قال أحمد عزو، شيخ الطريقة التيجانية بالسودان، إن الصوفية تتوازى أحيانًا مع الرهبنة المسيحية برغم الاختلافات الكبيرة بينهما ولكن نزعة الزهد والانصراف عن طيبات الحياة تجعل للصوفية شأنًا خاصًا في التاريخ الإسلامى كله، وهى جماعات كثيرة العدد، قوية التأثير، ولكنها لا تميل إلى استعراض عضلاتها لأنها وجدان روحى وليست قوة سياسية لذلك كان أقطاب الصوفية دائمًا محل احترام عن بعد لا يحملون عداوة، ولا يبشرون بأيديولوجية معينة، ولا يتدخلون في حياة الناس، وبنظري الفارق بين الصوفية والسلفية كبير وواضح، فنحن على منهج قائم على علاقة الإنسان بخالقه، بينهم هم اشتباك مع المجتمع بالقبول أو الرفض.وأضاف عزو في تصريحات لـ"البوابة نيوز" أن الصوفية تمثل جيشًا سلميًا لخدمة الإسلام وليست جماعة مغلقة بالمنطق (الماسوني) للكلمة، إنها روح متجددة وحب للآخر واحترام لخيارات الغير لذلك عاشت عبر القرون دون صدام يذكر مع السلطات الحاكمة رغم أن بعضها كان ظالمًا يجور أحيانًا على رجال الزهد وأصحاب النظرة الشفافة تجاه الحياة والناس، ولقد اتسم الطابع الصوفى دائمًا بقبول التعايش المشترك مع أصحاب الديانات الأخرى فضلًا عن نزعة متأصلة تدعو إلى احترام خيارات الغير، وإذا كانت الصوفية قد ارتبطت بالأعلام الخضراء والإيقاع الموسيقى الراقى فإنها قد عرفت أيضًا التعددية والتشعب بين طرق صوفية مختلفة ومدارس متعددة في ذكر الله قد تختلف في الأسلوب ولكنها تتوحد أمام الغاية وهى الاندماج في ذاته والانصياع لجلاله وعزته.، كما أن الصوفية فلسفة قبل أن تكون عقيدة أو مذهبًا، إنها سلوك إنساني يصل بالفرد إلى حالة من السمو الأخلاقي والارتفاع عن المباذل والرذائل والخصومات.وأشار عزو، إلى أن التصوف سلاح إسلامي معتدل نرفعه في وجه محاولات الغلو والتطرف المشوبة بالعناد الذى يستند إلى الجهل ويعتمد على الخرافة ولا يدرك الدلالة الحقيقية لصحيح الدين، ولدينا في مصر مشيخة للطرق الصوفية يتناوب عليها رجال ثقات يعرفون قدر المنصب وأهمية الدعوة مع إدراك الفلسفة الحقيقية للحركة الصوفية.
مشاركة :