حديث عن أهداف وإنجازات صندوق الأوبك للتنمية الدولية (أوفيد)

  • 11/8/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تحدث الأستاذ سليمان الجاسر الحربش مدير عام صندوق الأوبك للتنمية الدوليّة (أوفيد) عن تجربته في إدارة الصندوق، وأبرز أهدافه، وإنجازاته في دعم المشاريع الإنسانية، والدور الإنساني الرائد للملكة العربية السعودية على مستوى العالم، وأهداف الأمم المتحدة الإنمائية، والهدف المفقود الذي سعى الصندوق لتحقيقه، جاء ذلك في لقاء أداره الدكتور عبدالعزيز بن صالح بن سلمه بـ»دارة العرب» يوم السبت 5 ربيع الأول 1441هـ الواقع في 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 2019م. وأوضح الأستاذ سليمان الجاسر الحربش بأن القضايا التي كانت تُناقش قبل عقود في المؤتمرات والندوات لا تختلف عن القضايا التي يتم نقاشها اليوم حيث لم تكن هناك أجندة واضحة للدول الأعضاء سوى الفصل التاسع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يعالج قضايا البطالة ومستوى المعيشة وتوفير الأعمال، وقال: إن آخر إحصائية لعدد سكان العالم الذين يحصلون على دولار وتسعين سنتًا فما أقل بلغوا 10% من سكان العالم؛ أي: ما يقارب 800 مليون نسمة. وقال: إن بداية السبعينات شهدت حدثًا مهمًا في صناعة النفط، وهو الانفصام بين من يصنع القرار ومن ينتج النفط وانتقل القرار من الشركات المصنعة إلى الدول المنتجة؛ فأصبحت الدول والأوبك لها وزنها الذي بدأ يتعاظم وبدأت الدول الأعضاء في الأوبك تنظيم علاقتهم مع الدول الصناعية والدول النامية. وأوضح أن صندوق (أوفيد) ليس فرعًا من الأوبك ولكنه منظمة مستقلة تملكه الدول الأعضاء المصدرة للنفط وهو واحد من عشرة صناديق تملكها الدول الأعضاء في الأوبك، والمملكة تسهم في النصيب الأوفر من هذه الصناديق، وقال: إن المملكة تصرف من دخلها الوطني على قضايا التنمية أكثر من الدول الصناعية والهدف الإنمائي للأمم المتحدة، وحسب الخطاب الذي ألقاه معالي د.إبراهيم العساف في أديس أبابا 2015م فإن المملكة صرفت 6% بينما لم يصل إلى 1.7% سوى الدول الإسكندنافية والمملكة المتحدة، وهدف الصندوق مساعدة الدول النامية والدول الأكثر فقرًا، ويعمل من خلال أربع أدوات: القروض الميسرة للقطاع العام، والقروض الميسرة للقطاع الخاص، والمنح، وبرنامج التجارة الخارجية. وقد صرف الصندوق منذ قيامه إلى الآن أكثر من 22 بليون دولار يعمل به حوالي 180 نسمة 50% منهم من السيدات، وهو قائم حاليًا في فينا، ويخدم 130 دولة، ويؤدي أعماله عن طريق برنامج الإقراض، وقال: إن مدة المشروع 20 سنة منها 5 سنوات فترة سماح، وعليه رقابة مستمرة، ونسبة التسديد 97% . وركز المحاور على ثلاثة محاور رئيسة هي: الإعلام، والرؤية، والموارد البشرية، وتحدث عن حملة التغيير التي أحدثها الفريق، وعن الجوائز التي دعمها الصندوق، والمبادرات والأعمال التي تبنّى دعمها، وتوقيع اتفاقيات التفاهم مع عدد من البنوك، ومعارض رسوم الأطفال، ونشر المجلات والنشرات والعديد من الأعمال الإعلامية التي أبرزت هوية صندوق الأوبك للتنمية الدولية (أوفيد)، وأكد على أهمية الموارد البشرية المدربة من ذوي الكفاية والخبرة