لم تكن حياة الشهرة والأضواء هي تلك التي ينشدها الممثل المصري هيثم أحمد زكي، رغم كونه ولد لأب وأم اشتهرا في الوسط الفني إلا أن حياته لم تأخذ من عالم الفن سوى التراجيديا. هيثم، الذي وجد نفسه ممثلاً للمرة الأولى في حياته بسبب وفاة والده أحمد زكي أثناء تصوير فيلم "حليم" فقرر المخرج شريف عرفة أن يستعين بالشاب الصغير من أجل إنجاز ما تبقى من العمل. ومع تصاعد خطواته في عالم الفن، إلا أنه كان دائماً ما يشعر بالوحدة ويرى أنها العامل المشترك الذي جمع بينه وبين والده الراحل، ولم يكن يعوضه عن ذلك سوى كلمات الجمهور والمحبين له بين الحين والآخر. ويبدو أن المعاناة التي كان يعيشها هيثم كانت واضحة للجميع، حيث غرد المخرج عمرو عرفة ليسرد جزءاً منها، مؤكداً أن والدته الفنانة هالة فؤاد توفيت وهو في السادسة من عمره. ورحلت الأم وهي في منتصف الثلاثينيات بعد معاناة مع مرض السرطان، فتولى جده وجدته رعايته، إلا أنهما رحلا واحداً تلو الآخر، وكان وقتها يبلغ من العمر 14 عاماً، لتنتقل مسؤوليته إلى خاله هشام فؤاد. غير أن الأمر لم يدم سوى عامين بعدما رحل خاله، حيث كان هيثم في السادسة عشرة من عمره لينتقل للعيش مع والده. وظل مع والده لـ5 سنوات قبل وفاة الأخير وهو في الخامسة والخمسين من عمره بعد معاناة طويلة مع سرطان الرئة، فترك هيثم وهو في الـ21 من عمره. ومنذ ذلك الوقت، ظل الشاب وحيداً، ولم يترك أي مناسبة تلفزيونية يتحدث فيها سوى ويشير إلى هذا الأمر ومدى الألم الذي يسببه له، وكونه القاسم المشترك بينه وبين والده الراحل الذي كان يشعر بالوحدة أيضاً. ومثلما بدأت رحلته الفنية مع المخرج شريف عرفة في فيلم "حليم"، انتهت أيضاً مع نفس المخرج الذي استعان به في فيلم "الكنز".
مشاركة :