تؤكد منظمة الصحة العالمية أن ترشيد استخدام الأدوية يحتاج إلى أن يحصل المرضى على الأدوية المناسبة لاحتياجاتهم السريرية بجرعات تلبي احتياجاتهم لفترة زمنية كافية وبأقل التكاليف لهم ولمجتمعهم فالاستخدام غير الرشيد لها يمثل مشكلة كبيرة في جميع أنحاء العالم. وتشير تقديرات المنظمة إلى أن ما يزيد عن نصف الأدوية جميعها يتم وصفها أو صرفها أو بيعها على نحو غير ملائم، وأن نصف المرضى لا يتناولون الأدوية على نحو صحيح فيما يؤدي الإفراط في استخدامها أو استخدامها غير الكافي أو سوء استخدامها إلى إهدار الموارد القليلة وانتشار المخاطر الصحية على نطاق واسع. فالحذر مهم وضروري عند استخدام الأدوية بشكل عام، والمسكنات بشكل خاص حيث إنها الأكثر تنوعاً وشيوعاً واستخداماً لقدرتها على تخفيف الألم بشكل محدد وانتقائي كما تتوافر في الصيدليات وقد تصرف دون وصفة طبية. وقد تناولت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً مسكّن “ديكلوفيناك” باعتبار أن حقنة واحدة منه قاتلة..!! وهذا المسكن يعتبر أحد أكثر العقارات الطبية المضادة للالتهابات انتشاراً في بريطانيا في حين تشدد الهيئة المنظمة للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية فيها على أنه قد يزيد بشكل كبير من مخاطر حدوث أزمة قلبية أو سكتة دماغية لبعض المرضى ونصحت مَن يعانون مشاكل خطيرة في القلب بعدم اللجوء إليه، وجاء ذلك عقب مراجعة أوروبية لمخاطر تناول مادة “ديكلوفيناك” بينما يلجأ الملايين إلى استخدامه للتخفيف من بعض الآلام بما فيها الصداع وآلام الظهر والتهاب المفاصل. وقد تنوعت آراء المختصين الذين التقتهم (البلاد) حول استخداماتها وآثارها على المدى البعيد وركز الدكتور محمد صالح بكر قاندية من منسوبي صحة جدة سابقاًعلى (الديكلوفيناك) باعتباره أخطر أنواع مسكنات الألم، مبيناً آثاره الجانبية التي قد تؤدي إلى فشل كلوي حاد بالإضافة إلى تقرحات في الجهاز الهضمي ونزيف مع الأخذ في الاعتبار الأخطاء الطبية المتكررة عند إعطاء الحقن وإصابة الأعصاب، مشدداً على وجوب عدم استخدامه إلا من قبل متخصصين وفي مكان مناسب ومجهز بالإمكانات اللازمة كالمستشفيات وذلك للتدخل في حالة حدوث أعراض جانبية. أما الصيدلي صبحي الحداد مستشار الإعلام الصحي فله رأي آخر في أضرار (الديكلوفيناك) يفسره بقوله :” هذا غير صحيح فإبرة واحدة منه لا تقتل ولا حتى خمسة أو عشرة إلا إذا كان لدى الشخص حساسية نحوها وربما هذا ماحصل مع الشخص الذي تحدث في التسجيل إن كانت الرواية تلك صحيحة”. واستطرد :” ولو كان الأمر صحيحاً أن إبرة واحدة من هذا المسكن تقتل لتوفى نصف البشر لأنها موجودة في طوارئ أي مشفى ولابد منها في الحالات الطارئة وتصبح الإبرة قاتلة لو كان لدي الشخص حساسية منها مثلها مثل حقنة البنسلين مثلاً لكن ذلك لا ينفي أن له مخاطراً وآثاراً جانبية عديدة ويكمن ذلك في الإكثار منها وتكرارها يومياً ولفترات طويلة سواءً كانت حقناً أو أقراصاً لأنها ستؤدي إلى تقرحات ونزيف داخلي مميت”. ومن جانبه يرى الصيدلي سمير شعث عضو جامعة هارفارد أن دواء (Diclofenac)، بشقيه صوديوم أو بوتاسيوم، يجب ألا يعطى مطلقاً للمرضى الذين يعانون من مشاكل في الكلى وحتى الذين لا يعانون منها لتأثيره السيء على