أصدرت المحكمة العليا الهندية مجموعة توجيهات إلى الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات، الاثنين، للعمل على الحد من تلوث الهواء. يأتي ذلك بعد يوم من تسجيل العاصمة نيودلهي مستويات قياسية من الضباب الدخاني السام خلال ثلاثة أعوام. ونقلت صحيفة "ذا هيندو" عن القاضي ارون ميشرا قوله "هذا النوع من التلوث لا يمكن أن يحدث في دولة متحضرة. هل هذه هي الطريقة التي نعيش بها؟ الآليات الحكومية لا تفعل شيئا.. الحكومة المركزية والولايات تحمل كل منهما الأخرى المسؤولية. دلهي تختنق وأنتم لا تفعلون أي شيء". وتؤدي عمليات حرق قش المحاصيل على أيدي المزارعين في المناطق النائية في دلهي، إلى جانب العوامل المناخية مثل قلة الرياح، بالإضافة إلى العوادم الناتجة عن حركة المرور الكثيفة والصناعة وحرق القمامة والوقود، إلى ارتفاع تلوث الهواء في المدينة خلال شهري أكتوبر ونوفمبر. وذكر المجلس المركزي لمراقبة التلوث أن مؤشر جودة الهواء في دلهي، والذي يقيس تركيز الجسيمات السامة، وصل إلى مستويات "خطيرة" تتراوح بين 430 إلى 490 نقطة في عدة مناطق مراقبة يومي الأحد والاثنين. يشار إلى أن الحد الأقصى للقراءة على المؤشر هو 500 نقطة وتعد أي قراءة أعلى من 400 نقطة خطرا على الصحة. واستمعت هيئة من قاضيين اثنين بالمحكمة العليا إلى التماس من الهيئة البيئية للسيطرة على التلوث حول حرق قش المحاصيل في الولايات المجاورة لنيودلهي. وقال مسؤولون يمثلون الحكومة، للمحكمة، إنه يتم اتخاذ العديد من الإجراءات، من بينها خطوات لمنع أنشطة البناء ووقف حرق قش المحاصيل. ونقل موقع "لايف لو" لأخبار القضاء عن القاضي ميشرا قوله "هذا ليس حلا. أخبرونا بحل للمشكلة. نريد حلا فوريا. أخبرونا ما الذي يمكن القيام به. نحن جميعا نفقد جزءا من حياتنا، هذه حقيقة علمية". وقد أطلقت العاصمة الهندية، الاثنين، خطة مدتها أسبوعان لتحديد حصص لسير السيارات على الطرق كجزء من الجهود المبذولة للسيطرة على مستويات تلوث الهواء الخطيرة في المدينة. وقال رئيس حكومة دلهي أرفيند كيجريوال إن نظام توزيع سير السيارات يحدد أياما للسيارات الخاصة ذات اللوحات التي تنتهي بالأرقام الفردية بالتبادل مع السيارات ذات الأرقام الزوجية، وذلك في الفترة من اليوم الاثنين إلى 14 نوفمبر الجاري. وذكر كيجريوال أن النظام أوقف نحو 150 ألف سيارة عن السير على الطرق الاثنين. وسوف يتم تغريم منتهكي "خطة الفردي-والزوجي" 4 آلاف روبية (نحو 57 دولارا). ولم يتضح ما إذا كانت الخطة، التي تم تطبيقها قبل ذلك في عامي 2016 و2017، تُحدث فرقا كبيرا في مستويات التلوث المرتفعة التي يشهدها هذا الوقت من العام. كما أعلنت حكومة دلهي عن حالة طوارئ صحية عامة يوم الجمعة، مع بقاء المدارس مغلقة حتى غد الثلاثاء، وتم تحذير كبار السن من الخروج في الهواء الطلق. وتعد دلهي، المدينة التي يبلغ عدد سكانها 25 مليون نسمة، من بين أكثر المدن تلوثا في العالم في السنوات الأخيرة.
مشاركة :