سنغافورة.. الشغف يروي الحكاية كلّها

  • 11/7/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: «الخليج»بدأت رحلة سنغافورة لتصميم وبناء هويّتها الإعلامية، عندما نالت البلاد الحكم الذاتي عام 1959، ففي تلك السنة، واجهت سنغافورة تحديات عدّة، أبرزها نقص الموارد الطبيعية، وعدم الاستقرار السياسي، بالإضافة إلى نقص في مهارة القوة العاملة. وتأسس حينها مجلس التنمية الاقتصادية، بهدف جذب الاستثمار الأجنبي، ومنذ ذلك الوقت استطاع هذا المجلس إدارة عدد من حملات الهوية الإعلامية، وكان آخرها «روح سنغافورة».وأسفرت هذه الجهود عن إنجازات ملحوظة لسنغافورة، كدولة مزدهرة رغم مساحتها الصغيرة، والمعروفة بمستواها العلمي العالمي، وبتوفير رعاية صحية ممتازة وانخفاض معدّل الجريمة، بالإضافة إلى الاستقرار السياسي. ونتيجة لذلك، تملك سنغافورة واحدة من أقوى الهويّات الإعلامية في العالم.في العام 2017، تم إطلاق هوية إعلامية جديدة شعارها «تحقيق الشغف»، واستغرقت أكثر من عام لتتحول من مفهوم إلى تنفيذ، لتحل محل الحملة السابقة «يور سنغابور» (سنغافورة الخاصة بك) السابقة. واشترك في إطلاق حملة الهوية الإعلامية الجديدة مجلس السياحة السنغافوري ومجلس التنمية الاقتصادية.وحوّلت الهوية الجديدة أولًا سنغافورة من اقتصاد يحركه الاستثمار إلى اقتصاد يقوده الابتكار. واشترك في اعتماد هذه الهوية الوكالات الإبداعية لمجلس التنمية الاقتصادية ومجلس السياحة السنغافوري الذي مهّد لحملة تسويقية عالمية ومبتكرة لسلسلة من الأفلام التي تضم نحو مئة شخص من المجتمع السنغافوري المتعدد الأعراق، وقسم هؤلاء الأشخاص إلى «مجموعات» من عشاق الطعام، ومستكشفين وهاوين لجمع المقتنيات واجتماعيين وباحثين عن عمل ومحبي الثقافة لاستعراض قدرة سنغافورة على إعطاء تجربة مخصصة لكل مجموعة.في عام 2018، صنفت الهوية المالية (Finance Brand) سنغافورة كأقوى هوية لعام 2018 وأفادت تقارير الهوية المالية أنّ الهوية الإعلامية القوية تعني بيئة جذابة جداً للاستثمار. وقد نالت سنغافورة سمعة عالمية كونها دولة مثقفة تتمتع برفاهية العيش.وتعرف أيضاً سنغافورة بأنها محور التكنولوجيا في آسيا، حيث تتمركز فيها مقار معظم شركات القطاع. وقد أعلنت شركة فيسبوك عن خطط لفتح مركز بيانات جديد لها هناك في عام 2022. لماذا اختارت سنغافورة تصميم هوية إعلامية؟كانت الدولة الفتية تسعى إلى تعزيز مقوماتها ومعالمها السياحية التي تجذب ملايين الزوار سنوياً، حيث يحتل القطاع السياحي حالياً حصة كبيرة من إيرادات الدولة. واليوم، تعتبر سنغافورة نفسها بلداً «أكثر من مجرد وجهة سياحية»، بل هي مكان «يوفّر إمكانيات جديدة».إن نجاح تجربة سنغافورة مع بناء وتصميم الهوية الإعلامية ليس جديداً. فالهوية السابقة «سنغافورة الفريدة»، التي تبلورت عام 2004، جلبت 16.8% نمواً في عدد الزوار الوافدين و55.1% نمواً في عائدات السياحة.لماذا الشغف؟إن كلمة «شغف» في الشعار تسلط الضوء على كل جوانب الشغف الحقيقي لسنغافورة، التي تعتبر موطناً للعديد من الأماكن التي تلهم الشغف.

مشاركة :