القراءة.. الإنسان من الكهف إلى الشرفة

  • 11/4/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يوسف أبو لوز مرة ثانية، يشهد شاطئ المنطقة المقابلة للخالدية والخان واللية نشر منصات تحث على القراءة وتشجع عليها، وذلك بإطلاق عناوين روائية موضوعها البحر أو ما يشتق منه، وذلك، بحسب رؤية كل كاتب.أمس الأول فوجئ رواد شاطئ الخالدية الذي تنتشر عليه سلسلة من الفنادق برفع مظلات ملونة كبيرة بألوان زاهية جذبت إليها رواد الشاطئ من عرب وسائحين أجانب في جو عائلي بهيج تحت عناوين تحث على القراءة قاسمها المشترك شعار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب: «افتح كتاباً.. تفتح أفقاً..»، وتقوم على ذلك مكتبة الشارقة الشاطئية بإشراف هيئة الشارقة للكتاب.الصورة الشاطئية في منطقة الخان والخالدية واللية صورة حضارية، تجمع بين الاستمتاع بالبحر وثقافة القراءة. والمهم في هذه الصورة هو انشداد الأطفال والشباب إلى هذه المظاهر الشاطئية التي تأخذهم بالضرورة إلى القراءة، والانجذاب إلى الكتاب. والهدف الأخير هو القراءة.ثقافة القراءة في الإمارات تجد محفزاتها في الشاطئ، وفي المول التجاري، وفي المطار، وفي المؤسسات الخاصة والعامة، وفي المستشفيات، وفي الدوائر الحكومية، والبنوك والشركات التي أسهمت هي الأخرى ببرامج ولو محدودة في شهر القراءة (آذار-مارس). وفي عشرية القراءة (٢٠٢٦).الهدف من وراء كل كذلك هو تكريس الاعتياد، وتكرار صورة الكتاب والحث على القراءة في كل مكان في الدولة. بالتدريج بالطبع، وفي الوقت نفسه بالإصرار على أن تكون القراءة سلوكاً وعادةً، وهي صورة حضارية جميلة أن تجد رفوفاً صغيرة من الكتب في أماكن غير معتاد فيها القراءة.ثقافة القراءة في الإمارات فضاء اجتماعي مفتوح تجاوز محدودية المدرسة، والمكتبة المنزلية، والمكتبة العامة إلى الحياة وفضاءاتها اليومية: الساحات، الميادين، الشواطئ، وغير ذلك من فضاءات يومية حيوية.لماذا تضع الإمارات ثقافة القراءة صيغة اجتماعية أولوية؟ للإجابة، وباجتهاد، لأن هذه الثقافة أصبحت ضرورة وحاجة ونتيجة، وليست فعلاً قسرياً، بل هو فعل اجتماعي إيجابي مقترن بالعادة والسلوك والتأثر بهما. يلاحظ الطفل أن والدته أو والده يقرآن، فيقلدهما، أو يحتذي بهما أو يحاكي سلوكياً ما يقرآن. ويلاحظ الشاب أن صديقه يقرأ، فيقلده. وتلاحظ الابنة أن أمها تقرأ فتقلدها..التقليد، منذ الطفولة وفي إطار العائلة أول مسارات الأطفال إلى القراءة. وفي الإمارات ظهرت مؤسسات ودور نشر وفعاليات وأفكار محورها معاً ثقافة الطفل وأدب الطفل، وكتاب الطفل.أول نواة بشرية في العالم وفي الكون وفي العائلة وفي الإنسانية كلها هي الطفل. وأول نواة للقراءة والسلوك والخلق والإبداع هو الطفل. وأول نواة في الفنون والآداب والعلوم هو الطفل. والبذرة الصحية المعافاة المكتفية بالماء والهواء تصبح شجرة. والطفل القارئ مستقبل لوطنه، ووعد جميل للإنسان الذي عندما عرف الكتاب والقراءة تخلص من توحشه وجاهليته وكهوفه المظلمة. yabolouz@gmail.com

مشاركة :