبليدة جنوباً.وعلق أحد المدونين على تويتر: «لم يعد مجدياً غلق الجزائر العاصمة، فقد فعلتها فرنسا من قبل، لكن ذلك لم يمنع اندلاع الثورة»، ويقصد بها حرب الاستقلال في 1954.ويرفض المحتجون الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 ديسمبر/كانون الأول، لاختيار خلف لبوتفليقة؛ لأنها في نظرهم ليست سوى استمرار لنفس النظام، وتصر السلطة على المضي في هذه الانتخابات مقلّلة من حجم التظاهرات الاحتجاجية، كما فعل رئيس الدولة المؤقت عبد القادر بن صالح لدى لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أسبوع، عندما وصف المتظاهرين بـ«بعض العناصر».والخميس دعا ابن صالح الجزائريين إلى جعل الانتخابات «عرساً وطنياً» و«الاستعداد للتصدي لأصحاب النوايا والتصرفات المعادية للوطن»، كما حذر من «تقويض حق المشاركة في الاقتراع» من خلال «التذرع بحرية التعبير والتظاهر»، كما جاء في خطاب بثه التلفزيون الجزائري.
مشاركة :