شخصيات أثرت في حياتى «1-2»

  • 11/8/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

منذ فترة اتصل بى تلميذى العزيز د.أسامة السعيد رئيس قسم التحقيقات الصحفية بصحيفة «الأخبار» طالبًا منى أن أكتب عن أهم عشر شخصيات أثرت في حياتى لنشرها في باب تقوم الصحيفة بتدشينه في وقتٍ قريب، فاحترت كثيرًا في اختيار الشخصيات العشر، هل هم الشخصيات القريبة منى بحكم النشأة والتربية والقرابة.. الأب والأم وأشقائى وشقيقاتى وجدى وجدتى والأعمام والأخوال؟.. هل هم مَن علمونى طوال حياتى في مختلف مراحل التعليم من أساتذة عظام لا أنسى فضلهم ما حييت؟، هل هم مَن تفاعلت معهم عن قُرب وأثروا في شخصيتي؟.. هل هم مَن تفاعلت معهم عن بُعد من خلال مطالعة كتبهم وقراءة أبحاثهم وإسهاماتهم العلمية؟ وبعد كل هذه الحيْرة اعتذرت عن الكتابة في الموضوع متعللًا بانشغالى بأعمال عديدة واعدًا إياه بكتابة الموضوع في وقتٍ لاحق.وبعد بضعة أيام، وبعد أن رسيت على شواطئ الاستقرار والطمأنينة في اختيار عشر شخصيات تجمع بين كل صنوف الشخصيات التى استبد بى القلق والحيرة في معايير اختيارها، وتم نشر الموضوع بعد أن تم اختصاره لاعتبارات متعلقة بمساحة الباب، لذا يطيب لى أن أنشر ما كتبته كاملًا عن هذه الشخصيات العشر التى أثرت في مسيرة الحياة الطويلة الزاخرة بكل الانتصار والانكسار.. بكل الأفراح والأتراح.. بأوج الصحة وتأوهات التعب والإرهاق.. بشرخ الشباب وشيب الشُياب.. بحب الوطن والدفاع عنه والاستعداد للموت في سبيله في أحلك اللحظات التى مرت على هذا البلد، عندما كانت كتيبة «البوابة» و«المركز العربى للبحوث والدراسات» يواجهون جماعات التطرف والإرهاب بالقوة الناعمة.. بالفكرة والحجة والبرهان. لعل أول الشخصيات التى غيرت مجرى حياتي، وعملت على تغيير أجندتى البحثية، سواء في البحوث التى أُجريها أو أوجه تلاميذى في الماجستير والدكتوراة للاهتمام بها، شخصية الرئيس عبدالفتاح السيسي؛ منذ أن تولى منصب وزير الدفاع والقيادة العامة للقوات المسلحة، ومنذ الثالث من يوليو 2013، مع إعلان خارطة المستقبل، بدأت صناعة جديدة في مصر لم تشهدها طوال ما يزيد عن ثلاثة عقود وهى صناعة الأمل.. الأمل في الغد.. الأمل في بكرة.. في حياة كريمة وآمنة ومستقرة لكل المصريين على اختلافهم رجالًا وشبابًا ونساءً.. وهو الأملُ المفقود الذى لم يجده الشباب في السابق، فكانوا هم طليعةُ الثورتيْن اللتيْن أودتا بهما إلى غياهب ظلمات التاريخ.لقد خاطب الرئيس جينات الدافعية والإنجاز لدى المصريين، والتى غالبًا ما يتم استنهاضها في الأوقات الحرجة والعصيبة من عمر الوطن، وأدرك الرئيس أنه قد آن الأوان لاستنهاض هذه الجينات وحثها على العمل والإنتاج للانطلاق بسفينة الوطن إلى الأمام. إن الرئيس السيسي يمثل القدوة والمثل لكل مواطن مصرى شريف يريد أن يعمل لصالح هذا الوطن.وكانت الشخصية الثانية، وهى شخصية اعتبارية، التى أثرت في حياتى هى القوات المسلحة المصرية؛ فرغم اهتمام القوات المسلحة بمهنيتها ومهمتها الأساسية في الدفاع عن مصر ضد أعدائها، إلا أنها لم تهمل دورها كمدرسة للوطنية المصرية من حيث الاهتمام بالشأن الداخلى الذى كان من الملحوظ أنه أخذ في التدهور في ظل حكم مرسى وجماعة الإخوان.وقد أوضحت نتائج دراسة ميدانية مهمة أن طبيعة الصورة الذهنية التى يحملها الجمهور المصرى للمؤسسة العسكرية «إيجابية»، حيث عبر غالبية المصريين عن شعورهم الإيجابى الطيب نحوها؛ وذلك لأنهم يروْن أنها مؤسسة وطنية، ومواقفها إيجابية وواضحة نحو متطلبات الشعب المصري، إضافة إلى دقتها وموضوعيتها في التعامل مع الأحداث، كما أن غالبية المبحوثين يروْن أنها أدت دورها بشكل جيد ومنضبط. وينظر غالبية المصريين إلى المؤسسة العسكرية وقادتها على أنهما كيان واحد منضبط ومتماسك، ويحكمهما ثوابت في اتخاذ القرار، وعبَّر غالبية المبحوثين عن قربهم النفسى والعقلى من القيادات العسكرية، وجاء في مقدمة القيادات القريبة من المبحوثين الرئيس عبدالفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة.لقد تفتح وعيى على انتصار أكتوبر 1973 ومتابعة أحداث الحرب من بيانات القوات المسلحة في الإذاعة المصرية، وشراء الصحف المصرية صباح كل يوم، وأنا على أعتاب عامى الثامن، ومن هنا قررت أن ألتحق بكلية الإعلام منذ نعومة أظافري.الشخصية الثالثة التى عملت على تشكيل وصقل شخصيتى وبلورة مشروع بحثى متميز أقوم عليه حتى اليوم أستاذى الراحل العظيم السيد يسين أستاذ علم الاجتماع السياسي؛ فعند إعادة إطلاق «المركز العربى للبحوث والدراسات» في عام ٢٠١٣ في أعقاب ثورة 30 يونيو، للتصدى لظاهرة الإسلام السياسى التى اكتوت مصر بنيرانها غير الصديقة، والتى أزاحت جماعة «الإخوان» الإرهابية من سُدة الحكم، قام السيد يسين بتكوين فريقٍ بحثى يضم نخبة من الخبراء والباحثين في مجالات عدة، لتفنيد ظاهرة الإسلام السياسي، وكان كل خبير أو باحث على رأس مجاله والأبرز فيه، وكلفنى (الأستاذ) برئاسة وحدة الدراسات الإعلامية بالمركز، لرصد العلاقة الجدلية بين الإعلام والإسلام السياسي، وهى المساحة التى أعمل عليها في دراساتى ورسائل الماجستير والدكتوراة التى أقوم بالإشراف عليها.لقد كان السيد يسين يلوم أى خبير يتأخر عن موعد اجتماع مجلس الخبراء المقدس في الثانية عشرة ظهر كل يوم ثلاثاء، وكان يقول إن أبى كان رجلًا «عسكريًا»، ونشأت وتربيت في معسكر، وأنا منذ ذلك الحين غاية في الالتزام، وكان التزامه الصارم يُشعر بعضنا بالخجل إذا تأخر عن موعد الاجتماع.وفى الأسبوع المقبل نستكمل الحديث عن سائر الشخصيات التى أثرت في مسيرة حياتي.

مشاركة :