طبيب سعودي يستخدم الطباعة ثلاثية الأبعاد لإحداث ثورة عالمية

  • 11/4/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

استطاع الطبيب السعودي هاني نجم؛ جراح القلب في مستشفى كليفلاند كلينك للأطفال بولاية أوهايو الأمريكية، أن يثير اهتمام الأوساط الطبية والعلمية؛ وذلك بعد استخدامه المبتكر المعتمد على الطباعة ثلاثية الأبعاد في الخروج بحلول جراحية أفضل للمواليد المصابين بعيوب خلقية معقدة في القلب.استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد ولفت الطبيب السعودي إلى وجود المزيد من التطبيقات الجديدة لتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد التي من شأنها أن تساهم في تعزيز التحوُل في آلية تشخيص المرضى، وإجراء جراحات القلب مستقبلاً، علمًا بأنه نال إشادة عالمية؛ لاستخدامه النماذج المجسمّة في التخطيط لإجراء عمليات جراحية كبرى. ونجح الدكتور هاني نجم في علاج 7 مرضى تفاقمت ظروفهم الصحية المعقدة؛ بسبب مرض “التوضّع المغاير”، وهي الحالة التي لا تتموضع فيها الأعضاء الداخلية في الصدر والبطن بالطريقة المعتادة. واعترف جرّاح القلب بأن الطباعة المجسمة يمكن أن تكون مكلفة، مشيدًا بفريقه الذي يدّخر اللجوء إليها للحالات المعقدة، بمعدل مرّة أو اثنتين في الشهر. وقال إنه لن يُجدي جعل برمجيات الطباعة الطبية ثلاثية الأبعاد متاحة على نطاق تجاري واسع، لافتًا إلى أهمية المدخلات التي يضعها الطبيب في هذه البرمجيات؛ لضمان استخلاص أقصى قيمة ممكنة من النموذج المطبوع، متوقعًا أن تتمكن تلك الطباعة من تحقيق المزيد من الاستخدامات التطبيقية الثورية في المستقبل.أهمية تطبيق التقنيات ونوّه نجم بأهمية تطبيق التقنيات والكيفية المتبعة في ذلك، معتبرًا أن التقنيات الجديدة “لا تُحدث التقدّم المنشود من تلقاء نفسها”، معربًا عن اعتقاده “أننا سنكون قادرين في المستقبل على طلب رقع تصحيحية للقلوب، مثل صمام ما، بالأبعاد التي نحتاجها بالضبط”. وأضاف: “لن تكون هذه الرقع عامة؛ ولكنها ستأتي مفصّلة لكل مريض حسب الحاجة وتُطبع باستخدام الأنسجة، وتُخاط إلى القلب، ولا يزال العلم يبحث في هذا المجال؛ نظرًا للحاجة إلى التغلّب على عقبة المواد التي سيتم استخدامها، لكنني أرى أن المستقبل سوف يحمل لنا الحلول المناسبة”.حالة معقدة وكانت الحالات السبع ضمت “بيزلي كورتيس”؛ الطفلة التي كانت تعاني من حالة معقدة اشتملت على عدة عيوب؛ بينها عيب تشريحي لقلبها الذي افتقد إلى التقسيم التشريحي المعياري إلى بُطينين؛ يضخ الأيمن الدم إلى الرئتين فيما يضخ الأيسر الدم المحمل بالأكسجين إلى بقية الجسم. وعن هذه الحالة، قال الدكتور نجم، إنه لم يكن بالإمكان في الماضي علاج هؤلاء المرضى و”فصل” البطينين أحدهما عن الآخر من خلال الجراحة، لافتًا إلى أن الجرّاحين اعتقدوا أن القلب أعقد من أن يكون بالإمكان تحويله من الداخل إلى نظام قياسي ثنائي الدورة الدموية، وكانوا يُجرون جراحات لتوجيه الدم إلى الدورة الدموية البطينية، التي يضخ فيها البطينان الاثنان الدم إلى الجسم؛ لتتلقاه الرئتان من الجسم مباشرةً بتأثير الجاذبية لا الضخ. وعمل الدكتور “نجم” عن كثب مع مهندسين في معهد “ليرنر” للأبحاث التابع لكليفلاند كلينك؛ من أجل إنشاء نسخة مطبوعة مجسمة طبق الأصل لقلب الطفلة؛ حتى يتمكن باستخدامها من التخطيط لعملية تسمح له بإجراء التبديل البطيني للتعويض عن شريانها الأورطي الذي يتموضع بعيدًا عن البطين الأيسر لقلبها. وأوضح: “حوّلنا قلب الصغيرة إلى نظام ثنائي البطين، مع توجيه البطين الأيمن إلى الشريان الأورطي لضخ الدم إلى الجسم، في حين يضخّ البطين الأيسر الدم إلى الرئتين، بعكس الحالة المعتادة، وذلك بعد أن فحصت نموذج القلب المجسم المطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد فحصًا دقيقًا”.إنقاذ طفلة رضيعة واتخذ الطبيب السعودي قراره مطمئنًا إلى سلامة الإجراءات التي اتبعها، ومنها التخطيط للعملية الجراحية، ووجود نموذج مجسم ومرمّز بالألوان وفقًا للأنظمة الوريدية والشريانية، الأمر الذي ساعده في الإقدام على هذه الخطوة. وقال الدكتور “نجم”: “حملت نموذج القلب ثلاثي الأبعاد وقصصته وقلّبته بين يدي، وأنا أنظر وأفكر فيما يمكن عمله بالضبط؛ لذلك عندما شرعت في إجراء الجراحة على الطفلة الرضيعة وجدت نفسي في مواجهة عضوٍ أعرفه حق المعرفة”. وشرع في تغيير قلب الطفلة بطريقة من شأنها أن تكفل نجاتها وسلامتها على المدى الطويل، وذلك في عمليتين؛ الأولى بعد ولادتها بـ6 أيام فقط، والثانية عندما كان لها من العمر 6 أشهر. وعلى المدار البعيد، أكد الدكتور “نجم” أنه يتصور أنه عندما تبلغ الفتاة سن الثلاثين أو الأربعين تقريبًا، قد لا يؤدي البطين الأيمن الذي أصبح الآن يضخ الدم إلى الجسم، عمله مثل البطين الأيسر؛ ولكنها مشكلة سيكون من السهل نسبيًا التعامل معها في حينها، مقارنة بالحل البطيني التقليدي الذي من المحتمل أن يؤدي إلى خطر فشل القلب بطريقة أسوأ وأسرع. اقرأ أيضًا: مبادرة Think Tech وتمكين الاقتصاد الرقمي

مشاركة :