في حدث فلكي نادر سيشهد العالم العربي، عبور كوكب عطارد أمام قرص الشمس يوم الإثنين المقبل 11 نوفمبر، وأكد مدير مركز الفلك الدولي المهندس محمد شوكت عودة، أن هذه الظاهرة تسمى فلكياً بالعبور، وفي حين أنه لا يمكن مشاهدة هذه الظاهرة بالعين المجردة، إلا أنه يمكن مشاهدتها بالتليسكوبات الصغيرة، مشدداً على ضرورة استخدام مرشح شمسي خاص، لأن النظر مباشرة نحو الشمس قد يؤدى لفقدان النظر الدائم. وقال عودة: "سيبدأ العبور الساعة 12:35 صباحاً بتوقيت جرينتش، وسيصل إلى الذروة الساعة 03:20 عصراً بتوقيت جرينتش، وسينتهي الساعة 06:04 مساء بتوقيت جرينتش. لتكون مدة العبور خمس ساعات ونصف الساعة. ولأن كوكب عطارد عبارة عن قرص وليس نقطة، فإن قرص كوكب عطارد في هذا العبور يحتاج إلى دقيقة و41 ثانية ليدخل أو يخرج من الشمس كاملاً. وأضاف: "يحدث العبور لكوكبي الزهرة وعطارد فقط، ويحدث العبور عندما يمر الكوكب بين الأرض والشمس ويكون على مستوى دوران الأرض حول الشمس نفسه، وعندها يبدو الكوكب كقرص أسود صغير أمام قرص الشمس، وفي حين أنه يمكن رؤية عبور كوكب الزهرة بالعين المجردة، فإن عبور كوكب عطارد لا يمكن رؤيته إلا باستخدام الأجهزة الفلكية. ولذلك يُنصح الراغبون في رؤية الحدث بالمشاركة في أحد الأرصاد العامة التي تقيمها الجمعيات الفلكية للجمهور في الأماكن العامة". مشيرُأ إلى أن العبور يبدأ بشكل تدريجي وينتهي في مختلف دول العالم في الوقت نفسه، ففروق التوقيت في هذا الحدث بين الدول العربية لا تتجاوز الدقيقة الواحدة. وستكون موريتانيا الدولة العربية الوحيدة التي يمكنها مشاهدة العبور كاملاً، حيث ستغيب الشمس في بقية الدول العربية قبل انتهاء العبور، بل ستغيب الشمس في جميع الدول العربية في آسيا إضافة إلى مصر والسودان قبل وصول العبور إلى ذروته، وعليه فإن الدول العربية الواقعة في الغرب هي الأفضل لرصد هذه الظاهرة الفلكية النادرة، لافتاً إلى أن آخر عبور لكوكب عطارد كان يوم 9 مايو 2016 وسيكون المقبل يوم 13 نوفمبر 2032، حيث يحدث عبور عطارد 13 مرة في القرن.
مشاركة :