بغداد/ إبراهيم صالح، أمير السعدي/ الأناضول تدفق آلاف العراقيين، بعد صلاة الجمعة، إلى الساحات العامة في العاصمة بغداد ومحافظات أخرى وسط البلاد وجنوبها، للمطالبة باستقالة الحكومة وإصلاح النظام السياسي، وسط زيادة منسوب النقمة بين المحتجين على تدخل إيران بالأزمة. وأفاد مراسل الأناضول، بأن المتظاهرين تجمعوا بأعداد كبيرة في الساحات العامة بأرجاء العاصمة، وخاصة في ساحات "التحرير" و"الطيران" و"الفردوس" و"مول النخيل". واصطحب الكثير من الآباء والأمهات أطفالهم إلى الساحات وهم يلوحون بالأعلام العراقية، في وقت تطوع فيه محتجون برسم ألوان العلم العراقي على وجوه الأطفال. وتأتي مشاركة العائلات العراقية في الاحتجاجات المناهضة للحكومة تزامناً مع تراجع أعمال قمع التظاهرات خلال الأيام القليلة الماضية. وعبر المئات من العراقيين، في ساحة التحرير وسط بغداد، عن استيائهم من تدخل إيران في الشؤون الداخلية للعراق، ولا سيما في أزمة الاحتجاجات، مرددين هتاف "إيران برا برا.. بغداد تبقى حرة"، وفق مراسل الأناضول. وقال متظاهر في ساحة التحرير، عرف عن نفسه باسم مجدي الكاظم، للأناضول، إن "إيران تتدخل على نحو سافر بشؤون العراق الداخلية، وتعمل على إنقاذ حكومة (رئيس الحكومة عادل) عبد المهدي". وأضاف، أن "(المرشد الإيراني علي) خامنئي، وصف المتظاهرين العراقيين بالمشاغبين وما إلى ذلك من أوصاف قبيحة. كما دعا علناً أذنابها من الميليشيات إلى قمع المتظاهرين". وأشار الكاظم، إلى أن "(القائد في الحرس الثوري الإيراني قاسم) سليماني، بات يحكم العراق، وهو من يحول دون سقوط الحكومة من خلال الإيعاز لبعض الأحزاب بدعم (رئيس الحكومة عادل) عبد المهدي". ويعتقد الكاظم، أن "تدخل إيران العلني سيزيد من زخم الاحتجاجات في الأيام المقبلة". والأربعاء، حمل المرشد الإيراني علي خامنئي الولايات المتحدة وإسرائيل، المسؤولية عن "أعمال الشغب وانعدام الأمن" في العراق ولبنان، حاثا من وصفهم بـ"الحريصين" في البلدين الأخيرين بمعالجة هذه الأعمال، وفق إعلام إيراني. ويعتقد الناشط في تظاهرات بغداد سعدون المنصوري، وهو اسم مستعار، أن تصريحات خامنئي، "تمثل دعوة صريحة للفصائل العراقية المسلحة الموالية لإيران لقمع الاحتجاجات". وأضاف المنصوري، للأناضول، وهو متوشح بعلم العراق في ساحة التحرير، أن "أحد أهم أسباب استياء الناس وخروج التظاهرات يتمثل في أن الحكومات العراقية المتعاقبة منذ 2003 جعلت البلد رهينة لمصالح إيران التي تتدخل في كل صغيرة وكبيرة". وتابع: "اسأل أياً كان في العراق.. حتى الأطفال، سيقولون لك أن سليماني هو الحاكم الفعلي في العراق. هو من يوزع الأدوار ويعين الحكام، ويعمل الآن على تقوية الحشد الشعبي، لكي يكون دولة داخل دولة بالعراق". وفي محافظات الوسط والجنوب، معقل الشيعة بالعراق، لاحظ مراسلو الأناضول إقبالاً متزايداً من النساء وشرائح اجتماعية أخرى للاحتجاجات في الساحات العامة. وعلى مدى الأيام الماضي، انضم الطلاب والنقابات المهنية إلى الاحتجاجات، لكن العشائر بدأت بالظهور على نحو لافت في الاحتجاجات. وقال متظاهر من محافظة المثنى، واسمه فريد الخفاجي، في اتصال هاتفي مع الأناضول، إن الاحتجاجات تشهد مشاركة متزايدة من أبناء العشائر في مدينة السماوة، مركز المحافظة. وأضاف الخفاجي، أن شرائح المجتمع المختلفة باتت تشكل جزءاً أساسياً من هذا الحراك، الأمر الذي أعطى دفعة قوية للاحتجاجات رغم أعمال القمع في الأيام الأولى. ويشهد العراق، منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، موجة احتجاجات متصاعدة مناهضة للحكومة، وهي الثانية من نوعها بعد أخرى قبل نحو أسبوعين. وتخللت الاحتجاجات أعمال عنف واسعة خلفت 250 قتيلا على الأقل، فضلا عن آلاف الجرحى في مواجهات بين المتظاهرين من جهة وقوات الأمن ومسلحي فصائل شيعية مقربة من إيران من جهة أخرى. وطالب المحتجون في البداية بتحسين الخدمات العامة، وتوفير فرص عمل، ومكافحة الفساد، قبل أن يرتفع سقف مطالبهم إلى إسقاط الحكومة؛ إثر استخدام الجيش وقوات الأمن العنف المفرط بحقهم، وهو ما أقرت به الحكومة، ووعدت بمحاسبة المسؤولين عنه. ومنذ بدء الاحتجاجات، تبنت حكومة عادل عبد المهدي، عدة حزم إصلاحات في قطاعات متعددة، لكنها لم ترض المحتجين، الذين يصرون على إسقاط الحكومة. ويسود استياء واسع في البلاد من تعامل الحكومة العنيف مع الاحتجاجات، فيما يعتقد مراقبون أن موجة الاحتجاجات الجديدة ستشكل ضغوطا متزايدة على حكومة عبد المهدي، وقد تؤدي في النهاية إلى الإطاحة بها. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :