«محميّة الحفيّة».. طبيعة خلابة وسياحة بيئية

  • 11/2/2019
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

وسط أجواء زاخرة بجماليات الطبيعة الخلابة تتباين فيها التضاريس الجبلية مع رمال الصحراء وتلك الواحات الخضراء العامرة بغابة من الأشجار والنباتات، تتألق «محمية الحفية» كأحد أجمل المحميات الطبيعية في مدينة كلباء الواقعة في المنطقة الشرقية من إمارة الشارقة، مشكّلة على مر السنوات والعقود رقعة ساحرة فائقة الجمال، لتعكس صوراً من الثراء البيئي والسياحي لأرض الإمارات. تعتبر المحميّة جزءاً من مشروع كلباء الريادي للسياحة البيئية، الذي يعد أضخم مشروع سياحي بيئي على مستوى الدولة والمنطقة، ضمن مبادرات لتطوير المنطقة الشرقية من الإمارة، وصيانة المقدرات الطبيعية للبيئة المحلية. تنوع حيوي وتشير هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، إلى خصوصية مركز الحفية لصون البيئة الجبلية، قائلة: «جاء إنشاء محمية الحفية في مدينة كلباء، استناداً إلى رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة المستقبلية ونهجه في استثمار الموارد البيئية وجعلها محركا في عجلة التنمية والنهضة، بحيث تعمل وفق منظومة وإستراتيجية تعزز ديمومة الحياة الفطرية والطبيعية المتنوعة في بيئتنا المحلية، وتوفر كافة الظروف المناسبة للحفاظ على التنوع الحيوي وضمان استدامته للأجيال القادمة». طبيعة ساحرة وتضيف السويدي: «يعد مركز الحفيّة ومحميتها الطبيعية أحد أهم المشاريع التابعة لهيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة، افتتح في مارس 2016، بهدف حماية الطبيعة والحفاظ على التنوع الحيوي في البيئة الجبلية، وصون حيواناتها المهددة بالانقراض من الزواحف والطيور، والعمل على تكاثرها، وتعزيز مكانتها كبيئة رائدة في صيانة التنوع البيئي والحيوي، حيث يلعب المركز دوراً فاعلاً في إعادة تأهيل الحيوانات الجبلية، مسخرا كافة إمكاناته لإعداد الأبحاث والدراسات التي تعتني بالعناصر الحيوية وتعمل على استمراريتها، بالإضافة إلى تثقيف مختلف الفئات المجتمعية وتوعيتهم بمدى أهمية المحافظة على المقدرات الطبيعية، بكل ما تشمله من كائنات حيّة». وتتابع: في قلب كلباء الزاخرة بروافد التراث والتاريخ والحضارة، تبرز محمية الحفية بطبيعتها الجغرافية الساحرة على مساحة الـ5.45 كم مربع، ممتدة من وادي الحلو وصولاً إلى البحر ناحية خور كلباء المطل على ساحل سلطنة عمان، وتُعد أرضاً خصبة لأشجار السدر التي تمت زراعتها في المنطقة، ومأوى للزواحف والحيوانات والطيور النادرة. ملاذ آمن وتنّوه السويدي، قائلة «تتضمن المحمية 30 حيوانا مهدداً تندرج جميعها تحت القائمة الحمراء، إضافة إلى أنواع من الطيور التي تنتمي للبيئة المحلية، وهدفنا هو تحقيق حماية طبيعة البيئة ذات السهول الفيضية الملاصقة لسفوح الجبال، والتي تعد ملاذاً آمناً للكائنات الحية، مع توطين أنواع محددة من الحيوانات النادرة وإطلاقها، كالنمر العربي والطهر العربي والذئب العربي والضبع، والتي يتم العناية بها وزيادة توالدها في مركز الإكثار الرئيسي بالشارقة». تكاثر وتعايش تؤكد هنا السويدي، أن هذا التنّوع البيولوجي والموارد الطبيعة والتضاريس المتباينة التي تتميّز بها محمية الحفية، تلعب دوراً كبيراً في تكاثر مختلف الكائنات الحيّة والنادرة، مانحة إياها فرص التعايش والتكيّف ضمن بيئتها الطبيعية، منتجة مزيداً من الأنواع الجميلة والمختلفة من الطيور التي صارت تعشش وتضع بيوضها بين الأشجار، ومن أبرزها الحمام البري وطيور الهدهد والصقور.

مشاركة :