"مختارات الشعر الأميركي" سرديات سريالية للحياة المعاصرة

  • 11/5/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

صدرت حديثا عن منشورات المتوسط – إيطاليا، مجموعة مختارات شعرية لأحد أعمدة قصيدة النثر الأميركية والعالمية الشاعر راسل إدسن، حملت عنوان “شمس تدخل من النافذة، وتوقظ رجلا يسكب القهوة على رأسه”، اختارها وترجمها سامر أبوهواش. والكتاب هو الثاني ضمن سلسلة “مختارات الشعر الأميركي”، التي أطلقتها دار المتوسط بإشراف الشاعر والمترجم سامر أبوهواش. لتنفتح على ترجمات عديدة، وتسعى أن تكون “بلكونا أو تراسا”، يطل على بانوراما واسعة، ترسم خارطة لأهم الاتجاهات والمدارس الشعرية التي ظهرت وعاشت في أميركا. وقد صدر من السلسة سابقا “النوم بعين واحدة مفتوحة” لـِمارك ستراند. قارئ راسلْ إدسن، ومنذ ديوانه الأول “الملاك الرهيب” في ستينات القرن الماضي؛ سيجد خيطا موصولا، يكاد الشاعر لا يحيد عنه إلا قليلا، من السردية الصادمة، القائمة على قوة المفارقة وسريالية الحالة الإنسانية، والتي تضيء على مختلف جوانب الوجود البشري، سواء ضمن الحيز الفردي المغلق، أو الحيز العام؛ المنزلي العائلي، أو الاجتماعي المفتوح. ومما جاء في مقدمة سامر أبوهواش أن إدسن ينطلق إذن في سرديته السريالية للحياة المعاصرة، من العناصر الفطرية الطفولية نفسها التي انطلق منها الأولون لسرد قصتهم وقصة العالم من حولهم، معتمدا على الأدوات نفسها تقريبا، بعيدا عن البلاغة اللغوية أو التصويرية، والأهم من ذلك بعيدا عن العقلانية والمنطق التفسيري اللذين يعدان سمتين أساسيتين من سمات الحضارة الغربية الحديثة. ويشدد أبوهواش على أن الكتابة عند إدسن هي فعل حرية مطلق، وتعريفه لقصيدة النثر بوصفها “الجنس الذي يقع فيه كل ما لا يمكن تصنيفه ضمن الأجناس الأخرى”، وبوصفها وليدة الاختبار الذاتي لكل شاعر، يقع في صلب هذا الفهم للشعر (والفن عموما)، وعلينا أن نصدق إدسن نفسه حين يقول “إنه لمن المفهوم أن يرغب الكتاب في العمل على ما يعدونه موضوعات مهمة. أما أنا، فأمضي في الاتجاه المغاير. أحب أن أبتدع شيئا من لا شيء تقريبا. فهذا يفسح المجال للتخيل بدلا من إعادة سرد ما يعرفه المرء حق المعرفة”.

مشاركة :