انتقد وزيرا خارجية الولايات المتحدة وألمانيا، وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حلف شمال الأطلسي بأنه في حالة "موت إكلينيكي". وأكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، خلال مشاركته بمناسبة سقوط جدار برلين، أن الحلف هو أحد أهم التحالفات على مر التاريخ، ولا يزال حاسما. وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في المؤتمر الصحفي اليوم: "لا أعتقد بأن حلف شمال الأطلسي مات إكلينيكيا". كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال إن "ما نعيشه حاليا هو موت سريري لحلف شمال الأطلسي"، مرجعا ذلك إلى الابتعاد الأمريكي وسلوك تركيا العضو في الحلف. وأضاف ماكرون، في مقابلة مع مجلة "ذي إيكونوميست" الأسبوعية نشرتها الخميس، أنه "يجب أن نوضح الآن ما هي الغايات الاستراتيجية لحلف الأطلسي"، داعيا من جديد إلى "تعزيز" أوروبا الدفاعية قبيل قمة لحلف "الناتو" في لندن مطلع ديسمبر. وتابع: "ليس هناك أي تنسيق للقرار الاستراتيجي للولايات المتحدة مع شركائها في حلف شمال الأطلسي ونحن نشهد عدوانا من شريك آخر في الحلف، تركيا، في منطقة تتعرض مصالحنا فيها للخطر، من دون تنسيق"، معتبرا أن "ما حصل يمثل مشكلة كبيرة للحلف". ووسط تلك الظروف تساءل الرئيس الفرنسي بشكل خاص عن مستقبل المادة الخامسة من معاهدة الحلف الأطلسي التي تنص على تضامن عسكري بين أعضاء التحالف في حال تعرض أحدهم لهجوم. وقال ماكرون: "ما هي المادة 5 غدا؟ إذا قرر نظام بشار الأسد الرد على تركيا، هل سنقوم بالتدخل؟ هذا سؤال حقيقي". وأضاف: "نحن ملتزمون بمحاربة داعش، المفارقة هي أن القرار الأمريكي والهجوم التركي في الحالتين لهما النتيجة نفسها: التضحية بشركائنا على الأرض الذين حاربوا داعش، قوات سوريا الديمقراطية". وتلقت قوات سوريا الديمقراطية، وغالبية عناصرها من المقاتلين الأكراد، دعما من تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي قبل الانسحاب الأخير للأمريكيين. ويرى ماكرون أن هذا "من جهة يزيد من أهمية أوروبا الدفاعية.. أوروبا يتعين عليها أن تتمتع بالقدرة الاستراتيجية والعسكرية، ومن جهة أخرى إعادة فتح حوار استراتيجي من دون أي سذاجة وهو ما يحتاج إلى وقت مع روسيا". ويلتقي بومبيو مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين، غدا الجمعة، ووزيرة الدفاع أنجريت كرامب-كارنباور ووزير المالية أولاف شولتس. جدير بالذكر أن بومبيو قد خدم بالجيش الأمريكي الذ كانو متواجدا في ألمانيا خلال المراحل الأخيرة من الحرب الباردة، ومن المرجح أن تركز رحلته بشكل مكثف على انهيار الشيوعية في أوروبا. ومن المرتقب أن يثير وزير الخارجية الأمريكي، قضايا، مثل "الإنفاق الدفاعي، وتكنولوجيا الجيل الخامس، وخط أنابيب "نورد ستريم 2"/تيار الشمال 2"، وجميع مجالات الاحتكاك بين حليفي الناتو"، وهي ملفات مثيرة للخلاف بين أوروبا والمانيا وبين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. يشار إلى أن الولايات المتحدة تهدد الاتحاد الأوروبي برسوم جمركية عقابية قد تؤثر على صناعة السيارات الألمانية بشدة. وكانت آخر زيارة رسمية لبومبيو في برلين أواخر مايو الماضي. يشار إلى أنه من غير المستبعد أن يتطرق بومبيو خلال زيارته الثانية لألمانيا كوزير خارجية الولايات المتحدة، أيضا، إلى عدد من القضايا الخلافية بين البلدين، حيث تعاني العلاقات الألمانية الأمريكية من التوتر، منذ تولي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، منصبه مطلع عام 2017. وتتهم الحكومة الأمريكية ألمانيا، حليفتها داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بضعف إنفاقها العسكري، وتنتقد إضافة إلى ذلك مشروع خط الغاز نورد ستريم 2 الألماني الروسي الذي له أن ينقل الغاز الروسي إلى أوروبا. كما تهدد أمريكا الاتحاد الأوروبي بعقوبات جمركية، وهو ما من شأنه أن يضر بقطاع صناعة السيارات في ألمانيا بشكل خاص.
مشاركة :