دبي العربية.نت: اتسعت رقعة الاحتجاجات في إيران إلى إقليم الأحواز (عربستان) جنوبا - بعد احتجاجات إقليمي كردستان غربا وبلوشستان شرقا - حيث خرج المئات من العمال الأحوازيين صباح أمس الاثنين، ونظموا وقفة احتجاجية في حي الزوية بمدينة الأحواز أمام شركة كيسون لقطارات الأنفاق، وذلك بسبب طرد حوالي 400 عامل عربي. ونقل موقع رهياب نيوز عن العمال المفصولين الذين نظموا عدة إضرابات خلال الأسبوعين الماضيين، أن الشركة قد طردت العمال العرب بعد إضرابهم عن العمل بسبب عدم استلام رواتبهم لمدة 6 أشهر، واستبدلتهم بعمال آخرين من المناطق الإيرانية الأخرى، في خطوة اعتبرها الناشطون العرب أنها تأتي في إطار سياسة التغيير الديمغرافي لإقليم الأحواز بعد تكرر هذه الظاهرة. وبحسب وسائل الإعلام المحلية في الأحواز، فقد أعلن العمال المفصولون أنهم سيمضون في تجمعاتهم الاحتجاجية حتى استلام رواتبهم المتأخرة وإعادتهم إلى وظائفهم. يذكر أن السطات الإيرانية أوعزت لعدة شركات تعمل في مجال النفط والصلب والسكر والبتروكيماويات في إقليم الأحواز، بطرد الآلاف من الموظفين والعمال العرب خلال الأشهر الماضية. وفي هذا السياق، قامت شركة المجموعة الوطنية لإنتاج الفولاذ في مدينة الأحواز بفصل 40 من المواطنين العرب عن العمل الأسبوع الماضي، كما طردت شركة أزادغان النفطية 130 عاملا وموظفا عربيا، بينهم مهندسون وتقنيون ووظفت بدلهم عمالا من مناطق إيرانية أخرى. من جهة أخرى، أفاد ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي أن اشتباكات مسلحة عنيفة اندلعت في سوق كيان بمدينة الأحواز، حوالي الساعة 9 مساء أمس الاول الأحد، بين شبان عرب ودوريات للأمن الإيراني. وقال شهود عيان إن دوريات الأمن اعتقلت عددا من الشباب العرب وقامت بإطلاق النار على شقيق أحد الذين تم اعتقالهم، ما أدى إلى إصابته بجروح في يده ورقبته. وكانت منطقة محمدان، في إقليم بلوشستان (جنوب شرق إيران)، شهدت اشتباكات واحتجاجات دامية، في ساعات متأخرة من مساء أمس الأول الأحد، عقب مقتل مواطنين من البلوش بنيران الشرطة. ووفقا لموقع نشطاء البلوش، فقد قامت قوات الشرطة في منطقة محمدان، بضواحي مدينة إيرانشهر، بإطلاق النار الكثيف على سيارة محملة بالمازوت مما أدى لإحراقها بالكامل وتفحّم الرجلين اللذين كانا بداخلها وموتهما على الفور. وإثر الحادثة هاجم أهالي قريتي كريم آباد ومحمد آباد بمهاجمة قوات الشرطة بالعصي والحجارة، ثم توجهوا إلى مركز شرطة محمد آباد وقاموا بإحراقه ردا على إحراق سيارة المواطنين البلوشيين. وبحسب الأنباء الواردة من بلوشستان، فقد قام الأهالي أيضاً بإغلاق طريق إيرانشهر - بمبور وطالبوا بمحاكمة عناصر الشرطة الذين فتحوا النار على المواطنين البلوشيين. يذكر أن إقليم بلوشستان كان مسرحا لأحداث دامية خلال الأشهر الماضية بين مسلحين من تنظيمات بلوشية معارضة من جهة، والحرس الثوري وشرطة الحدود الإيرانية من جهة أخرى، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى من الجانبين. وفي هذا السياق، نقلت وكالة إيلنا عن النائب سيد باقر حسيني، العضو في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني، قوله إن وفدا من المجلس سيزور بلوشستان للاطلاع على آخر التطورات الأمنية ومناقشة سبل ضبط الحدود ومنع التهريب.. وكيفية مواجهة المجموعات البلوشية المسلحة. إلى ذلك، أعلنت السلطات الإيرانية أنها ستنفذ حكم الإعدام بعدد من المعتقلين الأحوازيين المتهمين بتنفيذ عمليات اغتيال ضد ضابط أمن وجنديين الشهر الماضي، دون الإعلان عن تفاصيل محاكمتهم. وتفيد تقارير وبيانات لمنظمات حقوقية دولية والمقرر الأممي الخاص لحقوق الإنسان في إيران، أن السلطات الإيرانية تعتمد على الاعترافات القسرية تحت التعذيب ضد المعتقلين السياسيين بغية تصفيتهم من خلال تحميلهم جرائم لم يرتكبوها، ومن ثم تقوم بإعدامهم بناء على محاكمات صورية تفتقر إلى أدنى معايير العدالة.
مشاركة :