كلمتان تجلبان لنا الرزق الواسع والمال الحلال، والفرح والسعادة، و أيضا صحة البدن وقوة الجسم ، وهما: « استغفر الله».فالاستغفار هو دوائنا الدائم الذي يريحنا من كل هم، ويرزقنا من عند الله تعالى رزقا حلالا مباركا فيه، حيث قال – سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم : {فقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}، وهذا أكبر دليل على هاتان الكلمتان في دورهما في جلب الرزق.أهمية الاستغفار فى جلب الرزقجاء رجل إلى الحسن البصري فقال له : إن السماء لم تمطر ؟ فقال له الحسن : استغفر اللّه ثم جاءه آخر فقال له : أشكوٍ الفقر فقال له : استغفر اللّه. ثم جاءه ثالث فقال : امرآتي عاقر لاتلد فقال له : استغفر اللّه ثم جاءه بعد ذلك من قال له : أجدبت الأرض فلم تنبت! فقال له الحسن : استغفر اللّه. فقال الحاضروٍن للحسن البصري : عجبًا لك أوٍ كلما جاءك شاكٍ قلت له : استغفر اللّه فقال : نعم .. أوٍ قرأتم قول اللّه - تعآلى-: « فقلت اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا»، (سوٍرة نوح: الآيات 10-12).فضائل الاستغفار فى القرآن كما أن راحة البال وٍ وانشراح الصدر وٍ المتآع الحسن تكون بالاستغفار؛ قال تعالى : « وَأنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا»، (سوٍرة هود: الآية3)، ومن يريد دفع الكوارث وٍالأمن من الفتن والمحن؛ عليه بالاستغفار، حيث قال – سبحانه-: «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ»، (سوٍرة الأنفال: الآية 33)، ومن أراد تكفير السيئآت وٍ زيادة الحسنات وٍ رفع الدرجات؛ يستغفر اللّه؛ حيث قال عز وجل فى كتابه الحكيم: « وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ»، ( سورة البقرة: الآية 58).أحاديث قدسية عن الاستغفار إن الله- عز وجل- حثنا على الإستغفار والتقرب إليه بالطاعات والنوافل؛ فالله – سبحانه- لا يرد يدا عباده خائبتين بل حثنا على الاستغفار والتقرب اليه ومقابلة الحسنة بالحسنة و السيئة بالحسنه فسبحانه جل جلاله الذي يرحم عباده بالرغم من الذنوب والمعاصي التي يقترفها عبده فهو واسع رحمته سبحانك ربنا إنا كنا من الظالمين . 1- يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول الله تبارك وتعالى : «إني والإنس والجن في نبأ عظيم اخلق ويعبد غيري ارزق ويشكر سواي خيري إلى العباد نازل وشرهم إلىّ صاعد أتودد إليهم برحمتي وأنا الغنى عنهم ويتبغضون إلىّ بالمعاصي وهم أفقر ما يكونوا إلىّ أهل طاعتي أهل محبتي أهل ذكرى أهل مجالستي فمن أراد أن يجالسني فليذكرني أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي إن تابوا إلىّ فانا حبيبهم من أتاني منهم تائبا تلقيته من بعيد ومن اعرض عنى نادينه من قريب أقول له أين تذهب ألك رب سواي الحسنة عندي بعشر أمثالها وأزيد والسيئة عندي بمثلها وأعفو وعزتي وجلالي لو استغفروني منها لغفرتها لهم ».2- عن أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال : «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي , وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا , يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم , يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم , يا عبادي كلكم عارٍ إلا منكسوته فاستكسوني أكسكم , يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا فاستغفروني أغفر لكم , يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني , يا عبادي لو أن أولكم و آخركم, وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا , يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئًا , يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنسكم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر , يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرًا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه»، رواه مسلم.ومن فوائد هذين الحديثين ادراك العبد أن ذنوبه مهما كثرت فإن الله – تعالى- يغفرها جميعًا إذا استغفر العبد ربه وتاب إليه بصدق , والدليل على مغفرة الله للذنوب جميعًا قوله- عز وجل-: « قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاتَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا»، [الزمر53]، وقوله – تعالى- في الحديث القدسي : «وأنا أغفر الذنوب جميعًا فاستغفروني أغفرلكم»، وقالت السيدة عائشة -رضي الله عنها-: «طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا»، صحيح الجامع.
مشاركة :