أعلن مسؤول تركي بارز أن أنقرة اعتقلت شقيقة أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية الذي لقي مصرعه في الآونة الأخيرة، وذلك في مدينة أعزاز شمال سوريا. وأضاف المسؤول أن السلطات بصدد استجوابها الآن هي وزوجها وزوجة ابنها اللذين احتجزتهما أيضا. ويأتي ذلك بعد الكشف عن أنه يوجد ما يقرب من 1200 عنصر من داعش موقوفون في السجون التركية. كما يطرح إعلان السلطات التركية إيقاف قيادات للتنظيم الإرهابي ومقربين من الزعيم أبي بكر البغدادي، أكثر من سؤال بشأن ماذا كان يفعل هؤلاء على أراضيها؟ في وقت تشير فيه تقارير غربية ودبلوماسية إلى أن أنقرة تمثل ملاذا آمنا لعدد كبير من الدواعش وهي نقطة عبور أساسية لهم. ويشير مراقبون إلى وجود علاقة بين مقتل زعيم داعش على يد قوات أميركية في منطقة إدلب السورية، وهي منطقة تسيطر عليها القوات التركية، وإعلان أنقرة أسرها شقيقة أبو بكر البغدادي وقياديا كبيرا في التنظيم. وأظهرت الخطوات التي لجأت إليها أنقرة، منذ الإعلان عن مقتل البغدادي، وتجاهل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحديث عن دور تركي في هذه العملية، انزعاجا تركيا جليا تحسبا لتساؤلات بدأت تتسع دائرتها عن سبب وجود زعيم داعش في منطقة يفترض أن تركيا تشرف عليها أمنيا، وهو ما يعني إما عجزا استخباراتيا أو وجود تواطؤ تركي سهل تسلل البغدادي إلى إدلب، وفي الحالتين تتحمل أنقرة المسؤولية المباشرة عن تحرك قيادات مطلوبة دوليا بسهولة. ولم تذهب أجهزة الاستخبارات الأميركية إلى اتهام تركيا مباشرة بإيواء ورعاية البغدادي في تلك المنطقة، إلا أن امتناع واشنطن عن إبلاغ أنقرة بعملية تقوم بها "دلتا فورس" الأميركية داخل منطقة أمنية محسوبة على تركيا، اعتبر دليل فقدان ثقة بالشريك التركي من قبل التحالف الدولي بقيادة واشنطن، ما قد يؤثر مستقبلا على طبيعة التعاون وتبادل المعلومات والخبرات لمكافحة الإرهاب. وفي السياق ذاته، قالت مصادر أميركية إن تجوّل جهاديين بحرية في تركيا، يثير تساؤلات حول حقيقة سياسة نظام أردوغان تجاه "داعش". ويعمل مسؤولون أميركيين معنيين بالأمن الوطني حاليا على معرفة المزيد عن حجم المعلومات التي كانت لدى تركيا بخصوص مكان البغدادي. ومن بين المهام المهمة المكلف بها الآن الفريق الذي يتفحص المواد التي جرت مصادرتها أثناء الغارة ضد البغدادي وغارة أخرى أسفرت عن مصرع المتحدث الرسمي باسم التنظيم، أبي الحسن المهاجر، وضع ماهية العلاقة بين الاستخبارات التركية و"داعش".
مشاركة :