يروي علم الإمارات حكاية وطن عنوانه لا يعرف المستحيل وحلم الاتحاد ومسيرة التقدم والنماء، حيث اعتمد العلم بألوانه الأربعة مستوحياً معاني ما قاله الشاعر صفي الدين الحلي «بيض صنائعنا سود مواقعنا خضر مرابعنا حمر مواضينا»، ويرتبط علم الإمارات ارتباطاً وثيقاً بهويتها، وهو علامة لسيادتها وعنوانها. وقد تم اعتماد علم دولة الإمارات العربية المتحدة حين رفعه لأول مرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وذلك في الثاني من ديسمبر عام 1971 في أعقاب الإعلان عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، ليصبح بذلك العلم الرسمي لدولة الإمارات العربية المتحدة. ويعد علم دولة الإمارات الراية الرسمية التي تمثلها في المحافل والأزمنة كافة، ورمزاً لهويتها التاريخية، ويجسد طموحات شعبها وآماله، وهو رمز السلام والأمان والفرح والسعادة التي تتجسد خلال المناسبات الوطنية والاجتماعية، والفعاليات الرسمية والشعبية في المجالات كافة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية، وغيرها من القضايا اليومية، سواء في داخل الإمارات أو خارجها، كما يرافقه على الدوام السلام الوطني. كما يعد رمزاً لسيادة الدولة وعزتها واستقلالها، وولاء أبنائها ومؤسساتها للدولة وقيادتها الرشيدة، كما أنه تعبير عن هوية الدولة وتاريخها، مما يستوجب وضع الأطر اللازمة لضمان احترام علم الدولة وسمو مكانته ورفعته. ولهذا قام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بسن قانون اتحادي رقم 2 والذي صدر بتاريخ 2 ديسمبر 1971 بشأن علم دولة الإمارات العربية المتحدة، وتلى ذلك قيام مجلس الوزراء بإصدار قرار رقم (5) لعام 1996 بشأن لائحة قواعد رفع علم الدولة، لتنظيم طريقة تعامل الأفراد والمؤسسات معه وفقاً لأعلى أصول اللياقة. قصة العلم ولما كان العلم رمزاً وطنياً يجسد طموحات وآمال الشعب، فإن مسابقة أعلنت في صحيفة «الاتحاد» لتصميم علم الاتحاد، وفاز عبدالله محمد المعينة بأفضل تصميم، حيث تقدم للمسابقة 1030 تصميماً، وتم اختيار 6 منها كترشيح أولي، ووقع الاختيار نهائياً على الشكل الحالي للعلم. وكان عبد الله محمد المعينة قد تقدم برسمه للعلم ضمن ستة عروض فائزة في مسابقة لتصميم العلم، شارك فيها المئات من الفنانين والرسامين، وجائزة نقدية قيمتها 4,000 درهم للتصميم الفائز. معاني الألوان يعكس علم دولة الإمارات طموحات وقيم شعب الإمارات، وتم اختياره دلالات الألوان على ضوء بيت الشعر الذي قاله الشاعر صفي الدين الحلي: «بيض صنائعنا، خضر مرابعنا، سود وقائعنا، حمر مواضينا»، ويوضح المعنى أن الصنائع هي الأعمال التي تميل للبر والمعروف والخير، ويرمز لها اللون الأبيض، أما الوقائع فهي المعارك والحروب، ويرمز لها اللون الأسود، والمرابع هي الأراضي الواسعة المعطاءة، ويرمز لها اللون الأخضر، والمواضي هي السيوف التي خضبتها دماء الأعداء بعد الانتصار عليهم، ويرمز لها اللون الأحمر. وتعني ألوان العلم أن: الأبيض يرمز إلى عمل الخير والعطاء، ومنهج الدولة لدعم الأمن والسلام في العالم، واللون الأخضر يعبر عن النماء والازدهار والبيئة الخضراء، والنهضة الحضارية في الدولة، ويرمز اللون الأسود إلى قوة أبناء الدولة ومنعتهم وشدتهم، ورفض الظلم، فيما يدل اللون الأحمر إلى تضحيات الجيل السابق لتأسيس الاتحاد، وتضحيات شهداء الوطن لحماية