تنوعت المشاريع الطلابية المشاركة في معرض "بالعلوم نفكر" 2015 والتي شملت فئات عدة، أبرزها الهندسة الكهربائية الإلكترونية، والأنظمة الآمنة، والفيزياء التطبيقية، والكيمياء والهندسة الكيميائية، والطاقة، والأنظمة الصناعية الذكيّة، والنقل، والعلوم والإدارة البيئية، والهندسة الصناعية والميكانيكية، والعلوم التطبيقية والطاقة والهندسة الكهربائية، حيث كانت لكل مشروع فكرة مبدعة تميزه، تعمل على حل مشكلة بيئية أو صحية، وتُرسخ لصاحبها بصمة تُبرز الموهبة الشغوفة في مجال التكنولوجيا والعلوم، ويُعنى بها القائمون بالمعرض بشكل أو بآخر، ويهتمون لأخذها نحو مستوى أعلى، بهدف تطويرها وتشجيع الشباب الإماراتي المشارك من المدارس الحكومية والخاصة أو حتى الجامعات على إعادة المشاركة في الدورات المقبلة للمعرض، والارتقاء بأفكارهم النظرية والتطبيقية على حدٍ سواء . علاوة على التواجد الطلابي الذي تعدى 550 مشاركة إماراتية، كان للقطاع الخاص، والشركات الحكومية، من مثل مركز الاتحاد لتحويل المركبات للعمل بالغاز الطبيعي، وشركة دوكاب للتصنيع، وأدنوك، والهيئة الوطنية للأمن الإلكتروني، وشركة أبوظبي لخدمات الصرف الصحي دور ملحوظ في الوقوف على إبداعات الشباب والاطلاع عليها عن كثب، بغيةَ تطويرها والاستفادة من استثمارها مستقبلاً . زارت "الخليج" المعرض، واطلعت على أفكار وأهداف مشاريع الطلبة المشاركين من المدارس الحكومية والخاصة، والجامعات، كما تعرفت إلى فعاليات الشركات المتواجدة، ورصدت آراء أسراب الطلاب والطالبات الزائرين للمعرض من مدارس الدولة كافة . من فئة مشاريع الأنظمة الآمنة كانت انطلاقة الجولة، حيث تقول الطالبة ليليان حجازي، من مدرسة النور الدولية الخاصة - الصف الثاني عشر، إن فكرة مشروعها "بحمى الرحمن" مقتبسة من الماضي، حيث غالباً ما كانت الأمهات يلجأن للف قماش حول أطراف الطفل حديث المشي، لتخفيف حدة الارتطام في حال وقوعه على الأرض، مشيرة إلى أنها استبدلت القماش بؤسفنج مضغوط حول الأماكن الأكثر عرضة للإصابات كالركبتين والكوعين، وربطته بجرس لا سلكي يُمكن الأم من معرفة مكان ابنها في حال وقع على الأرض، عن طريق الحساسات التي تستشعر مكان تواجده لغاية 50 متراً . وتلفت حجازي إلى أن هدف مشروعها تقديم المساعدة لجميع الأمهات، وبخاصة العاملات منهن، حتى تكتمل رعايتهن لأبنائهن، ويشعرهن ذلك بالأمان لو كان أطفالهن يلعبون في أماكن بعيدة عن أنظارهن . أما "ابتكاري لأخي"، فيبيّن خالد يونس، من مدرسة المعالي الدولية الخاصة - صف عاشر، أن مشروعه يصنف ضمن فئة الفيزياء التطبيقية، لكونه يعتمد كرسياً لذوي الاحتياجات الخاصة يسجل الطول والوزن بسهولة وبأريحية مطلقة، نظراً لتزويده بميزان يعرض الوزن على شاشة موجودة خلف الكرسي، ويقيس كذلك الطول عبر تزويده بمقياس من أعلى وأسفل المقعد على شكل حرفL إلى جانب توفير أجهزة مساج تمنع تقرحات الجسم، بسبب جلوس ذوي الاحتياجات الخاصة لفترات طويلة على هذا المقعد، وتعمل بالبطارية، ويضيف: "الميزان يوضع مكان حشوة مقعد الكرسي، ويمكن إخراجه بعد الانتهاء من عملية قياس الوزن، وإرجاع حشوة المقعد . وعن سبب اختياره لهذه الفكرة، يلفت يونس إلى أن أخيه من ذوي الاحتياجات الخاصة، وغالباً ما كان يراه يتعذب عند زيارته للمستشفى وقياسه لوزنه وطوله، وهذا ما جعله يبتكر هذا الكرسي، لتسهيل العملية على هذه الفئة التي تتطلب اهتماماً