تغطية إعلامية دولية لرحلة المحمل والتعريف بالتراث القطريتدريب 120 قطرياً على أعمال النوخذة واليزوةانطلاق رحلة فتح الخير 5 من جزيرة مالطا 27 يونيو كتب - نشأت أمين: كانت الأجواء في مدينة إسطنبول التركية توحي بأن رحلة فتح الخير 4 ستكون هادئة.. استعد الطاقم بشكل جيد بعد أن تفحصوا محملهم الخشبي لتبدأ الرحلة في الثالث من يوليو الماضي على متن المحمل برفقة 14 بحاراً، لتكون محطتهم الثانية اليونان وألبانيا ثم كرواتيا وإيطاليا وأخيراً جزيرة مالطا التي وصلها المحمل نهاية شهر سبتمبر بعد رحلة استمرت 93 يوماً. يقول النوخذة محمد يوسف السادة واجهنا صعوبات كبيرة، لكن حفاوة الاستقبال التي كنا نلقاها في المرافئ الأوروبية أنستنا كل ذلك.. كان الأوروبيون يبدون إعجابهم الشديد بالمحمل الخشبي الذي استطاع قطع مسافة 9 آلاف كم بالرغم من تجهيزاته البسيطة، كما أن الكثير ممن التقيناهم في الشواطئ الأوروبية تجوّلوا داخل المحمل واطلعوا عليه من الداخل وأبدوا إعجابهم بقدرة البحارة القطريين على قطع كل هذه الأميال البحرية بمحمل خشبي عبر المضائق والأمواج والرياح الشديدة الموجودة بطول مسار الرحلة رغم الإمكانات البسيطة للمحمل. يقول السادة خلال مشاركته في مجلس علي المحمود بالوكرة: إن المئات من الأوروبيين، كباراً وصغاراً، حرصوا على التقاط الصور التذكارية للمحمل وأفراد الطاقم في المرافئ التي توقف بها كما قامت العديد من المحطات الفضائية الدولية بتغطية رحلته مما يساهم في تعريف العالم بثقافة وتراث الشعب القطري، مؤكداً الحرص على تدريب أكبر عدد من الشباب القطريين على أعمال النوخذة واليزوة، حيث تم تدريب نحو 120 شخصاً منذ بدء انطلاق رحلات المحمل. وأوضح أن رحلة «فتح الخير 5» ستبدأ في 27 يونيو القادم، وستنطلق من جزيرة مالطا ومنها إلى مدينة سيسيلي على الشاطئ الغربي لإيطاليا ثم إلى فرنسا والبرتغال وأخيراً إلى إسبانيا في رحلة سوف تستغرق نحو شهر ونصف الشهر. قال محمد السادة إن رحلة المحمل الأوروبية بدأت في 3 يوليو الماضي من مدينة إسطنبول التركية وانطلقت منها إلى اليونان وألبانيا ثم كرواتيا وإيطاليا وكانت محطتها الأخيرة في جزيرة مالطا في نهاية شهر سبتمبر، حيث استمرت مدة 93 يوماً. وأضاف: الرحلة شهدت صعوبات عديدة كادت تعرقل مسيرتها وقد تمثلت في عدد من المواقف والمناطق الصعبة التي مررنا بها مثل مضيق تشنا كلا في تركيا ومضيق أثينا ومضيق الشيخ علي في مدينة سالونيك. كما أن البحر هناك كان هو الآخر مختلفاً اختلافاً كلياً عن مياهنا التي اعتدنا عليها في الخليج العربي منذ طفولتنا، حيث كانت الريح تتغير كل 5 ساعات تقريباً، كذلك اختلاف عمق المياه من بين الصعوبات التي واجهتنا ففي الوقت الذي يبلغ فيه أقصى عمق لدينا في منطقة بحر الشمال 60 متراً فإن عمق الشواطئ فقط التي مررنا بها هناك كان يبلغ 50 متراً، الأمر الذي شكل صعوبة بالنسبة لنا في تثبيت المرساة في البحر أثناء التوقف. وتابع: رغم الصعوبات السابقة إلا أن ما كان أصعب منها هو البحر الادرياتيكي ولا ننصح أي نوخذة بالتوجه إلى هذه المنطقة مطلقاً، حيث سيواجه بصعوبات بالغة منها الأمواج العالية وتغيرات الريح، والتيارات المائية الشديدة وهي صعوبات تهدد سلامة أي محمل وقد تملكتنا الخشية بالفعل على سلامة الطاقم عندما مررنا بهذا البحر وظننا أننا ربما قد لا نستطيع مواصلة الرحلة إلا أن عزيمة وإصرار أفراد الطاقم كانت أقوى من تلك الصعوبات ونجحنا خلال يومين ونصف في اجتيازه بسلام ومواصلة مسيرتنا إلا أننا مكثنا نحو 5 أيام في مدينة فينيسا الإيطالية للاستراحة. انبهار أوروبي أكّد محمد السادة أنه كانت هناك حالة من الانبهار الشديد تملكت الأوروبيين لدى مشاهدتهم محمل فتح الخير وأفراد الطاقم