أكد فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل غزاوي, أن الزواج في الإسلام رباط وثيق يجمع بين الرجل والمرأة، وبه تسكن النفس وتقر العين وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس إن الشارع الحكيم قد حرَص على المحافظة على الأُسرة وتماسكِها ورغَّب في الإبقاء على عقد النِّكاح، وأمر الزوج بالمعاشرة بالمعروف، ولو مع كراهته لزوجته, ووصف الله تعالى عقد النكاح بالميثاق الغليظ، مشيراً إلى أنه لهذا يجب على الزوجين أن يقاوما كلَّ ما يتهدد هذه المطالب السَّنية، فيتجاوزا ما يقع من الخلافات الزوجية التي قد تفسد تلك الرابطةَ المحكمة والعلاقةَ المتينة، وقال : إذا كان ذلك فإن حلَّ عقدِ النكاح وطلبَ الانفصال من قبل الزوجة أمر محظور لا يُلجأ إليه إلا عند تعذر استمرار الحياة الزوجية وبعد استنفاد جميع الطرق ولهذا لم يُبَح إلا ثلاثَ مرَّات، وحَرُمت عليه المرأةُ بعد الثالثة، حتى تَنكِح زوجًا غيره، وإذا كان إنما أُبيح للحاجة، فالحاجة تندفع بواحدة، فما زاد فهو باق على الحظر “. وبين الشيخ الغزاوي أن مما يؤكد هذا المعنى ورود النصوصِ النبوية التي تحذر من المخالفات الشرعية المؤدية إلى الطلاق. وأوضح أنه إذا تبين ذلك فلنعلم أن الطلاق في مجتمعات المسلمين اليوم قد تجاوز الناسُ مفهومَه الشرعي وهدفَه المرعي إذ أصبح الطلاق – الذي جعله الإسلام حلا للمشكلات المستعصية بين الزوجين وعلاجا يلجأ إليه آخر المطاف – أصبح مشكلةً بذاته حين صار ألعوبة في أيدي العابثين، ومساغاً سهلاً في أفواه المتهورين الذين لا يعرفون للحياة الزوجية معنى، ولا يقيمون لها وزنا، يتزوجون اليوم ويطلِّقون غدا اسْتخفافا بهذه الرابطة الربانية. وقال فضيلته : إن مما يؤسف له أن معدلات الطلاق قد ارتفعت ارتفاعًا كبيرًا في السنوات القليلة الماضية، وصار ظاهرةً متفشية، إذ انتشرت حالاته بصورة جلية وتزايدت نسب الفراق بين الزوجين وأصبحت الإحصاءات والنسب الكبيرة من الطلاق أو الرغبة في فسخ عقد النكاح مخيفةً ومنذرةً بخطر كبير على المجتمعات المسلمة، وعند النظر في الأخطاء والمشكلات الأُسْرِيةِ التي كدرت صفو الحياة الزوجية، وكانت سبباً في وقوع الطلاق نجدها كثيرة ومتنوعة؛ فمن ذلك سوءُ اختيار الزوجين أحدهِما للآخر، إذ قد يُقدِمُ أحدهما على الزواج وهو لا يعرف عن شريكه شيئاً لا في الدين ولا في الخلق ويكتشف ذلك بعد المعاشرة بينهما. ولفت إلى أن من أسباب وقوع الطلاق ضعف الوازع الديني والتقصيرُ في حق الله وخاصة الصلاة، والتفريطُ في التحصين الشرعي بذكر الله وقراءة القرآن وفي المقابل الوقوع في الذنوب وارتكاب المعاصي واستمراؤها مما يؤدي إلى حصول الشرور والنزاع بين الزوجين ومن ثم الفراق. وقال : ما أخبار مدمني المخدرات وشاربي المسكرات في تعاملهم مع أزواجهم بخافية؛ من الاعتداء على أزواجهم بالضرب المبرِّح والسب واللعن والطرد من المنزل والتلفظ بالطلاق. وكشف فضيلته أن من المشكلات الأسرية عدم تحمل المسؤولية من قبل الزوجين كترك الزوج إدارةَ شؤون البيت وتوفيرَ احتياجاته وانشغالِه بالجلسات والسهرات مع رفقائه وكثرة الأسفار لغير حاجة وتضييع حقوق رعيته، وكذلك إهمالُ بعض الزوجات بيتَها وانشغالُها بوسائل التواصل عبر الجوال أكثرَ وقتها دون مراعاة لحقوق زوجها أو عيالها.. وفي المدينة المنورة قال فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي : لقد ناداكم الله تبارك وتعالى باسم الإيمان أعظم صفة للإنسان بأن تتوسلوا إليه بصالح الأعمال وتحفظوها من المبطلات والوسيلة جميع الطاعات فعلاً للأَوامر وتركاً للنواهي , والوسيلة تعم وسائل الطاعات كلها و تشملها جميعاً.
مشاركة :