وعناية بالغين من كل فرد منا . ويؤكد الطالبان أحمد عطا الله وحمد السويدي، من مدرسة الحكمة الخاصة-صف 12 علمي، أن جهاز قياس المسافات فوق الصوتي، الذي عملا على ابتكاره، يمتاز بعدة سمات، أهمها: أنه ذو مرونة عالية وخفة فائقة في الوزن، ويتمتع بسهولة الإنشاء، وسعر قطعه زهيد نسبياً، بالإضافة إلى كونه مزوداً بشاشة LCD ذات سطوع عال تعرض القياس بوحدة السنتيمتر، وقياس يستخدم شريحة SR-04 . ويوضح حمد السويدي أن طموحه وزميله في هذا المشروع كان يتمثل بإنشاء جهاز متكامل قادر على قياس ومسح المنطقة المحيطة بشكل ثلاثي الأبعاد عن طريق الأمواج فوق الصوتية كروية الشكل، مشيراً إلى أنه بعد وضع الجهد الكافي، وبمساعدة معلمة الفيزياء تسنى للمشروع رؤية الضوء وتم إنشاؤه، بحيث يكون قادراً على قياس الأبعاد من الجهاز، وعبر أي جسم موجود على بعد أربعة أمتار بشكل لا سلكي، مع إرسال البيانات وعرضها بنسبة خطأ ضئيلة لا تتعدى سنتيمترين اثنين في أسوأ الأحوال . وتقول نوف عبدالله، زائرة من مدرسة الوادي رأس الخيمة - صف تاسع: "زيارتنا للمعرض كانت مفيدة للغاية، خاصة بعدما شاركنا في بناء الجسر، ضمن ورشة العمل التي نظمتها شركة حديد الإمارات"، ومن بين كل الفئات العلمية التي زارتها عبدالله، تُبدي إعجابها الكبير بقسم النقل، نظراً لارتباطه بجوانب حياتنا ارتباطاً وثيقاً، وإمكانية تحقيق مشاريع كبيرة الفائدة وفي غاية الأهمية تخدم الجمهور وتسهل له شؤون حياته اليومية . ومن فئة الطلبة الزائرين، تشير طالبات مدرسة الحيرة - صف ثامن، إلى أن المشاريع العلمية التي يستعرضها المعرض تُوسع آفاق أفكارهم، وتقول الطالبة فاطمة علي إن التجارب تقدم لنا شروحاً نظرية للنظريات والمفاهيم التي نتعلمها وندرسها في مادتي الرياضيات والعلوم بالتحديد، كما تعطينا لمحة عن الكيمياء والفيزياء عندما سنأخذها في المرحلة الثانوية المقبلة، بحيث تقدم لنا تصوراً قبل دخول المرحلة بشكل فعلي . من جهتها، ترى زميلتها زينب أحمد أن دورة المعرض لهذا العام تشهد توسعاً في الأفكار والتجارب والتطبيقات العلمية، لافتةً إلى أن المعرض يفيدها شخصياً في اختيار التخصص الذي تفكر في دراسته عند دخولها الجامعة، وهو إما الطب أو الهندسة . أما على هامش مشاركات الطلبة الجامعيين، فتلفت طالبة الهندسة الإلكترونية ندى الحمد، من جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا- فرع الفجيرة، إلى أن مشروعهم "الهواتف المتحركة في نظام الرعاية الصحية"، يساعد الأشخاص من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، أو كبار السن غير القادرين على الذهاب إلى المستشفى، ويمكنهم من قياس الضغط ونسبة السكر في الدم، ونبض القلب، وحرارة الجسم، وتخطيط القلب، وهم في منازلهم، وتضيف زميلتها في المشروع شمسة اليماحي: "ميزة مشروعنا أن له مستقبلاً كبيراً ويمكن تطويره، وهو حالياً تطبيق هاتفي لا سلكي يرسل النتائج من الجهاز إلى الهاتف المتحرك عبر ذبذبات البلوتوث، وفي حال كانت حالة المريض خطرة يرسل رسالة قصيرة إلى الطبيب لينبهه بذلك، ويمكن للطبيب الرد عليه عبر هذا التطبيق أيضاً، وينصحه بالعلاج المناسب" . من جانبه، يُشارك ياسر عثمان، طالب هندسة كهربائية، من جامعة أبوظبي-العين، في المعرض لأول مرة عبر "حافز للقيادة الآمنة"، حيث لفت انتباهه عدد وفيات العام الماضي الناجم عن الحوادث المرورية، والذي يُقدر بمعدل