انتخب البريطانيون، مساء الاثنين، النائب العمالي ليندسي هويل رئيسا جديدا لمجلس العموم خلفا لرئيس المجلس المستقيل جون بيركو الذي شغل هذا المنصب مدة عشر سنوات. وكان هويل (62 عاما) المرشح الأوفر حظا وتم انتخابه في الجولة الرابعة بغالبية 325 صوتا من أصل 540. وسيتولى مهمة حساسة تتمثل في قيادة المناقشات حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) أمام برلمان سيتم تحديد وجهته من خلال انتخابات 12 ديسمبر المقبل. وترشّح سبعة نواب لخلافة بيركو الذي وضع نفسه في واجهة الجدل المرتبط ببريكست. وقد اكتسب بيركو، بشخصيته اللامعة وأسلوبه المميّز، مكانة دولية. وهويل نائب بيركو منذ عام 2010. وهو نائب عن حزب العمال على مدى 22 عاما. وفي مؤشر إلى أنه قد يتّبع مساراً مختلفًا عن ذاك الذي اتّخذه بيركو، رفض مؤخراً تعديلات كان من شأنها أن تصعّب على رئيس الوزراء بوريس جونسون إجراء انتخابات عامة. لكن هويل يتفق مع سلفه في انزعاجه من النوّاب الصاخبين، إذ وبّخ في إحدى المرّات الاسكتلنديين القوميين لدندنتهم نشيد الاتحاد الأوروبي في المجلس. وتعهّد هويل، في مقابلة نشرت في صحيفة "صنداي تايمز"، بإصلاح ما اعتبر أنه تحوّل إلى "برلمان سام". وقال "لا أريد أن نعتدي على بعضنا البعض وأعتقد أن علينا الانتهاء من الأمر سريعًا والتأكد من تحوله (مجلس العموم) إلى مكان أهدأ". كانت منافسته الأقرب هي النائبة العمّالية هارييت هارمان التي قضت أطول مدة كنائبة امرأة في البرلمان البريطاني. ودخلت مجلس العموم عام 1982 وشغلت منصب نائب زعيم حزب العمال من العام 2007 حتى 2015، وتزعّمت الحزب مرتين في 2010 و2015 ريثما تم اختيار زعيمه في المرتين. وتعرف وزيرة العدل السابقة بمواقفها النسوية ولطالما دافعت عن القضايا المرتبطة بالعدالة الاجتماعية. كما كانت نائبة بيركو الثانية منذ 2013 إليانور لاينغ بين المرشحين. ودخلت المحافظة، البالغة من العمر 61 عامًا، البرلمان سنة 1997 وسبق أن شغلت منصب المتحدثة باسم الحزب بشأن اسكتلندا. وكان بين الشخصيات التي خاضت المنافسة القس السابق في كنيسة إنكلترا والنائب عن حزب العمال حاليا كريس براينت. وانخفض عدد المرشحين من ثمانية إلى سبعة إثر انسحاب المحافظ شايلش فارا وإعلانه عن دعمه لهويل. وأشاد جونسون بحذر برئيس المجلس المستقيل، معلّقا على نظرته المتجهمة خصوصا. بدوره، قال زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن متوجها إلى بيركو "قمتَ بالكثير لإصلاح مجلس العموم وساهمتَ في تعزيز ديمقراطيتنا". ولن يترشح بيركو في الانتخابات العامة الشهر المقبل.
مشاركة :