بزيهم التقليدي وأبدى الكثيرون منهم اندهاشهم من قدرة المحمل بإمكاناته الراهنة وكونه مصنوعاً من الخشب والبراغي على اجتياز هذه المصاعب وعبور كل تلك المضايق والمناطق الخطرة بل إن بعضهم أكّد استحالة حدوث ذلك وتحدى من يثبت غير ما يقول فكان أفراد الطاقم يطلعونهم على لقطات الفيديو التي قاموا بتصويرها للمحمل بكاميرا درون أثناء الرحلة. وأضاف: لم يكن انبهار الأوروبيين قاصراً على قدرة المحمل على اجتياز تلك الصعوبات فقط بل إنهم أبدوا إعجابهم واستغرابهم من كون «الدقل» الساري الخاص بالمحمل هو كتلة واحدة ولا توجد به أي وصلات رغم أن ارتفاعه يبلغ 22 متراً وهو أمر لا مثيل له على مستوى منطقة الخليج قاطبة كما أنه ليس من اليسير العثور عليه بشكل عام. هدايا تذكارية قال نوخذة فتح الخير: خلال محطات التوقف بالمرافئ الأوروبية كنا نقوم بتوزيع مطويات تضم معلومات وافية عن ملاعب كأس العالم، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الهدايا التذكارية من بينها نماذج للمحمل وللكرة الرسمية ل مونديال 2022 حيث كنا نقوم بتوزيع نحو 1500 كرة في المحطات التي توقفنا فيها. وأوضح السادة أن رحلة فتح الخير 5 ستكون في شهر27 يونيو القادم وستنطلق من جزيرة مالطا ومنها إلى مدينة سيسيلي على الشاطئ الغربي لإيطاليا ثم إلى فرنسا والبرتغال وإسبانيا في رحلة سوف تستغرق نحو شهر ونصف الشهر. تدريب اليزوة يضيف محمد السادة: نحرص على تدريب أكبر عدد من الشباب القطريين على أعمال النوخذة واليزوة وتعليمهم بالحرفة التراثية التي كان يمتهنها أجدادهم وفي هذا الإطار نقوم بإجراء تغييرات في أفراد الطاقم في كل رحلة ولكننا نستبقي من الطاقم السابق نحو 3 أفراد لتعليم اليزوة الجدد وقد تم حتى الآن تدريب نحو 120 شخصاً، مضيفاً أن الهدف من رحلات فتح الخير ثقافي بحت. إنجاز رغم الحصار من جهته يقول علي المحمود، صاحب المجلس، إن قطر رغم الحصار الجائر الذي تتعرض له منذ نحو عامين ونصف العام فإنها تسير من إنجاز إلى آخر بفضل قيادتها الحكيمة موجهاً الشكر إلى مؤسسة الحي الثقافي كتارا على تبنيها لفكرة رائعة كرحلات « محمل فتح الخير « بما يساهم في التعريف بالتراث القطري وتعليمه للأجيال القادمة فضلاً عن تعريف العالم بهذا التراث. وأوضح أن البحر والعمل به جزء هام من الثقافة والتراث القطري وينبغي أن يتم تعريف الشباب القطري به للمحافظة عليه من الاندثار. وقال: إن نجاح محمل فتح الخير في اجتياز مياه البحر المتوسط والاتجاه إلى أوروبا هو نقلة هامة بالنسبة للتراث البحري القطري، لأن الأجداد اعتادوا التوجه إلى دول الخليج والهند وغيرها من الدول الآسيوية إلا أن الأمر ليس كذلك بالنسبة للتوجه إلى أوروبا، مؤكداً أن هذه التجربة الأوروبية سوف تتناقلها الأجيال وهي بمثابة تحدٍ استطاع الشباب القطري تحقيقه نظراً لما واجهه خلال الرحلة من صعوبات ومشاق. حفاوة الاستقبال يقول البحار ناصر سعيد الحمد: بلغت شدة إعجاب الزائرين بالمحمل أن بعضهم كانوا يتتبعوننا من مرفأ إلى آخر وكان بعضهم يسيرون خلفنا بقواربهم ويصيحون فرحاً وبهجة بما يشاهدونه وكانوا يطلقون العديد من التعليقات الطريفة على المحمل. وأضاف: حرص العديد من الأوروبيين في المحطات التي توقفنا بها على رؤية المحمل من الداخل والقيام بجولة في أقسامه المختلفة ومن بينها « السريدان» المطبخ وتعجبوا من قدرة مكان بهذا الحجم على أن يكون مكاناً مناسباً للطهي كما تفقدوا دورة مياه المحمل بصورتها البدائية وأبدوا استغرابهم من قدرة أفراد الطاقم على استخدامها في قضاء حاجتهم وبدوا غير مصدقين لما يشاهدونه. وأكد أن العديد من الزائرين كانوا يتعجبون أيضاً من كيفية قدرتنا على الوصول بالمحمل إلى أوروبا رغم الحصار الذي نتعرض له.
مشاركة :