انطلاق الدوريات الروسية التركية المشتركة في شمال شرق سوريا

  • 11/2/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الدرباسية (سوريا) - الوكالات: قامت القوات التركية والروسية امس بأولى دورياتها المشتركة قرب الحدود السورية الشمالية، بموجب اتفاق تم التوصل إليه بعد هجوم شنته أنقرة ضد المقاتلين الأكراد في المنطقة غيّر المعادلات على الأرض. ومنذ هجوم أنقرة في التاسع من أكتوبر الذي سبقه انسحاب أمريكي من نقاط حدودية عدة، اختلطت الأوراق في مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرق سوريا، ودخلت قوات النظام وحليفتها روسيا إلى المعادلة. ويبدو أن الأمريكيين والروس تقاسموا الخارطة الحدودية. ففي وقت تجري روسيا دورياتها غرب مدينة القامشلي الحدودية، سيرت القوات الأمريكية دورياتها الخميس شرق المدينة، التي تعد عاصمة الإدارة الذاتية التي أعلنها الأكراد في عام 2014. وبدأت الدوريات الروسية التركية المشتركة حوالي منتصف النهار قرب بلدة الدرباسية، غرب القامشلي، وانتهت عند الساعة الثالثة والربع بالتوقيت المحلي. وتألفت الدورية من تسع آليات مدرعة روسية وتركية، وسارت في شريط يمتد بطول 110 كيلومترات، قبل أن تغادر الآليات التركية من النقطة التي دخلت منها قرب الدرباسية. وقال مراسل لوكالة فرانس برس في الدرباسية إن المدرعات لم تحمل أي أعلام روسية أو تركية بطلب من موسكو. في السابع من أكتوبر انسحبت قوات أمريكية حاربت لسنوات إلى جانب الأكراد ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، من نقاط حدودية عدة مع تركيا. وبعد يومين بدأت تركيا وفصائل سورية موالية لها هجومًا ضد المقاتلين الأكراد سيطرت خلاله على منطقة حدودية بطول نحو 120 كيلومترًا. وعلقت تركيا هجومها في 23 أكتوبر بعد وساطة أمريكية واتفاق مع روسيا نصّ على أن تسهل موسكو انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية، التي تصنفها أنقرة مجموعة «إرهابية»، من منطقة بعمق 30 كيلومترًا من الحدود مع تركيا. كما تم الاتفاق على تسيير دوريات مشتركة قرب الحدود، تستثني بشكل أساسي مدينة القامشلي. وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الثلاثاء أن انسحاب الوحدات «اكتمل قبل الموعد المحدد». وعلى الأثر أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوجان إنه سيكون بإمكان تركيا التثبت من ذلك بعد تسيير الدوريات المشتركة. واعتبر الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة تلفزيونية الخميس الاتفاق «مؤقتا» لكنه «أمر إيجابي لا يُلغي سلبية الوجود التركي، ريثما يتم إخراج التركي بطريقة أو بأخرى». وتهدف أنقرة إلى إبعاد المقاتلين الأكراد عن حدودها كما لإنشاء منطقة «آمنة» تعيد إليها قسمًا كبيرًا من 3.6 ملايين لاجئ سوري لديها. وانسحبت القوات الأمريكية من نقاط حدودية عدة خلال الأسابيع الماضية، لكن يبدو أنها حافظت على تواجدها في أخرى شرق مدينة القامشلي. وللمرة الأولى منذ سحب قواتها، سيرت القوات الأمريكية الخميس دورية من قاعدتها في مدينة رميلان وصولاً إلى بلدة القحطانية. ولم تنتشر قوات النظام في المناطق الحدودية الواقعة شرق مدينة القامشلي حتى الآن، بل اكتفت بإرسال عسكرييها إلى نقاط حدودية أخرى غرب المدينة. وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن القوات الأمريكية تريد أن تحافظ على تواجدها في الجهة الشرقية من المنطقة الحدودية. وقال «يريد الأمريكيون أن يمنعوا روسيا وقوات النظام من الانتشار في المنطقة الواقعة شرق مدينة القامشلي».

مشاركة :