ولي العهد السعودي يعطي الضوء الأخضر لأكبر طرح في التاريخ

  • 11/4/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

خطت مجموعة النفط السعودية العملاقة الأحد خطوتها الأولى نحو الاكتتاب العام التاريخي المرتقب، مع تأكيدها نيّتها إدراج أسهم في السوق المحلية، وإعلان هيئة السوق المالية الموافقة على تداول الأسهم. وقالت مصادر مطلعة إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أعطى الضوء الأخضر لبدء العملية في سوق الأوراق المالية المحلية. وتفتح الخطوة الباب أمام بيع أسهم أرامكو في السوق المحلية، وإن بنسبة ضئيلة كما هو متوقّع، على الأرجح في منتصف ديسمبر المقبل، على أن تلي ذلك عملية طرح ثانية في بورصة عالمية في موعد لم يتّضح بعد ربما يكون العام المقبل. وقالت بورصة الرياض (تداول) في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني إنّ “هيئة السوق المالية قرّرت الموافقة على طلب شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية) تسجيل وطرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام”. وفي وقت لاحق، أكّدت أرامكو في بيان أنّها تنوي “طرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام وإدراجها في السوق الرئيسية لدى السوق المالية السعودية”. ولم تضع أرامكو إطارا زمنيا أو تحدد كم ستبيع، لكن مصادر قالت لرويترز إن شركة النفط قد تطرح ما بين واحد واثنين بالمئة من أسهمها بالبورصة المحلية لتجمع ما بين 20 و40 مليار دولار. وقالت الشركة إن الطرح سيكون على شريحتين، إحداهما للمستثمرين من المؤسسات والأخرى للمستثمرين الأفراد، مشيرة إلى أن النسبة المئوية للأسهم التي ستباع وسعر الشراء سيتحددان بعد فترة بناء سجل أوامر الاكتتاب. ويأتي تأكيد بيع أسهم في أرامكو بعد نحو سبعة أسابيع من هجمات على اثنتين من منشآتها النفطية مما أثر بشدة على إنتاجها في ذلك الحين، الأمر الذي يؤكد تصميم الرياض على المضي قدما في الإدراج مهما يكن. ويستهدف الطرح الأولي للشركة الأعلى ربحية في العالم إعطاء دفعة للإصلاحات الاقتصادية التي يتبناها ولي العهد الأمير عن طريق جمع المليارات لتنويع موارد الاقتصاد. وقال صلاح شما مدير الاستثمار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى فرانكلين تمبلتون لأسهم الأسواق الناشئة “إنه طرح عام هائل قد يولد ما يعادل حصيلة أكثر من عشر سنوات من الطروح الأولية في البلاد”. وأضاف أن بعض المستثمرين المحليين قد يبيعون أسهما أخرى من أجل تحويل استثماراتهم إلى أرامكو، فيما سيصبح “ألما آنيا لتحصيل مكاسب آجلة”. ولتيسير إتمام الصفقة، تعتمد السعودية على توافر الائتمان السهل للمستثمرين الأفراد والمساهمات الكبيرة من السعوديين الأثرياء. ويرى توم ريس محرر ملحق المال والأعمال بصحيفة صاندي تلغراف البريطانية، أن القدر من الشفافية الذي أبدته أرامكو مؤخرا عن طريق فتح دفاترها للمستثمرين، إضافة إلى الإغراءات التي قدمتها لهم بأن الأرباح التي سيتلقونها بعد العام الأول للاكتتاب ستبلغ 75 مليار دولار، كانا دافعين مهمين لإعلان الخطوة. وسوف يحق للمستثمرين السعوديين الحصول على سهم مجاني مقابل كل عشرة أسهم يحتفظون بها لمدة ستة أشهر، بحيث لا يتجاوز الحد الأقصى للأسهم المجانية 100 سهم. وقالت الشركة إن الحكومة ستتخلى عن حقها في الحصول على نصيب من توزيعات الأرباح النقدية على أسهم أرامكو، لتعطي الأولوية لحملة الأسهم الجدد، كما ستخفض الشركة رسوم الامتياز التي تدفعها للحكومة لطمأنة المستثمرين. واعتبر أمين الناصر الرئيس التنفيذي لأرامكو أن “إدراج أسهم أرامكو في بورصة تداول يشكل لحظة وتحولا تاريخيا في مسيرة الشركة” . وقال خلال مؤتمر صحافي بمدينة الظهران الأحد إن “الشركة ستصدر نشرة الطرح الأولي في التاسع من نوفمبر الجاري”. ورغم أن ولي العهد حدد في مطلع 2016 تقييما للشركة يصل إلى تريليوني دولار، فإن مصرفيين ومسؤولين بالشركة يقولون إن قيمة أرامكو أقرب إلى 1.5 تريليون دولار. ويقول المحلل جون ماير إن المستثمرين الأجانب غير مقتنعين بالسعر المبدئي الذي كانت السعودية تأمله لأسهم أرامكو عند نحو تريليوني دولار بسبب تراجع أسعار النفط العالمية، إضافة إلى التوجه العام العالمي، الذي يحاول خفض الاعتماد على الخام. وحتى مع تقييم أرامكو عند 1.5 تريليون دولار، ستظل قيمتها أعلى خمسين بالمئة على الأقل من الشركتين الأعلى قيمة في العالم، مايكروسوفت وأبل، اللتين تبلغ القيمة السوقية لكل منهما نحو تريليون دولار. لكن طرح واحد بالمئة من الأسهم سيجمع نحو 15 مليار دولار فقط لخزائن الدولة، أي أقل من الرقم القياسي الذي حققته شركة علي بابا الصينية العملاقة للتجارة الإلكترونية من طرحها الأولي وبلغ 25 مليار دولار في 2014. وتظهر بيانات رفينيتيف أن الطرح سيضع أرامكو في المرتبة الحادية عشرة لأكبر طرح أولي على الإطلاق. وبيع اثنين بالمئة من أسهم أرامكو مع تقييمها عند 1.5 تريليون دولار سيجعلها صاحبة أكبر طرح أولي على الإطلاق، متفوقة على علي بابا. وقال ياسر الرميان رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو في المؤتمر الصحافي إن “تقييم الشركة ينبغي أن يتحدد بعد الجولة الترويجية للطرح".

مشاركة :