القاهرة:«الخليج» تمكنت مصر من تحقيق ثلاثة مكاسب مهمة في مفاوضات سد النهضة، التي جرت في واشنطن، أمس، بين وزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا، والتي استمرت حتى فجر أمس، الخميس، برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.استطاعت مصر في هذه المفاوضات إلزام إثيوبيا بجدول زمني للمفاوضات، حيث تم تحديد سقف زمني لها، بنهاية 15 يناير/كانون الثاني المقبل. وتمكنت مصر أيضاً من تطبيق ما جاء في وثيقة الاتفاق الإطاري، الموقعة بين قادة مصر والسودان وإثيوبيا في الخرطوم عام 2015، والتي نصت على استحضار طرف دولي، في المفاوضات، عند عجز الدول الثلاث عن التوصل لاتفاق بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، حيث حضر البنك الدولي مفاوضات واشنطن، كطرف دولي مرجح، قادر على حسم الخلافات. ويضاف إلى ذلك أن مصر نجحت، في مفاوضات واشنطن، في حصر الخلاف في الجوانب الفنية، بإعادة الاتفاق على عودة المفاوضات بين وزراء الموارد المائية، المعنيين بهذه الجوانب، حيث تقرر عقد 4 اجتماعات في واشنطن لهؤلاء الوزراء، لحسم القضايا الفنية، المختلف عليها، بشأن قواعد ملء وتشغيل السد، كما تقرر عقد اجتماعين منهما في واشنطن، بحضور أمريكي، والبنك الدولي، وهو ما يضع مسار المفاوضات أمام وجهته الصحيحة، باعتبارها مفاوضات فنية، تعتمد على ما انتهى إليه رأي المكتب الاستشاري الفرنسي.وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد استقبل وزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا، وغرّد على صفحته الرسمية بموقع «تويتر»، ما يؤكد أن المفاوضات كانت مثمرة وإيجابية، حيث قال: إن الاجتماع بشأن الخلاف المتعلق بسد النهضة مضى بشكل جيد، مضيفاً أنه التقى وزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا للمساعدة في حل الخلاف بشأن سد النهضة. وعقب انتهاء الاجتماع صرح سامح شكري، وزير الخارجية المصري، فجر أمس، بأن الاجتماع عُقد برعاية أمريكية مُقَدَّرة، وبمشاركة رئيس البنك الدولي، مؤكداً أن الاجتماعات أسفرت عن نتائج إيجابية، من شأنها أن تضبط مسار المفاوضات، وتضع له جدولًا زمنيًا واضحاً ومحدداً.وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، بأن شكري أكد أنه تقرر أن يتم عقد أربعة اجتماعات عاجلة للدول الثلاث، على مستوى وزراء الموارد المائية، وبمشاركة ممثلي الولايات المتحدة والبنك الدولي، تنتهي بالتوصل إلى اتفاق حول ملء وتشغيل سد النهضة، خلال شهرين بحلول 15 يناير 2020، على أن يتخلل هذه الاجتماعات لقاءان في واشنطن، بدعوة من وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين، لتقييم التقدم المحرز في هذه المفاوضات.وأعرب الوزير المصري، عن تقدير الرئيس عبد الفتاح السيسي العميق لرعاية الرئيس ترامب لهذه المفاوضات، واستقباله الوزراء الثلاثة والدور البنّاء والمحوري الذي يضطلع به ترامب والولايات المتحدة، وبما يعكس عمق العلاقات الاستراتيجية، التي تربط بين مصر والولايات المتحدة، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في التوصل لاتفاق حول ملء وتشغيل سد النهضة، وبما يعزز من تحقيق الاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الإفريقي.وأكد شكري أن مصر تسعى للتوصل، إلى اتفاق متوازن يمكّن إثيوبيا من تحقيق الغرض من سد النهضة، وهو توليد الكهرباء، دون المساس بمصالح مصر المائية وحقوقها، وأن مياه النيل هي مسألة وجودية بالنسبة لمصر.
مشاركة :