الشارقة: يوسف أبولوز مشروع كلمة في أبوظبي إلى جانب القنوات النشرية الأخرى في دائرة الثقافة والسياحة، هو مشروع نشر وترجمة مستقبلي قرّب لنا حضارات وثقافات العالم في الشرق والغرب والشمال والجنوب، ومن حيث الكمّ تقترب عناوين كلمة على سبيل المثال من الألف عنوان، ومن حيث النوع تنوّعت عناوين 2019 في «كلمة» بين الطبيعة، والفلسفة، والموسيقى، والتاريخ، والرواية، والعلوم، والفنون، والرحلات، والكواكب، والقصة، وبكلمة ثانية أنت كقارئ تجد نفسك في محيط من المعرفة العالمية المنقولة إلى العربية بأقلام مترجمين ومراجعين عرب على درجة عالية من المهنية. نقرأ في خزانة 2019 مختارات قصصية وشعرية ومقتطفات من أعمال روائية، جاء في التعريف بها في مقدمة الكتاب أن بعضها لكتّاب برازيليين من أصول عربية، وآخرين لهم علاقات بالعالم العربي. من الجميل حقاً أن تقرأ أدباً مولوداً في القارّة اللّاتينية وجذوره أيضاً عربية، بل صوفية، فهذه قصيدة للشاعر ماركو لوكيزي بعنوان «نور» مهداة لابن عربي المتصوّف المعروف ومنها: «هنا أشعر بأني أكثر معنى وأقبّل الحجر القاسي الذي يحميك». كان الباحث الأمريكي سكوت ريتشارد شو في الرابعة من عمره عندما بدأ في جمع الحشرات، إنه عالم أرضي صغير جداً ولكنه أكثر من البشرية، وسوف يتتبع (شو) في كتابه «كوكب الحشرات» نشوء وصعود الحشرات في أكثر من عصر: لقد كانت رحلة ممتعة في عالم كائنات حية حشرية، مفصلية، من العصر السيلوري قبل 444 إلى 419 مليون سنة، إلى العصر الديفوني: قبل 419 إلى 359 مليون سنة، إلى العصر الكربوني قبل 359 إلى 299 مليون سنة.. وإلى آخره من عصور: البيرمي، الترياسي، الجوراسي، الكريتاسي، بأسلوب بحثي مرهق، ولكنه خريطة طريق للإنسان الذي قد يدوس على حشرة نشأت في الأرض قبله بملايين السنوات. ماذا نعرف عن القمر غير صعود روّاد الفضاء الأمريكان إلى سطحه قبل نصف قرن من الزمان؟ الباحث البريطاني إدغار وليامز، يعرّفنا بأقرب جيراننا من حيث الأساطير التي نشأت حول القمر، وتوظيفه في الفن والأدب، وعلاقته بالزمن والحركة. لمن يقرأ في العلوم، قدّمت كلمة كتاب «حدود المادّة- الكيمياء، والتعدين، والتنوير» للباحث يلمار فورش، ولكن هذا الكتاب الاستثنائي من حيث محتواه العلمي، هو في الوقت نفسه أدبي ثقافي، سيميائي، ففي حقل التعدين ثمة سيميائيون كما يرى فورش، والتنوير كما هو حقل أو ثيمة أو مفهوم في الفكر والأدب وعلم المستقبليات هو أيضاً مفهوم آخر في الكيمياء على سبيل المثال، وباختصار.. «.. أجمل الكتاب كيف انتقلت مجموعة من الفلاسفة الطبيعيين والسيميائيين من الاستقصاء المفتوح للظواهر الغربية، إلى دراسة الابتكارات الإبداعية..». ولد الكاتب الفرنسي تيوفيل غوتييه في عام 1811، وتوفي في باريس في عام 1872، وهو كما جاء في التعريف به أحد أهم الوجوه الإبداعية الفرنسية في القرن التاسع عشر. وضع كتابه «رحلة إلى مصر» ليس من باب الاستشراق أو اكتشاف شهرزاد في ألف ليلة وليلة، بل، لأن مصر، كما قال كاظم جهاد «فرضت سطوتها على خيال غوتييه قبل رحلته إليها بعقود عديدة، وفي أثناء الرحلة وفي أعقابها، كتب عنها وشعر بشوق عارم إليها قبل أن تطأها قدماه..» وهو بذلك فعل ما فعله الكثير من كتّاب العالم الذين كتبوا عن مصر، ربما، أكثر مما كتبوا عنها بعدما عاشوا فيها. يصف غوتييه الطريق من الإسكندرية إلى القاهرة في عام 1870.. يقول «.. تمرّ سكة الحديد في البداية على امتداد برّي ضيّق مُرمل يفصل بحيرة المعدّية أو أبو قير عن بحيرة مريوط التي اجتاحتها المياه المالحة. عندما نكون صاعدين في اتجاه القاهرة تكون بحيرة مريوط على يميننا وبحيرة أبو قير على يسارنا. تمتد الأولى مثل بحر بين ضفاف واطئة إلى درجة أن هذه الضفاف تختفي حارمة العيون من وسيلة قياس شساعة البحيرة التي تمتزج بخط الأفق..». يتساءل الباحث الإنجليزي ستيفن كونور في كتابه «فلسفة الرياضة» لماذا نلعب؟ ويجيب: لأسباب عدّة: للتدريب، أو التسلية، أو اللهو وتمضية الوقت، أو حتى للتطهر من هوسٍ ما، وأحياناً، يقال لنا إننا نلعب لنتمتع وحسب، وكلمة الرياضة في الإنجليزية مشتقة من كلمة اللهو المكوّنة هي نفسها من «بعيداً» أو «منفرداً». في ضوء هذه الرؤية إلى مفهوم الرياضة يرى كونور أن ليس هناك ارتباط طبيعي ظاهري، يربط الرياضة بالفلسفة، ومع كل ذلك تقرأ كتاباً فلسفياً ثقافياً يربط بين الرياضة والعنف مثلاً والحروب.. يقول في فصل بعنوان «الفوز».. «.. كان من الصعب الفصل بين الرياضة والعنف حتى منذ بداياتها المبكرة، فقد كان يُنظر للرياضة والألعاب منذ العصور الغابرة على أنها تدريب على خوض المعارك الحقيقية..».
مشاركة :