لقي اقتراح عضو مجلس الأمة صفاء الهاشم في شأن دمج فصول الصم والبكم في المدارس الحكومية، انتقاداً واسعاً من قبل المتخصصين في مدارس التربية الخاصة، مؤكدين استحالة تطبيقه في الكويت، لاسيما أن الإعاقات الخفيفة تم دمجها في المدارس «بطريقة مضحكة» ما يعني أن تطبيق الاقتراح أشبه بحلم.وتوجه المتخصصون في تصريحات لـ«الراي» إلى الهاشم بالقول: «لو شرحوا لك المقترح جيداً لضحكتِ عليه. ما تتفضلين به نجح في الدول الأوروبية فقط بسبب إمكانياتها الضخمة، أما لدينا فحتى الإعاقات الخفيفة أو بطء التعلم أو فئة (داون سندروم)، تم دمجها في مدارس التعليم العام بطريقة مضحكة، وهي عزلهم في فصول خاصة داخل المدارس الحكومية، وفي نهاية الدوام يقذفهم بعض الطلبة الساخرين بلقب (الصيني) الأمر الذي ضخم معاناتهم وأدى إلى تدهور حالتهم النفسية».وتساءل المتخصصون: «كيف يتم دمج طالب يسمع مع طالب يحتاج إلى معلم إشارة في فصل واحد؟ ثم أين المعلمون المؤهلون لهذه الفئة في المدارس الحكومية؟»، مؤكدين أن «هناك فئات من المستحيل دمجها في ظل الإمكانيات المتوافرة حالياً، إلا انه يمكن دمج الإعاقات الحركية الخفيفة والمتوسطة».وحذروا من «استحداث مسمى معلم مترجم، يتجه أكثرهم به إلى وزارة الأوقاف، للحصول على كادر المعلمين في ظروف تدريس مريحة وغير مرهقة»، مؤكدين أن «المقترح غير قابل للتطبيق».وعن تطبيق بعض الدول العربية تجربة الدمج، قال المتخصصون إن «الدمج لم يطبق بشكل صحيح إلا في أوروبا، وما تم في مصر والسعودية تجارب عشوائية غير صحيحة وفردية، حيث قامت أميرة سعودية بدمج الإعاقات الحركية فقط في مدرسة خاصة افتتحتها في منطقة القصيم، وليس توجهاً حكومياً بذلك»، مبينين أن «مناهج الصم والبكم في مدرسة الأمل مطابقة لمناهج التعليم العام، وبإمكان طلبتها إكمال تعليمهم في الجامعة والتطبيقي».وفي موازاة هجوم المتخصصين، لقي المقترح ترحيباً محدوداً في وزارة التربية، إذ أكد مصدر تربوي لـ«الراي»، أن «طلبة الإعاقة السمعية ينقسمون فئتين، الأولى هم زارعو القوقعة وهم مدمجون بالفعل في مدارس الجهراء وليس لديهم أي مشكلة، حيث بإمكانهم الفهم عن طريق الشفاه أو السمع بهدوء، أما الفئة الأخرى، وهي الصم والبكم، فتصنف ضمن الإعاقات الشديدة، ويحتاج طلبتها إلى فصول خاصة ووسائل مساعدة ومعلمي إشارة ومناهج، ومن الصعب جداً دمجهم حالياً».وبين المصدر أن «الدمج لم يشمل أبسط الحالات، فكيف بهؤلاء؟ حيث لم يتم الدمج الكامل لبطيئي التعلم بعد، رغم أن قانون الإعاقة وأهداف التنمية المستدامة تدعو إلى دمج كلي لجميع الإعاقات»، مؤكداً أن «العالم كله يتجه إلى الدمج... وفي السعودية يتم دمج الطلبة المكفوفين مع أقرانهم المبصرين».وأقرّ المصدر بصحة كلام الهاشم في شأن ضعف مخرجات مدارس التربية الخاصة «حيث لا مناهج لديها ولا معلمين متخصصين، ومما زاد من عشوائية العمل هناك، قرار الوزارة الذي يحظر نقل المعلم إلى هذه المدارس، إلا بعد مرور 5 سنوات من عمله في المدارس الحكومية، حيث يتخرج معلمون متخصصون في هذه الإعاقات، ولكن إجراءات الوزارة في توظيفهم بهذه المدارس، كانت تمر بخطوات معقدة، أولها يعمل المعلم في مدارس التعليم العام لمدة سنتين، ثم يخضع للمقابلة، وبعد اجتيازه لها يُعيّن في الفصول الخاصة، فيما كان من المفترض تعيينه هناك منذ لحظة تخرجه من الجامعة، طالما أنه متخصص، إلا أنه بسبب الضغوط تحولهم الوزارة للتعليم العام».وقال المصدر إن «التعليم النوعي بأكمله على طمام المرحوم منذ أمد طويل، إلا أننا نستبشر خيراً بالمناهج الجديدة التي ستطبق في العام الدراسي 2020- 2021، وستراعي هذه الفئات وفق ما أعلنه الوكيل المساعد للبحوث التربوية والمناهج»، مؤكداً أنه «لا توجد مناهج لطلبة الداون منذ العام 2006، ما يدفعنا إلى النسخ والتصوير، الأمر الذي يجعل عملية الدمج أمراً مستحيلاً في ظل عدم توفير أبسط الأساسيات لهؤلاء الطلبة».
مشاركة :