دعمت المملكة العربية السعودية اليمن السعيد بثلاث عمليات متتالية هدفها الرئيسي دعم إعادة الشرعية والإغاثة والإعمار، حيث تتجاوز قيمة الثلاث عمليات مليارات الدولارات عوضا عن دماء أبنائها التي قدمتها في سبيل استقرار شقيقتها، والذي يؤصل علاقتهم جذورهم الضاربة في أعماق التاريخ. وتستمد العلاقات السعودية اليمنية قوتها من القواسم المشتركة بين الشعبين، كونهما تربطهما علاقة دين ولغة ونسب ودم وليست علاقات سياسية فقط كما يعتقد ويروج لها الإعلام المعادي للبلدين، حيث يعدون اليمنيون السعودية شقيقتهم الكبرى التي كانت ولا تزال داعمة ومساندة لهم. برزت وتجلت آخر المواقف السعودية حينما لبت دعوة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لإنقاذ اليمن وشعبه من المد الإيراني المتمثل في ميليشيات الحوثي الانقلابية والتصدي لها، حيث أطلق حينها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عملية عاصفة الحزم ليلحقها بعملية إعادة الأمل، وذلك لوقف زعزعة الأمن اليمني وإرساء الاستقرار الإقليمي والداخلي لشعبه. وهناك تنسيق وتعاون رفيع المستوى بين القيادة اليمنية وتحالف دعم الشرعية، حيث خاضوا جميعهم معارك الدفاع عن وحدة الأراضي اليمنية ضد ميليشيات الحوثي الإنقلابية والمدعومة بل التابعة لإيران، فحققوا انتصارات تتلوها انتصارات، حيث استعادت الحكومة الشرعية بفضل الله ثم الجهود المشتركة بين الحكومة اليمنية وتحالف دعم الشرعية 85% من الأراضي اليمنية التي احتلتها إيران المتمثلة في الميليشيات الحوثية، وقد تركزت أهداف عملية عاصفة الحزم على إعادة الشرعية لليمن، تلبية لاستنجاد الرئيس اليمني لدحر المد الإيراني في اليمن، وتحريره من قبضة الميليشيات، والتي تكللت بنجاحات منقطعة النظير. تلتها عملية إعادة الأمل التي تهدف إلى استئناف العملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، واستمرار حماية الشعب اليمني وتكثيف المساعدات الإغاثية والطبية للشعب اليمني في المناطق المتضررة من الميليشيات الحوثية الانقلابية، كما حرصت على إفساح المجال للجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية، والتصدي للتحركات والعمليات العسكرية للميليشيات الحوثية الموالية لإيران. وتبنت المملكة لاحقا مشروع إعادة إعمار اليمن بإطلاقها في بدايته 8 مشاريع هي الأقوى بين مثيلاتها، تتنوع ما بين تنموية واقتصادية وصحية، بتكلفة وصلت إلى 133 مليون دولار ضمن خطة لإعادة نهضة اليمن، ولا يتوقف الدعم السعودي لليمن عند ذلك وحسب، فقد بلغت كلفة المساعدات السعودية لليمن منذ 2015 وحتى الآن ما يزيد على 14.5 مليار دولار. وفي ظل تلك الجهود والعلاقات المتينة سعت أصوات نشاز للتشويش على حوار جدة، كما سعت جاهدة للتشويش على اتفاق الرياض، لعلمها اليقين أنه حجر الأساس لإعادة اليمن سعيدا كما كان، فمن مصلحة هؤلاء ألا يعود استقرار اليمن، لكن الشعب اليمني الواحد يقف صفا واحدا متصديا لكل ذلك، عازما على وحدة وطنه وإعادة إعماره.
مشاركة :