لنجاح أية مؤسسة. وقال: إن أهداف الأمم المتحدة الإنمائية تكمن في القضاء على الفقر المدقع والجوع، وتحقيق تعميم التعليم الابتدائي، وتعزيز المساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة، وتقليل وفيات الأطفال، وتحسين الصحة النفاسية، ومكافحة فيروس المناعة البشرية / الإيدز والملاريا وغيرها من الأمراض، وكفالة الاستدامة البيئية، وإقامة شراكة عالمية من أجل التنمية. وأشار إلى أن تخفيف حدة فقر الطاقة هو الهدف الإنمائي المفقود للألفية؛ حيث تعهّد مجلس (أوفيد) الوزاري عام 2012م بتخصيص 1 بليون دولار أمريكي كحد أدنى يتجدد بصفة دوريّة لتمويل مبادرة (أوفيد) «الطاقة من أجل الفقراء» وتعزيز قدراته للعمل من أجل تخفيف حدة فقر الطاقة، وذكر أن 1.3 مليار نسمة في العالم لا يملكون كهرباء وهناك مليارا نسمة ما يزالون يستخدمون الوقود العضوي مثل: الحطب وغيره للطبخ، وهناك أكثر من 4 إلى 5 ملايين يموتون سنويًا بسبب استنشاق الهواء الفاسد حسب تقارير منظمة الصحة العالمية. وتحدث عن الدور الإنساني للملكة العربية السعودية بعد أن حدث ارتفاع مفاجئ لسعر النفط الخام وسبب ذعرًا في السوق؛ حيث دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -رحمه الله-لمؤتمر المنتجين والمستهلكين في جدة، وألقى خطابًا تحدث فيه عن التضامن والأخوة، واقترح على المجلس الوزراي لصندوق الأوبك للنظر في تخصيص مليار دولار لمكافحة فقر الطاقة، وصدر القرار بمنح (أوفيد) مليار دولار، ويعد هذا نصرًا لها؛ حيث إن إيران حتى اليوم لا تزال عليها متأخرات من الثمانينات، ونزلت نسبتها من 14% إلى أقل من 10% بينما ارتفعت نسبة المملكة إلى 34.5% لتتصدر المرتبة الأولى مكافأةً لالتزامتها بالتسديد ومبادرتها بالمساهمة. وقال: إن أهداف التنمية المستدامة صدرت في سبتمبر 2015م وهي 17 هدفًا، ولها 169 هدف تفصيلي لآلية التنفيذ وفي معالجة الفقر والمجاعة. وقال: إن أول ورشة عمل عُقدت للنظر في الطرق الكفيلة لمعالجة فقر الطاقة كانت في مؤتمر الأوبك بالرياض عام 2007م تلاها عدد من المحطات، واعتمدت (أوفيد) في إستراتيجيتها لتنفيذ مكافحة فقر الطاقة على ثلاثة مناحٍ الأول: عقد المؤتمرات والترويج للهدف المفقود والورش والمناقشات، والثاني: تنفيذ مشاريع صغيرة على الطبيعة؛ مثل: توفير المصابيح التي تعمل على الطاقة الشمسية للطلاب، والثالث: التحالف مع عدد من الشركات لتبادل المعلومات وعقد اللقاءات لهذا الغرض. واختتم لقاءه بما أنجزه صندوق الأوبك للتنمية الدولية (أوفيد) والدور الإنساني الذي جاء عبر المنح ودعم المشاريع الإنسانية ودعم ومساعدات الشعوب المنكوبة مثل: الفلسطينيين وغيرهم من النازحين واللاجئين في مختلف المجالات الإنسانية من الأمن الغذائي والتعليم والصحة، والجوائز السنوية التي يقدمها الصندوق، ودعمه لمختلف المبادرات والأعمال الإنسانية. جدير بالذكر فإن أ.د. فضل العماري سيقدّم محاضرة بعنوان: «الأسد في جزيرة العرب: قراءة في ديوان الشعر العربيّ»، يديرها أ.د. منذر كفافي، ضحى السبت 12 ربيع الأوّل 1441هـ الواقع في 9 تشرين الثانيّ (نوفمبر) 2019م في «دارة العرب»؛ مجلس الشيخ حمد الجاسر رحمه الله.

مشاركة :