عالمية ثقافة القراءة ومعرض الكتاب

  • 11/7/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يوسف أبو لوز مليون زائر لمعرض الشارقة الدولي للكتاب في خمسة أيام هي تقريباً نصف عمر دورته الجديدة هذه، رقم كبير يؤشر على نموّ سنوي في نسبة الزائرين وروّاد الأنشطة المنتظمة، والرقم يؤشر أيضاً على نموّ آخر يتصل بالمبيعات، ويؤشر أيضاً على قارئ يعرف ماذا يريد من الأجنحة العربية والأجنبية.أتوقف قليلاً عند الأجنحة الأجنبية التي تستقطب قارئاً له ثقافة مختلفة عن ثقافتنا العربية، وله فهم للقراءة مختلف عن فهمنا نحن العرب، وإن كانت القراءة نشاطاً إنسانياً مشتركاً بين الشعوب تشبه في ذلك المشتركات الموجودة في لغة الموسيقى، ولغة الرسم.ممّا يعتز به كل مقيم في دولة الإمارات هذا التنوّع الثقافي والاجتماعي والحضاري الذي توجده في البلاد أكثر من مئتي جنسية من شمال الأرض وجنوبها، ومن شرقها إلى غربها في بيئة تسامحية تعددية تحمل مفهوم القراءة العالمي، وسوف نجد تمثّلات هذا المفهوم الحضاري في حركة الناس بين الأجنحة العربية والأجنبية.ماذا يقرأ الأوروبي أو الآسيوي أو الأمريكي المقيم في الإمارات؟ سؤال لا أملك إجابة محدّدة علمية عنه، ولكن من الملاحظ أن كل قارئ أجنبي يذهب إلى الكتب التي تتناول ثقافة وحضارة وتاريخ وآداب وعلوم وفنون بلاده. هذا من حيث المبدأ ومن حيث فكرة انتماء الإنسان الطبيعي لبلاده، ولكن إلى جانب ذلك، وبحكم أننا في وطن تعايشي إنساني تعيش على أرضه أكثر من مئتي جنسية، فإن نوعاً من الفضول ينشأ عند قارئ هذه الجاليات.من المؤكد أن القارئ الآسيوي ينجذب على نحو ما إلى قراءة ثقافة جاره الأوروبي على سبيل المثال، ومن المؤكد أيضاً أن قارئاً أجنبياً يعيش في الإمارات منذ سنوات هو وعائلته وأولاده ينجذب على نحو ما أيضاً إلى قراءة الثقافة العربية، ثقافة البلاد التي يعيش على أرضها بأمن ومحبة وسلام.هناك أيضاً قارئ عربي يقرأ بلغات حيّة: إنجليزية، فرنسية، ألمانية، وهناك من يقرأ بالروسية والصينية والهندية ولكن في حدود أقل.هذه حالة ثقافية استثنائية في الإمارات، وأقصد بها القراءة من خلال تأثيرات طبيعة الخريطة السكانية في الإمارات، ومن خلال قارئ عربي يقرأ ثقافات أجنبية، ومن خلال قارئ أجنبي يأخذه فضوله إلى التعرّف على جيرانه، سواء جيران المسكن، أو جيران البلدان والقارّات.أكتب كل ذلك من وحي الرقم المليوني الذي كشفت عنه أمس مصادر معرض الشارقة الدولي للكتاب، وبقدر ما يدلّ هذا الرقم على مستويات النموّ العامّة في المعرض من دورة إلى دورة، هو أيضاً رقم مليوني في نصف الدورة يعطينا فكرة كافية عن عالمية معرض الشارقة الدولي للكتاب، وحجم الأثر المعرفي والثقافي والفكري الذي ينتج عن القراءة التي أصبحت اليوم في الإمارات ثقافة يومية، محلية وعربية وعالمية. yabolouz@gmail.com

مشاركة :