قضايا الثقافة الراهنة في معرض الشارقة الدولي للكتاب

  • 11/4/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يواصل معرض الشارقة الدولي للكتاب فعاليات دورته الثامنة والثلاثين، التي تستمر إلى غاية التاسع من نوفمبر الجاري، مقدما لزواره نشاطات ثقافية في غاية من الأهمية، يؤطرها كتاب وأدباء عرب من مختلف المشارب والجنسيات، يناقشون أبرز قضايا الفكر والأدب الراهنة. ومن بين نشاطات المعرض هذا العام نجد فعاليات “مبادرة #اقرأ_الفيلم” التي أطلقها مكتب الشارقة العاصمة العالمية للكتاب، حيث استضاف المعرض النجمة والكاتبة الهندية أنوجا شوشان، صاحبة الكتاب الأكثر مبيعا “عامل زويا” والممثلة الشهيرة سونام كابور التي لعبت دور البطولة في الفيلم المستوحى من كتابها الشهير، في جلسة ملهمة استعرضتا فيها أمام الحضور جوانب من مسيرتيهما المهنية والفنية الحافلة، والتجربة المتميزة التي جمعتهما في حب الكلمة المقروءة. وأدار الجلسة التي أقيمت بعنوان “من الكتاب إلى بوليوود” الإعلاميان كريس فيد وبريتي مالك، وناقشا فيها مع الضيفتين تجاربهما الإبداعية ومراحل تطور علاقتهما بالقراءة وأعمالهما الفنية المستوحاة من الكتب. كما قدم المعرض، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، ندوة للكاتب الأميركي مارك مانسون حطّم فيها حزمة من المفاهيم التقليدية السائدة عن التميّز والنجاح، حيث دعا صاحب كتاب “فن اللامبالاة” إلى عدم مطاردة السعادة، مؤكّدا أنه كلّما طاردها الإنسان أكثر، كلما ابتعدت عنه. مستشهدا بالمجتمع الأميركي الذي رأى أنه يعاني من هوس بالسعي وراء السعادة، حيث يدخل الكثير من أفراده في مطاردة خطرة للسعادة، لا يجنون منها في الغالب شيئا إلا السراب. واقترح مانسون على الجمهور الكبير الذي حضر ندوته المقامة ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثامنة والثلاثين، أن يطارد الألم بدلا من السعادة، لأنّ الألم يعطي الإنسان إحساسا بأنّ هناك معنى لكل شيء. وقال “إن من يريد بلوغ وجهة السعادة الحقيقية، لا تلك التي يتمّ التسويق لها، فعليه أن يعبر إليها من خلال طريق الألم والمعاناة”. وبعيدا عن المعاناة والألم والسعادة والنجاح، أبدى مانسون انبهاره بحماس الحضور، وسعادته بتواجده في الشارقة وباهتمامها بالثقافة، مؤكّدا أنه أول مرة يرى مثل هذه الحالة على مستوى الشرق الأوسط، واعدا جمهوره بالعودة مرة أخرى في دورات قادمة من المعرض. وخلال جلسة بعنوان “دعنا نجد بعض الأماكن الجميلة” ناقش معرض الشارقة الدولي للكتاب دور أدب الرحلات في اكتشاف العالم وتعزيز ثقافة التواصل بين الشعوب. واستضافت الجلسة التي أدارتها الدكتورة بديعة الهاشمي الكاتب الليبي أحمد الفيتوري، والروائي المصري الدكتور إيمان يحيى والصحافية الموزمبيقية جورجينا جودوين، حيث تحدثوا عن أهمية السفر، ودوره باعتباره البوابة التي تفتح على معارف العالم وخبرات وثقافات الشعوب مؤكدين دور الكتاب في نقل الإنسان من مكانه صوب عوالم مليئة بالجمال والدهشة، مناقشين هذا الدور وأسسه، ومستعرضين أثر أدب الرحلات في تعزيز ثقافة الإنسان وتدعيم جسور التواصل بين الشعوب. خلال ندوة ثقافية بعنوان “آداب عربية”، ضمن فعاليات المعرض، أثار كتّاب إماراتيون وعرب سؤال الأدب العربي وإشكاليات حضوره العالمي. حيث أكدوا أن الترجمة هي البوابة الأساسية لدخول الأدب العربي إلى العالمية، وشددوا على أن الأدب العربي يمتلك مقومات المنافسة، والقدرة على التفوق المتصل ببصمة عريقة ومعروفة تمتد منذ مئات من السنين إلى عصرنا الحالي. وشارك في الندوة كل من الأدباء والكتّاب الدكتور محمد آيت ميهوب، وعادل خزام، وجلال برجس، وفهد العتيق، وأدارها فرج الظفيري، حيث تناولوا السؤال المستمر عن الهوية والعمل الأدبي، وإشكالية العلاقة بين الجديد والقديم، ومدى قدرة الأجيال على التواصل في ضوء اختلاف العصور، ودور الأساليب الأدبية الحديثة في تعزيز حضور الأدب العربي عالميا. وواصل المعرض فقراته الثقافية الأحد بعدد من الفعاليات، حيث أقيمت جلسة شعرية مع الشاعر السعودي محمد السكران، قدم خلالها الشاعر قراءات شعرية في مختارات شهيرة ومؤثرة. كما كان جمهور المعرض على موعد مع جلسة حوارية مع الروائية إنعام كجة جي، وتضمنت الجلسة مناقشة شيّقة لواقع الرواية ومدى تماشيه مع الواقع العالمي.

مشاركة :