أول عربية تحصل على شهادة الأوداكا يوغا.. مؤسسة ملتقى اليوغا الحواري.. مستضيفة مهرجان اليوغا والسعادة الأول في البحرين.. مريم رضا الأنصاري لـ«أخبار الخليج»: مريم الأنصاري اسم لامع في سماء عالم الرياضة بالبحرين، أهلتها خبرتها التي تمتد إلى أكثر من 15 عاما كمدربة معتمدة لليوغا أن تصبح مستضيفة ومنظمة لمهرجان اليوغا لصحة وسعادة المرأة لأول مرة في البحرين، ولعل أهم ما يميزها هو تخصصها في مبادئ الهاثا يوغا الكلاسيكية، كما تعتبر أول عربية حاصلة على شهادة تدريب الأوداكا يوغا عام 2014. فضلا عن أنها مؤسسة ملتقي اليوغا الحواري الذي يعقد مرة كل ثلاثة أشهر على أرض المملكة. لقد كرست حياتها لإلهام الأفراد، وإحداث تغيير إيجابي في حياتهم عن طريق ممارسة رياضة اليوغا، والتي قررت احترافها بعد أن مرت بأزمة مرضية ساعدتها اليوغا على تجاوزها، ونظرًا إلى اهتمامها بالأعمال التطوعية فقد سخرت شغفها باليوغا لخدمة المجتمع ولصالح فئات هي أحوج ما تكون إلى المساعدة والأخذ بيدها. هي ترى بأن اليوغا أبعد بكثير من مجرد رياضة تُمارس، فهي نمط حياة قادر على قهر الظروف الصعبة، والتخفيف من ضغوطات الحياة، والتخلص من الآلام الجسدية والنفسية، والأهم غرس القيم الإيجابية، والتحكم في المشاعر، والسيطرة على النفس. ترى ما هي الأسباب التي جعلت منها رائدة في هذا التخصص الرياضي، وصاحبة إنجازات كبيرة في مجالها ميَّزتها عن باقي مدربات اليوغا؟ سؤال حاولنا الإجابة عليه من خلال الحوار التالي الذي رصد هذه التجربة النسائية الثرية المليئة بالطموحات والنجاحات والتحديات *متى بدأت علاقتك بالرياضة؟ - بدأ تعلقي بالرياضة بشدة منذ طفولتي، إذ كنت لاعبة جمباز مميزة، وهي رياضة ممتعة ارتبطت بها لأسباب منها أنها تحقق إطالة للعضلات، ومع الوقت اكتشفت بأنها شبيهة لرياضة اليوغا، وقد شاركت في بطولات مدرسية عديدة وحققت مراكز متقدمة بها. *هل فكرت في دراسة مجال الرياضة؟ - حين وصلت إلى مرحلة الجامعة اتجهت إلى دراسة مجال المالية والمحاسبة بجامعة البحرين، وبعد التخرج عملت مدة عام فقط في أحد البنوك، ولكني لم أجد نفسي في هذا العمل، فقررت التخصص في مجال يناسب ميولي الرياضية، فأقدمت على دراسة اليوغا بعد أن مررت بأزمة مرضية ساعدتني اليوغا في تجاوزها إلى درجة كبيرة. *حدِّثينا عن كيفية تجاوز تلك الأزمة المرضية؟ - حين مررت بتجربة مرضية مريرة نفسيا وجسديا، اقترح عليَّ البعض التغلب على مشكلتي بممارسة رياضة اليوغا، وبالفعل قررت أن ألتحق بصفوف للتدريب على هذه الرياضة، ووجدت نفسي أرتبط بها بشدة من أول صف، وهنا اكتشفت حبي لها، فواصلت بكل شغف، وخاصة أنني وجدت فيها روح رياضة الجمباز، ومع الوقت توصلت إلى أنها أبعد من مجرد رياضة، فقررت احتراف هذا المجال. *كيف تم احتراف هذه الرياضة؟ - اليوغا أكثر من مجرد رياضة تمارس، ولها فوائد كثيرة، لذلك قررت دراستها بعمق، وحصلت على أول شهادة مدتها 200 ساعة من أمريكا، ثم حصلت على شهادات أخرى في نفس المجال، وأثناء حضوري مهرجان اليوغا والسعادة في دبي، تعرفت هناك على ما يسمى بأوداكا اليوغا، والتي هي عبارة عن خليط بين الفنون القتالية ووضعيات اليوغا، وتعلمت المهارات التي تؤهلني لممارستها ودراستها والتخصص فيها وهنا تولدت فكرة الاحتراف. *ومتى انطلق مشروعك الخاص؟ - مشروعي الخاص كمدربة محترفة لليوغا جاء ليتماشي مع ميولي الرياضية وإشباعها، وحدث ذلك بعد الدراسة التي أهلتني للاحتراف، وكانت المدربات في هذا المجال وفي ذلك الوقت قليلات وليس كما هو حادث في الوقت الراهن، وبالطبع لكل منا ما يميزها، وشخصيا حاولت التفرد بالتمسك بالهاثايوجا الكلاسيكية، والتي أجدها محببة بشدة إلى نفسي، ومع الوقت وجدت نفسي مؤهلة لاستضافة مهرجان اليوغا والسعادة لأول مرة بالبحرين. *وما فكرة هذا المهرجان؟ - اليوغا أكبر من مجرد رياضة يتم ممارستها، لذلك تم تخصيص مهرجان ضخم لها شاركت فيه دولة دبي، وبعد خبرة امتدت إلى أكثر من خمسة عشر عاما وجدت نفسي هذا العام مؤهلة ومستعدة لاستضافته لأول مرة في البحرين، وخاصة أن الوعي بهذه الرياضة زاد بشكل ملفت في مجتمعنا خلال السنوات الأخيرة، ومن ثم توفرت أرضية صلبة لنجاحه على أراضينا. *ماذا سيحقق هذا المهرجان؟ - لا شك أنني أشعر بفخر شديد لاستضافة هذا المهرجان بالبحرين لأول مرة وهو الذي سيوفر كثيرا من فرص العمل، كما أنه سيخصص جزءا من ريعه لصالح العمل التطوعي، وسيخصص هذا العام للمرأة وسيقام تحت شعار: «صحة وسعادة المرأة»، ومن المتوقع أن يخصص للجنسين في المرة القادمة. وما أهم الفعاليات؟ سوف يحتضن المهرجان حوالي 15 مدربة، وأكثر من 25 صفا على مدار يومين، وذلك من داخل وخارج البحرين، وهي أول تجربة من نوعها، وقد تعاونت في الإعداد له مع مؤسسة المهرجان الأمريكية أنجيلا، وسيشمل كل ما يختص بهذه الرياضة من مستلزمات وأغذية، وسوف يستضيف سفيرة السعادة العالمية جلوريا من المكسيك، ومن المتوقع أن يلعب هذا الحدث دورا في تغيير حياة الكثيرين من المشاركين، ولعل الشيء المهم في هذا المهرجان أنه يرتبط مباشرة بالعمل التطوعي. *كيف يخدم المهرجان العمل التطوعي؟ - لقد تقرر أن يخصص ريع المهرجان لصالح الجمعية البحرينية لتنمية المرأة، وهو ما يتماشي مع شعار المهرجان بشكل عملي، وأنا أحرص دائما وعلى مر مشواري على الربط بين عملي كمدربة لليوغا والعمل الاجتماعي، وذلك نظرًا إلى اهتمامي الشديد بالعمل التطوعي على مختلف الأصعدة. *ماذا عن ثقافة اليوغا في مجتمعاتنا العربية؟ - لا شك أن ثقافة اليوغا في السابق كانت تعاني من خلل ما، كما أن الوعي بأهمية هذه الرياضة لم يكن بالقدر المطلوب هذا فضلا عن انتشار الكثير من المفاهيم الخاطئة، ولكن اليوم نجد العكس تماما إذ يدرك الغالبية أهمية اليوغا وفوائدها، حيث ثبت عمليا أنها تحقق الكثير من الإيجابيات منها غرس القيم النبيلة والوصول إلى حالة من الاسترخاء، كما أنها تقوم بتنظيم التنفس، وتساعد على مرونة العضلات، وتمكن الفرد من العيش في حالة من التأمل، وصفاء الذهن وهدوء الجهاز العصبي وغيرها من الفوائد. *ما أكثر المشاكل التي تساعد على علاجها؟ - معظم الحالات التي تقبل بكثرة على صفوف التدريب على اليوغا تعاني من الاكتئاب، وبعض الآلام الجسدية وخاصة الركب والظهر، وكثير من تلك الحالات تسترد بالفعل عافيتها بعد ممارستها والانتظام عليها، فترتفع معنوياتهم وتتغير نظرتهم إلى الحياة، وذلك لأن هذه الرياضة مفعمة بالحيوية والنشاط، كما أنها تسهل أيضا من عملية الولادة للبعض. *وكيف يتم التعامل مع كل حالة؟ - بشكل عام كل حالة تتطلب نوعا خاصا من التعامل معها رياضيا من خلال التدريبات المختلفة، وكم تكون سعادتي حين أتأكد فعليا من تحقيق الاستفادة وتحسن الحالة على أرض الواقع ومن إيصال المعلومة الصحيحة للمتدربات حول هذه الرياضة، وهذا ما أركز عليه في الملتقى الحواري الذي أسسته لتحقيق هذا الهدف. *وما هو دور هذا الملتقى؟ - الملتقى الحواري لممارسة اليوغا يهتم بالجانب النظري لهذه الرياضة، وبوضع ضوابط لتحقيق الإدمان على الإيجابية لممارستها، وهو يقام كل ثلاثة أشهر، إذ يتم خلاله تحاور المشاركين من خلال طاولة مستديرة حول اليوغا، وعرض التجارب المختلفة، وطرح قضايا واستشارات متعددة تتعلق بها، حتى يخرج الجميع بخلفية واسعة عنها، وأنا فخورة بأنني كنت صاحبة الفكرة، من حيث الإعداد والإشراف. *هل وراء كل امرأة ناجحة رجل بالضرورة؟ - ليس بالضرورة أن يكون هناك رجل وراء كل امرأة ناجحة، فقد تنجح المرأة وتحقق التميز بمفردها، ولكن الشيء المؤكد هو أهمية الرجل في حياة المرأة فهو السند والصديق لها، وعموما يمكن القول إن الحياة قد تستحيل بين الزوجين حين يتلاشي التفاهم ويغيب النضج، والأهم حين لا يحترم كل طرف الاختلافات فيما بينهما، بمعني آخر يجب أن يتوافر مبدأ تقبل الآخر وهو عامل مهم جدا في نجاح العلاقة الزوجية، والجميل في رياضة اليوغا أنها تدرب الفرد على التحلي بهذا المبدأ المهم، وهو شيء بدأت شعوبنا العربية تعنى به بدرجة كبيرة. *كيف ترين جيل الشباب؟ - أرى شباب اليوم يتمتع بدرجة عالية من الوعي فيما يتعلق بالأمور الصحية والرياضية، ويطبق المثل الذي يقول «ساعة لنفسك وساعة لعملك» وهو جيل مسؤول بشكل ملفت ولكنه متهم بالتسرع في الحكم على الأشياء، وبمطالعة الآخرين وهي أمور سلبية أسهمت في انتشارها وسائل التواصل الاجتماعي ورسالتي لهم هي أن تكون المنافسة لديهم مع النفس فقط وليس مع الآخرين. *ما أسوأ عادة يمارسها هذا الجيل؟ - أسوأ عادة منتشرة بين الشباب اليوم التدخين، وخاصة للسجائر الإلكترونية وهي تؤثر على صحة الصغار بشكل سلبي، وهناك محلات كثيرة تتاجر في هذه السجائر دون رقابة، ومع ذلك أجد أن الحل في العودة إلى الرياضة والحياة الصحية والطبيعة وهو ما تحققه اليوغا لممارسيها.
مشاركة :