تحفل مواقع التواصل الاجتماعي، هذه الأيام، بشتى صنوف الانتقادات والسخرية من عموم ما يصدر عن القادة ورجال الدين في إيران من آراء وتصريحات حيال المظاهرات العراقية، وتتعرض السياسة والنفوذ الإيراني في العراق، هذه الأيام، إلى حملات تسقيط وإدانة واسعة النطاق وغير مسبوقة في غالبية المحافظات المحتجة، وفضلاً عن أنواع الشعارات المنددة بالنفوذ الإيراني، وشخصياته، وفصائله النافذة في العراق، عمد ناشطون، ليلة أول من أمس، إلى محو علامة مرورية في أحد شوارع محافظة النجف، كتب عليها «شارع الإمام الخميني»، واستبدلوها بعلامة أخرى كُتب عليها «شارع شهداء ثورة تشرين».وفي اليوم الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، خرجت مظاهرة كبرى في محافظة كربلاء، رافعة شعارات منددة بإيران ومجمل نفوذها في العراق وزعمائها، خصوصاً قاسم سليماني الذي وصفوه بـ«المجرم الدموي»، ومن بين تلك الشعارات التي رفعت في كربلاء «إيران... سبب المآسي للعراق وتحطيم البنية التحتية».وتشدد اتجاهات واسعة في حركة الاحتجاجات العراقي على ضرورة أن يتم إيقاف إرادة الهيمنة الإيرانية، ووضع حد نهائي لنفوذها الذي تصاعد بقوة، مع صعود رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إلى سدة رئاسة الوزراء، إذا ما أريد لحركة الإصلاح أن تتلمس خطواتها الصحيحة في مستقبل البلاد.النائب المدني فائق الشيخ علي، غرد عبر «تويتر» قائلاً: «إيران جارة السوء، كيف لعاقل أن يستأمنهم ويطعم أبناءه من منتجاتهم»، وختم بوسم: «خلوها تخيس» (دعوها تتعفن) في دعوة لمقاطعة المنتجات الإيرانية.بالعودة إلى موجة الانتقادات والسخرية، وبعد ردود لاذعة على انتقادات المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي للمتظاهرين العراقيين، جاء كلام خطيب جمعة طهران، محمد علي موحدي كرماني، الذي قال إن «بعض الجماعات المنحرفة التي نصفها بـ(شيعة الإنجليز) تسللت إلى صفوف الشعب العراقي». ورحب عدد غير قليل من الناشطين، وبطريقة ساخرة، بفكرة تبعية بعض الشيعة إلى الإنجليز. وكتب الصحافي والناشط قاسم السنجري، عبر صفحته في «فيسبوك»، «حتى تسمية شيعة الإنجليز أكشخ (أكثر لياقة) من شيعة إيران». وتحت صورة لملكة بريطانيا، علق الناشط والمخرج السينمائي ياسر كريم قائلاً: «شيعة الإنجليز... ولا تهون المرشدة العليا!».الصحافي والكاتب فلاح المشعل، كتب ساخراً: «طلع الشيعي الإنجليزي أكثر حرارة من الشيعي الأرجنتيني». وقصة الأرجنتين يعرفها العراقيون؛ حيث بات كثيرون يسمون إيران «الأرجنتين» على خلفية تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، قبل أشهر، حول موضوع دخول المخدرات إلى العراق؛ حيث قال في حينها إنها تأتي إلى العراق من الأرجنتين، عبر سلسلة طرق، ولم يشر إلى إيران التي تعرف محلياً بوصفها أكثر الدول التي تدخل عبرها المخدرات إلى العراق.
مشاركة :