قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إنه لم يسجل التاريخ أن جمع لأمير أو رئيس حشد كما حشد لرسول الله في خطبة الوداع الذي قال فيها "أيها الناس إن أموالكم أعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ولا فضل لعربي على أعجمى إلا بالتقوى، أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه ، لا تظلموا لا تظلموا".وأضاف شيخ الأزهر في كلمته باحتفال وزارة الاوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمركز المنارة، أنه لم ينس النبي النساء أعمدة الأسرة في آخر الخطبة فقال للناس: "اتقوا الله في النساء" منوها أن الخطبة لم تكن للمسلمين خاصة وإنما كانت للناس كافة، ولم يعش بعد هذا الموقف إلا ثلاثة أشهر لحق بعدها بالرفيق الأعلى .وأشار إلى أن النبي حذر من فوضى الدماء والعبث بالأعراض، ولا عجب في ذلك فهي حرمات أولي للإنسان والمجتمع على السواء ويستحيل على مجتمع ينشد السعادة والإستقرار إلا إذا ارتكز على حرمة الدم وحرمة الملكية وحرمة العرض والشرف.وتابع: أمة الإسلام أول من خرج على هذا الدستور الخالد ونتيجة ذلك غرقت الأمة في مستنقع من الفوضى والبأس الشديد ولم يتبعوا ما أمر به النبي في خطبة الوداع في شأن هذه الحرمات الثلاث، وكأن النبي يشير إلى ظهور أمة من بعده تستبيح هذه الحرمات، فراحت تقتل وتقطع الرقاب وتغتال في غدر وخسة وتستبيح أعراض الحرائر في الفواحش.وذكر أن المجتمعات التي لا تفرض سيطرتها على مقدرات الشعوب لا محل لها إلا السقوط والإنهيار وستكون حبرا على ورق عاجلا أم آجلا، كما حذر النبي من الظلم وكرر التحذير منه لأن له أثر تدميري على الدول والمجتمعات والقرآن حذر منه في 190 آية وحذر منه النبي في 70 حديثا.كما حذر النبي من ظاهرة الثأر وختم خطبته بقوله "وإني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به لن تضلوا بعدي أبدا".
مشاركة :