حالتي وفاة كل يوم، وبالرغم من وجود المخالفات والنقاط السود، إلا أن السائقين ما زالوا مستمرين في زيادة السرعة، ما دفعه إلى استخدام أسلوب جديد وهو التحفيز الإيجابي، عبر إعطاء السائق عند التزامه بالسرعات القانونية على الطرق نقاطاً بيضاً، تظهر عبر التطبيق الذي أنشأه على أجهزة الأندرويد باللغتين العربية والإنجليزية، لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المستخدمين، ويقول عثمان: "يمنح السائق نقطتين بيضاوين، إذا زادت سرعته على السرعة المحددة على الشوارع العامة بمعدل 5 كلم، وإذا تعداه بحدود ال10 كلم يتم تزويده بنقطة واحدة، وإذا زادت سرعته بمعدل 20 كلم لا يُعطى أيّ نقطة، وفي حال تجاوز العشرين كلم على السرعة المُقررة، يبدأ التطبيق أتوماتيكياً بإلغاء النقاط البيض الموجودة في رصيده" . ويعتبر عثمان المعرض منصة حيوية لتعريف الطلبة الخريجين بفرص العمل، وبأبرز الشركات في الدولة المعنيّة بقطاعات العلوم والتكنولوجيا، ويضيف: "الانفتاح الذي يوفره المعرض للطلبة من كل المراحل يعزز تطويرنا ويساعد في تحسين أفكارنا، حيث قدم لي بعض الطلبة الزائرين والمشاركين اقتراحات بهدف تحسين التطبيق في نسخه المعدلة القادمة وإضافة أدوات تساعد السائقين بشكل عام، وأغلب هذه الاقتراحات والتوصيات لم تتبادر إلى ذهني عند الشروع في إنشائه" . أجنحة الشركات ومشاركاتها لم تقتصر أفكار المشاريع العلمية على مشاركات الطلبة فحسب، إذ سجلت الشركات أيضاً حضوراً لافتاً بتنظيمها ورش عمل، وفعاليات كان لها دور كبير في استثمار الشغف الشبابي الواضح ومواهبهم العلمية الطموحة، إذ عرض مركز الاتحاد لتحويل المركبات للعمل بالغاز الطبيعي، مركبة لفتت أنظار كل من تجول بين رحاب المعرض، وتعمل بالغاز الطبيعي والوقود معاً، حيث يشجع المركز العملاء على تحويل مركباتهم للعمل بالغاز الطبيعي، كونه متوفراً ويمكن الحصول عليه بسهولة في أغلب محطات البترول، ونظيفاً وصديقاً للبيئة، واستخدامه آمن، واقتصادي من حيث الاستهلاك . شركة دوكاب للتصنيع، قامت بتنظيم ورش عمل لتعليم الطلاب والطالبات نظام "لين" المعتمد لديهم، حيث يقول حسن عمر، المدير التنفيذي للعمليات: "نعلم الطلبة نظم الإبداع التي نطبقها في الشركة، من خلال استخدام طريقة "لين" المسؤولة عن تنمية الإبداع، والتخلص من إضاعة الوقت، والمال والتركيز، والحركة، والنظم، ورأس المال العام، والمواد، والكهرباء، والمطبق لدينا في خطوط الإنتاج والإدارة" . وتوضح صبحة البلوشي، ضابط إعلام من شعبة التوعية والاتصال الجماهيري، أن شركة أبوظبي لخدمات الصرف الصحي جاءت مشاركتها في المعرض من باب دعم الطلبة والمجتمع ككل في مثل هذه المحافل العلمية التي تؤثر في الوعي المجتمعي، بالإضافة إلى تعريف الطلبة بالشركة والخدمات التي تقدمها لكل أفراد المجتمع، حيث عملنا على تقديم ألعاب تعليمية عبر منصة هذا المعرض، تعرف الطلبة بمجالات الشركة، والأمور التي ساهمت في تأسيسها كالنفق الاستراتيجي في أبوظبي وامتداده والاختراقات التي حدثت فيه، ويُعد أكبر ثاني نفق على مستوى العالم لمياه الصرف الصحي، كما قدمنا شخصيات قطرة وخضرة لجذب الأطفال وتعريفهم إليها باعتبارها صديقة للبيئة وسهلة الترسيخ في أذهانهم، بالإضافة إلى تواجد قسم المختبرات ليشرح للطلبة العمليات التي تمر بها المياه، وإعادة تكريرها، بحيث تكون صالحة لري المسطحات الخضراء .
مشاركة :