منجزاته ومكتسباته. ويؤمن شعب الإمارات بأن العلم ليس مجرد قطعة قماش عليها أربعة ألوان، بل هو رمز يعيش في نفوسهم ووجدانهم ويبذلون الغالي والنفيس ليبقى مرفوعاً خفاقاً، وهو ما يميزهم بين الشعوب، وهو شعار يربطهم بهذا الوطن الذي لا يعرف المستحيل. شكل علم دولة الإمارات ويعد شكل علم الإمارات مستطيل الشكل ينقسم إلى أربعة أقسام مستطيلة الشكل في مساحات أفقية متساوية ومتوازية، فالمستطيل الأعلى يضمّ اللون الأخضر، وفي المنتصف اللون الأبيض، وفي الأسفل اللون الأسود، ويبلغ طوله ضعف مساحة عرضه، أما المستطيل العمودي فهو باللون الأحمر من يسار العلم، وفي حال تثبيت العلم رأسياً يصبح اللون الأحمر للأعلى، واللون الأخضر إلى اليمين. دليل الاستخدامات الإرشادي وينص الدليل الإرشادي لاستخدام علم الدولة والذي اعتمده مجلس الوزراء على عدد من الإرشادات للعناية بالعلم، منها يجب أن يكون العلم دائماً نظيفاً ومكوياً، ويتم استبدال العلم بشكل دوري لضمان احتفاظه بألوانه ورونقه، كما يتم استبداله في حال تمزقه أو تلفه أو تغير لونه، كما يجب فحص العلم قبل رفعه في كل مرة. وأشار الدليل إلى ضرورة فحص العلم، والتأكد من سلامته بعد هبوب العواصف القوية أو حدوث التقلبات المناخية المختلفة، وذلك للتأكد من سلامته، كما يطوى العلم في حال الانتهاء من مهمة رسمية أو مناسبة رسمية. ويجب التأكد من استخدام قماش قوي ومتين ومقاوم لظروف المناخ المختلفة من حرارة شديدة ورطوبة عالية، وعواصف رملية وأمطار وغيرها، مع تجنب استخدام الحرير الطبيعي، علماً بأن الأقمشة المعتمدة لصنع الأعلام وللاستخدام الرسمي في الجهات الحكومية وفقاً للهيئة العامة للمواصفات والمقاييس، ويجب التأكد من أن نوعية القماش المستخدمة تسمح برفرفة العلم في الهواء. ساريات العلم وتضم كل إمارة من إمارات الدولة، سارية خاصة بالعلم، حيث افتتحت سارية العلم في أبوظبي خلال عام 2007، ويبلغ طول العلم 30 متراً وعرضه 15 متراً، ويرفرف العلم على سارية بلغ طولها 123 متراً على كورنيش أبوظبي، بينما تحتضن دبي سارية علم الاتحاد في دبي، حيث يرفرف العلم على ارتفاع 120 متراً فوق المبنى الذي شهد إعلان ميلاد دولة الاتحاد في دار الاتحاد «قصر الضيافة». وفي الشارقة، تحتوي جزيرة العلم على سارية بارتفاع 123 متراً، ليرفع عليها علم الدولة في أكبر سارية علم في الإمارة، وسابع أكبر سارية في العالم. ويقع مشروع جزيرة العلم قبالة المباني الحكومية في إمارة الشارقة، وتم تصميم سارية العلم لتكون العلامة الأبرز وسط جزيرة العلم، لتشكل نقطة جذب سياحية جديدة في الإمارة، ويضم المشروع مساحات خضراء للتنزه ومسرحاً مفتوحاً ومعرضاً فنياً. وفي عجمان، توجد سارية العلم في حديقة الغرفة بمنطقة الجرف في مدينة عجمان، على ارتفاع 120 متراً، ليرفرف عالياً خفاقاً في سماء الإمارة، بينما يرتفع علم الدولة قرب مدينة محمد بن زايد في الفجيرة على سارية العَلم التي يبلغ ارتفاعها 120 متراً، فيما تبلغ أبعاد العلم 30 متراً، وعرضه 15 متراً، وقطر دائرة العلم 60 متراً. وفي أم القيوين، وتزامناً مع احتفالات الدولة باليوم الوطني ال42، دشنت إمارة أم القيوين سارية العلم في حديقة الخور بأم القيوين على ارتفاع 120 متراً، كما دشنت في العام نفسه إمارة رأس الخيمة سارية علم بطول 120 متراً على خور رأس الخيمة بكورنيش القواسم.
مشاركة :