اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن موقف قدامى المحاربين في الجيش الأمريكي من الحروب التي خاضوها في أفغانستان والعراق وسوريا يتفق مع موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المعارض لاستمرار مشاركة القوات الأمريكية فيها، لافتة إلى أنه موقف تبناه عدد متزايد من المحاربين القدامى من الجنرالات المتقاعدين من مؤيدي الرئيس الأمريكي ومن الديمقراطيين المقاومين له.وقالت الصحيفة الأمريكية -في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم /السبت/-إنه بعد مرور ما يقرب من عقدين على هجمات 11 سبتمبر 2001، أظهرت استطلاعات الرأي أن غالبية المحاربين القدامى أصيبوا بالإحباط من الحروب المستمرة، حتى مع استمرار النخبة الأمنية من الحزبين في الجمهوري والديمقراطي الضغط؛ من أجل وجود عسكري أمريكي في سوريا والعراق وأفغانستان.ولفتت إلى أن وجهة النظر تلك تأتي مناقضة تماما للتأييد الواسع الذي حظيت به الحروب في أوساط العسكريين والمحاربين القدامى - والشعب بوجه عام - عندما أرسل الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش القوات الأمريكية للمرة الأولى إلى أفغانستان ثم إلى العراق.وبحسب الصحيفة، يساعد تغير موقف الكثيرين ممن خدموا في الحروب على تفسير سبب التأييد الذي يحظى به ترامب بين المحاربين القدامى، إذ إنه يعيد القوات إلى الوطن، ويعارض العمل العسكري ضد الدول الأخرى، كما يشهد الكونجرس حاليا تكوين تحالف من المنتمين لليمين واليسار بوتيرة بطيئة لكنها مطردة للحد مما يسميه ترامب "حروب لا تنتهي".وأظهرت استطلاعات الرأي أن 64 % من قدامى المحاربين يعتقدون بأن الحرب في العراق لم تكن تستحق القتال- وفقا لدراسة أجراها مركز "بيو" للأبحاث- وهي نسبة تزيد قليلا عن نسبة المدنيين الذين يشعرون بالأمر نفسه والتي بلغت 62 بالمائة. وجاءت نسبة الاعتراض على الحرب في أفغانستان أقل، حيث يعتقد 58% بين المحاربين القدامى، و 59 % بين المدنيين أن هذه الحرب لم تكن تستحق خوضها، وفي حين يؤيد بعض قدامى المحاربين استمرار المشاركة العسكرية في سوريا، فإن أكثر من نصفهم -55 %- يعارضونها.ولفتت الصحيفة إلى أن المحاربين القدامى أبدوا تأييدا لترامب أكثر من عامة الشعب، حيث أعرب حوالي 56 % من المحاربين القدامى عن رضاهم عن أداء ترامب، مقارنة بـ 42 % من إجمالي الشعب، وفقًا لاستطلاع أجرته وكالة "أسوشيتيد برس" العام الماضي، وهو ما يتفق مع نتائج استطلاعات الرأي الأخرى. ويروق لقدامى المحاربين تعهد ترامب بدعم الرعاية المقدمة لهم وتعزيز الإنفاق العسكري، وفي بعض الحالات يتفقون مع سياسته الخارجية القائمة على شعار "أمريكا أولًا" والتي تدعو إلى تقليل مشاركة القوات الأمريكية في الخارج.واستدركت الصحيفة القول إنه ومع هذا- وكما هو الحال في العديد من مجالات السياسة الأمريكية- فإن كلام الرئيس لا يتفق دائمًا مع تصرفات إدارته، إذ لا يزال هناك نحو 200 ألف جندي أمريكي منتشرين في جميع أنحاء العالم، كما كان الحال عندما تولى ترامب مهام منصبه، وبعد الإعلان عن انسحاب كامل للقوات من سوريا والتخلي عن الحلفاء الأكراد - والذي أثار انتقادات واسعة من كثير من خبراء الأمن القومي في السر والعلن وحتى انتقادات البعض في الجيش - اختار ترامب إبقاء بعض القوات في سوريا.
مشاركة :