عيد الحب يغمر المصريين في أحضان وطن آمن مستقر

  • 11/5/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

" فكرة " توفى صاحبها، وبقيت هى حية لم تمت منذ خروجها للنور قبل ٤٥ عاما، ووجدت الصدى في المجتمع المصري إلى اليوم، فكرة "عيد الحب المصرى" التى دعا إليها وتبناها الكاتب الصحفى الراحل مصطفى أمين.وعلى الرغم من الهجوم الذي تعرضت له فكرته عند ميلادها والاعتراض الذى قوبلت به دعوته إلا أنها تحولت إلى انتفاضة للحب بين المصريين تتعاظم بمرورالوقت، ومازالت الفكرة يتم تزكيتها يوم 4 نوفمبر من كل عام يوم "عيد الحب" في مصر، وفيه يجدد المصريون العهد مع تلك العاطفة السامية رغم معاناتهم مع أعباء الحياة وتحدياتها.ليس من شك في أن الفعل هو الذى يحدد للكلمة مدلولها وقيمتها، وأن الممارسة هى التى تحسم في النهاية صواب أو خطأ الفكرة أو صياغة النظرية، وهذا ماحدث بالفعل بالنسبة لعيد الحب المصرى، فعلى الرغم من احتفال العالم بـعيد الحب في يوم 14 فبراير من كل عام " ذكرى إعدام فالنتين"، إلا إن لمصر يوما آخر خصصته للاحتفال بهذه المناسبة، حيث يرجع السبب في اختيار هذا اليوم إلى قصة بطلها الكاتب الصحفي مصطفى أمين، الذى صادفه مشاهدة جنازة أثناء مروره بحى السيدة زينب في هذا اليوم عام 1974، جنازة لايشيعها سوى 3 رجال فقط، وعندما سأل عن سبب ندره مشيعى هذه الجنازة،عرف أن المتوفى وهو رجل عجوز بلغ السبعين من عمره لم يكن يحب أحدا أو يحبه أحد. وتفاعلا مع هذا المشهد، اقترح مصطفى أمين في عمود "فكرة" بجريدة " أخبار اليوم"، أن يكون يوم 4 نوفمبر من كل عام "عيدا للحب في مصر "، بحيث يكون مناسبة لاظهار مشاعر الحب للآخرين، ونافذة أمل للجميع لنفض همومهم وآلامهم، متغلبين على مشاعر الحزن والكراهية والبغضاء والمعاناة واستبدالها "بزهرة حمراء".يوم تسود روح التفاؤل فيه المزاج العام، وتعزز فيه مصر مشاعر الحب الإنساني بين أفراد الأسرة الواحدة، وتجدد عهد الحب والولاء للوطن، والوفاء للمعلم، عيدا لاينتهى بتقديم الهدايا، ولكنه يعطى قبلة الحياة لإنسانية البشر ويضخ الدماء في شرايينها، فيحييه المصريون بطريقته الخاصة. وتلونت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي باللون الأحمر "احتفالا بعيد الحب "، وانتشرت عبر قنواتها المختلفة عبارات التهنئة وصور الورود الحمراء والتعليقات المليئة بالتفاؤل، واعتمد المحبون على استخدام عدد من التطبيقات الإلكترونية لتهنئة من يحبونهم وأشهرها التطبيق الشهير بتبادل الصور والذكريات الجميلة التى لاتنسى.وعيد الحب مناسبة تجدد كل عام العهد مع تلك العاطفة السامية، وأروع مافيه أنه يذكر الإنسان بوجود عاطفة سامية اسمها "الحب "، ويدحض رؤية البعض المتشائمة بأن الحب لم يعد موجودا، وأنه بات مستبعدا في الواقع الذى نحياه، ولم يعد ملائما للعصر الحالى، وإنه لا يوجد سوى في الأغانى والشعر، لكنهم لايدركون أن الحب لا يفنى إلا بفناء الإنسان، وفى حال غيابه وعدم تشكليه لجزء من العقيدة يصبح الشخص متطرفا، جاهلا بوجه الحياة الحقيقى.وللحب كيمياء خاصة حيث يرسل اشاراته من المخ إلى القلب فينبض بلحن ينير الظلمات، تلك المشاعر وهذا النبض الذى لايخلو من المرور على قلوب العاشقين محمولا بأجنحة السعادة، ولايقتصر هذا على المحبين فقط وإنما يغمرنا ونحن في أحضان امهاتنا وآبائنا وابنائنا والاخوة والمقربين وفى أحضان وطن آمن مستقر، فيقوم بموجبه الجيران والاقارب بمسح دموع الأمهات والأرامل والمكلومين على فراق الحبيب الذى استشهد برصاص الغدر، ويشدون على سواعد الآباء والأبناء ورفاق الدرب الصادقين المتألمون على فراق الحبايب.

مشاركة :