الكلى والمسؤولية كاملة تقع على الأطباء في عدم التنبه لتأثيره المباشر على الكلى وشخصياً أنا أفّضل (سولبادين) كمسكن أفضل من (ديكلوفيناك) إلى مالا نهاية وهذا رأيي وتحليلي العلمي”. الصيدلي أسامة سجيني من منسوبي صحة جدة سابقاً والحاصل على ماجستير تحاليل أدوية قال :” يجب الحرص على زيادة جرعات الوعي نحو استخدام كافة المسكنات والإقلال من تعاطيها قدر الإمكان وأن تكون تحت إشراف طبي فبعضها يؤثر على المعدة مؤدياً للقرحة، وبعضها على الكلى مسبباً الفشل الكلوي أو يدمر خلايا الكبد أو يؤدي للإصابة بالسكري وبعضها يؤثر على كريات الدم أو يسبب عسر الهضم والإسهالات والطفوح الجلدية..الخ”. وأضاف د.سجيني قائلاً:” أما فيما يتعلق بما هو منتشر هذه الأيام عبر وسائل التواصل مِن أن حقنة (الديكلوفيناك) أو (ديكلون) لها تأثير قاتل، فهذا غير صحيح ولكنه قد يؤدي إلى فشل كلوي إذا أخذ عن طريق الحقن الوريدي أما عن طريق الفم أو الحقن في العضل فيكون له تأثيرات جانبية مماثلة لنظائره من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية وأنا شخصياً استعملته عدة مرات عن طريق الحقن في العضل كلما تعرضت لنوبة مغص كلوي أثناء طرح الكلى للحصوة وبخصوص المستحضر ذو التأثير القاتل (ديكلون) فقد يكون هناك مشكلة تلوث أثناء التصنيع تسببت فيما حدث وهي بحاجة إلى بحث وتقصي وفي وقت سابق كان هناك العديد من التحذيرات والاحتياطات حول حقن ديكلوفيناك فقد حذرت منظمة الصحة الأمريكية من استخدام هذه الحقن وهي من مضادات الالتهاب غير الاستيرودية لمرضى القلب لما لها من خطورة كبيرة على صحتهم فهي أيضاً تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب المختلفة كما لا يمكن لمرضى قرحة المعدة أو من لديهم استعداد لذلك أن يتناولوا هذه الحقن لأنها تزيد من أعراضها ومن الممكن أن تسبب نزيفاً خاصة لكبار السن. كما يجب أن يستخدم بحذر مع مرضى الحساسية خاصة حساسية الصدر لأنه يسبب ضيقاً في الشعب الهوائية أو يستخدم في حالات معينة من مرضى الكبد كما يمكن إحلال هيبامول مكانه لأنه يعمل بأمان مع هؤلاء المرضى ويستخدم أيضاً بحذر مع مرضى الكلى لأنه مع الاستخدام المتكرر من الممكن أن يؤدي إلى مشاكل كبيرة على المدى الطويل. وأيضاً استعماله في نطاق محدود وفترة علاج لا تزيد عن 10 أيام مع مرضى الضغط المرتفع لأنه يزيد من ارتفاع الضغط في حين أن أدوية ارتفاع الضغط تقلل من مفعول الفولتارين ولا لا يستخدم لمن لديه حساسية من الاسبرين كما لا يمكن استخدام فولتارين حقن أثناء الحمل لأنه يعمل على قفل قناة دكتيس أرتيريوسيس للجنين في مرحلة مبكرة من الحمل ومن الطبيعي أن تقفل بعد الولادة مما يؤثر على حياة الجنين. وعن دواعي استعمال فولتارين وأهم التحذيرات تأتي في العادة آلام الدورة الشهرية والحيض شديدة جداً، وفي بعض الحالات تصل للغثيان والقيء، كما أن هناك آلاماً يصعب إزالتها بسهولة مثل آلام المفاصل والأسنان والعظام، ولذا فهي تحتاج إلى مسكنات فعالة لتسكين تلك الآلآم في وقت قصير، وحقن فولتارين تساعد على تخفيف الألم على الفور وبشكل آمن خلال دقائق معدودة من استعمالها فهي حقن تستخدم للعضل لتخفيف جميع الآلآلم التي يعاني منها المريض ولكنها لا تتناسب مع بعض الحالات.
مشاركة :