كشفت عالمة الآثار الأرمينية هوريج سوروزيان والتي تعمل في مصر منذ 40 عامًا، كثيرا من أسرار التماثيل الملكية للأسرة التاسعة عشرة، ومنها تمثال الملك رمسيس الثاني أمام معبد الأقصر، والذي كان مثار جدل حول صحة وضعه الفترة الماضية، وذلك ضمن أكثر من أربعين تمثالًا لرمسيس الثاني وحده، والتي أقيمت في معابد مختلفة في جميع أنحاء مصر.الأسرار جاءت ضمن كتاب أصدرته مؤخرًا، حيث أوضحت سوروزيان أن مكان التمثال أمام واجهة المعبد هو المكان الصحيح على الرغم من أن التمثال في الوضع الأوزيري، ولكنه الوضع الأوزيري الملكي وليس وضع المومياء، مما لا يمنع من وجوده أمام واجهة المعبد، فضلًا عن أن قاعدة التمثال ومكانه الأصلي وجدت في هذا الموضع. وطبقا للكتاب، تبدأ قصة هذا التمثال البالغ ارتفاعه 12 مترًا عندما تم اكتشاف بقاياه خلال أعمال الحفائر الأثرية التي قام بها الدكتور عبد القادر محمد بدعم من الرئيس جمال عبد الناصر عام 1958م. وعندما تمت الموافقة على إزالة الاستراحة الموجودة أمام الصرح الشرقي لمعبد الأقصر، كشفت الطبقات الأثرية في المنطقة عن العديد من التماثيل واللوحات، والتي وصلت لارتفاع مترين تقريبًا فوق مستوى سطح المعبد، وكانت هذه الآثار في حالات متباينة من الحفظ. وتم العثور على تمثال للملك رمسيس الثاني من الجرانيت الرمادي في حالة جيدة وتم نقله إلى غرفة بمنتصف معبد الأقصر وذلك بعد وقت قصير من اكتشافه، من ناحية أخرى، تم العثور على بقايا تمثال عملاق مهشم وهاذين التمثالين العملاقين اللذين ينتميان إلى رمسيس الثاني، كانا في حالة حفظ سيئة للغاية بحيث لا يمكن إعادة بنائها أو ترميمهما في نفس الوقت. وقامت وزارة الآثار في أبريل الماضي بترميم وإعادة بناء أحد التماثيل العملاقة المتهدمة للملك رمسيس الثاني، أشهر حكام الأسرة التاسعة عشر 1292 - 1189 ق.م،و من خلال تفاصيل البقايا التي جمعها الاثريون والمرممون، تم تحديد نوع التمثال على أساس كونه "من نوع التماثيل الخاصة بالمعبود أوزير في هيئة رسمية"، وهو النوع الذي ظهر في عدة حالات بالفعل في عهد والد رمسيس الثاني سيتي الأول.وهذا النوع يمثل الملك ممسكًا باثنين من الصولجان في يديه، الحقا والنخخ، واللذان يميلا على كتفيه، بما يستدعي الوضع المعتاد للمعبود أوزير، ووضع المعبود أوزير أن نجد التمثال واقفًا قدميه متجاورتين، وذراعيه معقودتين أمام صدره، وهذا الوضع اعتدنا أن نراه بالفعل ولكن كان التمثال يرتدي زي المومياء، حيث أن الوضع يمثل الملك ميتًا. ولكن هنا هو لا يرتدي الرداء الخاص بالمومياء، ولكنه في وضعية مفعمة بالحياة، وهذا النوع معروف جيدًا في تماثيل الملك رمسيس الثاني، كما أدرجته الدكتورة هوريج سوروزيان في كتالوجها الذي نُشر مؤخرًا عن التماثيل الملكية للأسرة التاسعة عشر، وذلك ضمن أكثر من أربعين مثالًا لرمسيس الثاني وحده، التي أقيمت في معابد مختلفة في جميع أنحاء مصر. وكشفت خلال كتابها أن جميع هذه الأمثلة صممت بأن تستند على أعمدة ، داخل أفنية المعابد ، مثل وادي السباع أو القاعة الداخلية لأبو سمبل، وتم العثور على التمثال الذي تم ترميمه مؤخرًا وهو يرقد في هيئة قطع منه خلال أعمال التنقيب التي امتدت على طول البرج الشرقي الخاص بصرح معبد الأقصر أسفل تل الركام الخاص بالاستراحة .وأكدت أنه تجميع تمثال للملك رمسيس الثاني أمام معبد الأقصر هو إنجاز للفريق المصري القائم على عملية ترميم التمثال، موضحة أن مرحلة تجميع أجزاء التمثال ونصبه مرة أخرى في مكانه الأصلي كانت المرحلة الأولى لترميم التمثال، والتي أعقبها مرحلة ثانية أطلقت عليها سوروزيان مرحلة الترميم الدقيق وهي ما أعادت للتمثال بهاؤه ورونقه الأول، طبقا لقولها.
مشاركة :