قال الدكتور كفاح فاخوري من لبنان، مقرر الجلسة الثانية من مؤتمر ومهرجان الموسيقى العربية، التي تحمل عنوان "الموسيقى والطفل العربي بين الماضي والحاضر": إنه لا بد أن نتوقف عند المحور الفكري الذي تحمل اسمه تلك الجلسة لأن هذا المحور قد عمم الموضوع ليطال الموسيقى الموجهة إلى الطفل أو تلك التي يبدعها الطفل بنفسه. وتابع "فاخوري": "هذا العنوان العريض ليس فقط يعني بأغنية الطفل وإنما يمتد أيضًا إلى المعزوفات الآلية المؤلفة خصيصًا للطفل، كما أن الشق الثاني من عنوان المحور وهو "بين الماضي والحاضر" يمثل تحدٍ كبير، إذ لا حاضر بلا ماض بلا رؤية مستقبلية أو استشراف لما يرتقب أن يكون عليه طفل الزمن الراهن أو طفل المستقبل" وأشار إلى أنه حينما كتب المؤلف الموسيقى الروسي سيرجي بروكوفييت الحكاية السيمفونية الخالية للأطفال "بيتر والذئب" كان هدفه ربط كل شخصية في القصة بآلة محددة في الأوركسترا بما يجعل الأطفال يتعرفون على آلات الأوركسترا بشكل مشوق وغير مباشر، ولكن أهم ما قام به بروكوفييت في تأليفه للعمل أنه تواصل مع الطفل موسيقيًّا على اعتبار أنه راشد.وواصل: لو أردنا أن نعكس هذا الكلام على الموسيقى الآلية في العالم العربي فلن يكون هناك بالإمكان ذلك، لعدم وجود أعمال موسيقية عربية شبيهة حتى ولو تناولت على الأقل تعريف الطفل بآلات التخت أو آلات أي مجموعة موسيقية محلية".مؤكدًا على أنه لو ركزنا على أغنية الطفل في عالمنا العربي فإننا نجد قلة ممن تعاطوا بتلحين أغاني الأطفال من ثلاثينيات القرن الماضي، وإلى اليوم قد التزموا بموقف شبيه بقناعات بروكوفييت، حيث جاءت قناعات أكثرية الشعراء والملحنين لتتبنى أغنية الطفل باللهجة المحلية والتحفظ على أغنية الطفل باللغة العربية الفصحى، وهو ما فوت على الأطفال فرصة توظيف الموسيقى في خدمة اكتسابهم اللغة العربية الفصحى وتعزيزها، كما أنه فوت الفرصة على مدرسي الموسيقى لفرض مادة الموسيقى في المدارس فبقيت مادة ثانوية "مهمشة". وبدأ منذ قليل محور الموسيقى والطفل العربى بين الماضى والحاضر ويشارك فيها كل من الدكتور كفاح فاخوري لبنان مقررًا، والدكتور عصام الجودر"البحرين"، والدكتورة مسعودة القرش "ليبيا"، والدكتور ناصر هاشم بدن "العراق"، وهبة الترجمان من سوريا، والدكتور نجيب شيشون من الجزائر.
مشاركة :