القضاء اللبناني يباشر التحقيق مع مسؤولين في قضايا فساد مع تواصل الاحتجاجات

  • 11/8/2019
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت – (أ ف ب): باشر القضاء اللبناني أمس التحقيق مع عدد من كبار المسؤولين حول قضايا فساد بينهم رئيس سابق للوزراء، بحسب مصدر رسمي، وذلك على خلفية احتجاجات تطالب بتنحي الطبقة السياسية. ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر تحركًا شعبيًا غير مسبوق تسبب بشلل في البلاد شمل إغلاق مدارس وجامعات ومؤسسات ومصارف في أول أسبوعين من الحراك الذي بدأ على خلفية مطالب معيشية. وادعى النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم على المدير العام للجمارك بدري الضاهر بجرم «هدر المال العام»، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام. وأمرت النيابة العامة بالمباشرة في تحقيقات تطال «كل الوزراء في الحكومات المتعاقبة منذ عام 1990 وحتى تاريخه». ويأتي ذلك نتيجة شكوى بحق الوزراء قدّمها الأسبوع الماضي عدد من المحامين إلى النيابة العامة التمييزية «بجرائم اختلاس وتبديد أموال وإهدار المال العام لمنافع شخصية ومادية واستغلال نفوذ وسلطة ما ألحق أضرارا جسيمة بالمواطن اللبناني»، وفق الوكالة. واستمع النائب العام المالي أمس إلى إفادة رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة طوال ثلاث ساعات في ما يخصّ صرف مبلغ 11 مليار دولار عندما كان رئيسا للحكومة بين عامي 2006 و2008. وسبق أن نفى السنيورة قبل بضعة أشهر تورطه في اختلاس الأموال العامة. وأكد رئيس الجمهورية ميشال عون الأربعاء أن «الحكومة العتيدة ستضمّ وزراء يتمتعون بالكفاءة وبعيدين عن شبهات الفساد»، مشيرًا إلى أن «17 ملفًا تتعلق بالفساد أحيلت إلى التحقيق وسيتم السير بها». وفي الأيام الأخيرة، اتخذ القضاء خطوات عدة في ما يخصّ مكافحة الفساد لكن هذه التدابير لا تكفي لتنفيس الاحتقان في الشارع. ويشغل لبنان حاليًا المرتبة الـ138 من أصل 180 بلدًا في تصنيف تعده منظمة الشفافية الدولية للدول الأكثر فسادًا. وادعى النائب العام المالي الأربعاء على رئيس مصلحة سلامة الطيران المدني في مطار بيروت عمر قدوحة «بجرم اختلاس أموال عامة وقبول رشى»، وفق الوكالة الوطنية. وأطلقت ملاحقات قضائية أخرى في إطار الفساد بحقّ رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي وبنك عودة بتهم «الإثراء غير المشروع»، وبحق الوزير السابق فايز شكر بجرم «الإهمال الوظيفي». في غضون ذلك تظاهر آلاف الطلاب اللبنانيين أمس في مختلف المناطق مع دخول الحراك الشعبي غير المسبوق أسبوعه الرابع، في وقت أزال محتجّون صور زعماء بينهم رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري من مدينة طرابلس في شمال لبنان. واحتشد مئات الطلاب أمس أمام وزارة التربية والتعليم العالي في بيروت، رافعين الأعلام اللبنانية ومطالبين بمستقبل أفضل. ورُفعت لافتات كُتب على إحداها «لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس». ونظم طلاب آخرون تظاهرات عدة ومسيرات في جميع أنحاء لبنان ولا سيما في الأشرفية شرق العاصمة وجونية شمال العاصمة وشكا وطرابلس شمالا وصيدا والنبطية جنوبًا وبعلبك شرقًا. وانتقل التلاميذ من مدرسة إلى أخرى، داعين زملاءهم إلى الالتحاق بالحراك. واحتشد الطلاب في مناطق مختلفة أمام مصارف ومدارس وجامعات ومرافق عامة، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية. كما تجمّع عدد من المحتجّين أمام مجلس النواب في إطار التحركات لإقفال المرافق الحكومية. وتحت ضغط الشارع، استقال الحريري في 29 أكتوبر، لكن التأخر في بدء الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس جديد للحكومة يثير غضب المحتجين. والتقى الحريري وعون بعد ظهر أمس في القصر الجمهوري في بعبدا شرق العاصمة. وقال الحريري في تصريح مقتضب بعد اللقاء إنه زار الرئيس «للتشاور في موضوع الحكومة، وسنكمل المشاورات مع باقي الفرقاء»، من دون مزيد من التفاصيل. وفيما يطالب المحتجون بحكومة اختصاصيين أو تكنوقراط تعالج المشاكل المعيشية التي يعاني منها الشعب، ترفض أحزاب سياسية تحظى بالنفوذ، لا سيما حزب الله، هذا الطرح.

مشاركة :