فى مصر كل مدينة لها اسم تحمله بداخله معانى كثيرة وقصص وحكايات مجد وكفاح كتبها التاريخ، فالاقصر مدينة السحر والجمال شانها شأن هذه المدن لقبت بأسماء كثيرة وشهدت الكثير من الأحداث التاريخية ، فهى لها طابع فريد يميزها عن جميع بقاع العالم، تجمع بين الماضى والحاضر في وقت واحد ولا يخلو مكان فيها من أثر ناطق بعظمة قدماء المصريين قبل الميلاد بآلاف السنين ، وهى تحتفل بعيدها القومى كل عام فى الرابع من نوفمبر، تزامنا مع اكتشاف مقبرة الملك الصغير توت عنخ آمون.قال المؤرخ التاريخي عبد العظيم عبد المنعم مدير مكتب دراسات الصعيد، إن "الأقصر" هو اسم عربي وهو جمع قصر، سميت بذلك بعد الفتح الإسلامي لمصر لكثرة قصورها وضخامة صروحها، مشيرا الى ان الأقصر كانت جزءًا من طيبة القديمة التي دام الحكم فيها لمدة 1350 عامًا متتالية من عام 2100 قبل الميلاد إلى 750 قبل الميلاد، سماها المؤرخ الاغريقى العظيم هوميروس "المدينة ذات المائة باب" بسبب أبنيتها ذات الأبواب الكبيرة وأعجب بها العرب وبجمالها فسموها الأقصر لكثرة ما شاهدوه بها من قصور.وأضاف عبد المنعم، ان بالأقصر تتسم بعمدانها الرهيبة المساحة على كل شاطئ النيل سواء في ضفته الشرقية أو الغربية التي يوجد بها تماثيل ممنون ومقابر ووديان الملوك والملكات والعديد من المعابد والمقابر الخاصة بأهم الشخصيات، موضحا انها كانت عاصمة مصر القديمة وتبعد عن مدينة قنا عاصمة الاقليم 56 كيلو متر جنوبا، وعن القاهرة 680 كيلو متر، لمدينة الأقصر وتابع ان أهم الأسماء التي أطلقت على الأقصر في تاريخها، هي طيبه، مدينة المائة باب، مدينة الشمس، مدينة النور، ومدينة الصولجان، واطلق عليها العرب هذا الاسم: الأقصر، جمع الجمع لكلمة قصر حيث جمع كلمة قصر (قصور) وجمع التكثير أو جمع الجمع (الأقصر) وذلك نظرا للقصور والمعابد التي بها.وأردف عبد المنعم، أن الأقصر ذكرت فى كتاب التوراة بإسم ( نو آمون ) يعني مدينة آمون ، وصفها الغرب بأنها أعظم متحف مفتوح في العالم ونهر النيل في الأقصر عريض جدًا وذلك لأنه قريب من منابعه، كما أن بها عدة جزر كثيرة، كجزيرة الموز وتتكون من البر الغربي والشرقي والذي يفصلهما نهر النيل وكان الفراعنة يسمون البر الشرقي بمدينة الأحياء ، حيث قصور الملوك والمعابد الدينية وبيوت عامة الشعب ، أما البر الغربي كانوا يسمونه مدينة الأموات حيث المقابر والتي تتم زيارتها إلى الآن.وأوضح مدير مكتب دراسات الصعيد أنه لم تتجه الأنظار إلى الأقصر إلا بعد الحملة الفرنسية على مصر ، حيث شاهد ( نابليون ) آثارها فانبهر بها وكانت الأقصر قرية صغيرة وبعد الإهتمام بها أصبحت مدينة يقصدها السياح من كل العالم ، وفى 9 ديسمبر 2009 أعلن بقرار جمهوري بتحويل الأقصر إلى محافظة وتم ضم لها مركزى ارمنت وإسنا، عدد سكان الأقصر نحو مليون و274 ألفا و688 نسمة والعيد القومي للأقصر هو يوم 4 نوفمبر من كل عام ،وهو اليوم الذي اكتشفت فيه مقبرة الملك ( توت عنخ آمون ) وهذه هي المقبرة الوحيدة التي لم تعبث بها أيدي اللصوص.
مشاركة :