أمير جازان: لن نسمح بهدر المال العام

  • 5/12/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في الجزء الثاني من حوار «عكاظ» حث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان، جميع المسؤولين والقيادات في المنطقة على فتح أبواب مكاتبهم للمواطنين اتساقا مع نهج وسياسة الباب المفتوح، مؤكدا في ذات الوقت انه لن يسمح بهدر المال العام وتعطيل المشاريع وضرب مثلا بمشروع حيوي في المنطقة اعترض عليه مواطن وتوقف العمل بلا مبررات فاضطر للتدخل حتى يستأنف المشروع الذي يحقق الفائدة والمصلحة العامة . واوضح سمو الأمير حرصه على تشجيع الاستثمار في المنطقة مفيدا بأن رأس المال «جبان» في بعض الاحيان وهو الامر الذي يلزم حمايتهم بالتدقيق في دراسة الجدوى ومنعهم من « المغامرة. • جازان الى أين تمضي الآن ؟ •• منذ مجيئي إلى جازان وانا أبذل كل ما استطيع من اجل توفير كل احتياجات المنطقة، وطموحات الإنسان ليس لها حدود ، فلذلك مهما عملنا أو اجتهدنا ليس لنا منة أو معروف في هذا الشأن ، خاصة والدولة تعتمد ميزانيات ضخمة للعديد من المشاريع، وما علينا سوى أن نشمر عن سواعدنا ونعمل ونحث أفرع الوزارات في المنطقة على العمل وفق ما هو متاح وتوزيعه على أساس التنمية الشاملة للقرى والمحافظات والمراكز. نعم.. هناك مشاريع متعثرة • لكن يا سمو الأمير هناك بعض المشاريع المتعثرة .. ما هي الحلول التي اتخذتموها للقضاء على تعثر المشاريع في المنطقة ؟ •• مع الأسف الشديد هناك تعثر لبعض المشاريع ما يؤثر على الخطط التنموية العامة للمنطقة، وهذا لا يعني أن جميع المشاريع متعثرة ، هناك مشاريع انجزت ولله الحمد وكانت لها بصمة كبيرة في المنطقة، و نسأل الله تعالى أن يدل المسؤولين على إيجاد أنظمة تقضي على تعثُّر هذه المشاريع ونحن في المنطقة لدينا مجلس المنطقة وتتفرع منه عدة لجان منها لجنة التخطيط والمتابعة مختصة بمراقبة تنفيذ المشاريع عن طريق المراقبة الميدانية أو ما يرفع لها عن طريق المجالس المحلية والمحافظين ورؤساء المراكز والمواطنين، وعلى الجميع العمل كفريق لتحقيق الأهداف المهمة للرقي بجازان واللحاق بالركب دائما وهذا ما نسعى لتحقيقه في كل وقت دون كلل او ملل. معالجات وحلول للعشوائيات • إلى أي حد وصلت جهود سموكم للقضاء على العشوائية في جازان؟ •• نحن ولله الحمد نقضي على العشوائية بشكل كبير وملحوظ ، ولا ننفي وجود بعض المشكلات التي تكمن في زيادة هائلة في تعداد النمو السكاني ، و هناك خطط وضعتها الدولة مشكورة ممثلة في المنح السكنية، و نحن في امارة المنطقة نسعى جاهدين لوضع الخطط المستقبلية والآنية لإيجاد كافة الحلول . • كيف ينظر سموكم لأزمة السكن في المنطقة؟ •• مشكلتنا في جازان أن الطلب أكثر من العرض فلذلك أي مشروع إسكان يُقام في المنطقة يجب على الجميع الوقوف بجانبه لا اعتراضه وتعطيل العمل فيه ، وفوجئت قبل سنوات بإيقاف أحد مشاريع الإسكان لإحدى الشركات في المنطقة من قبل معترض أوقف المشروع وعطله، ووجهت بإكمال المشروع ، وإن كان للمعترض حق سيتم إعطاؤه حقه ، أما أن يوقف المشروع فلا نقبل بذلك ، فأبناء المنطقة بحاجة للمشاريع ، خاصة وأن الإيجارات مرتفعة، واستأت كثيراً مما حدث ، وأستغرب لبعض الموظفين اتخاذ إجراءات بإيقاف مشروع دون إلمام بالضوابط ودون تصعيد للموضوع إلى المسؤولين، يجب على مدير أي إدارة حكومية أن يكون على علم بأدق الأمور والتفاصيل وبتوجيهات الدولة، ويجب معرفة احتياجات المنطقة ، فلذلك يجب عليه التسهيل لأن الطلب أكثر من العرض، ونظل نحاول بقدر المستطاع تسهيل الأمر أمام المستثمر من جميع الجهات حتى نحقق المصلحة العامة للجميع. مطار على البحر • تتابعون باستمرار مشروع مطار الملك عبد الله الجديد في المنطقة .. كيف يرى سموكم سير العمل في ظل النمو السكاني الكبير في المنطقة كما اشار سموكم .. متى الانتهاء من تنفيذه؟ •• إنجاز مطار الملك عبد الله الجديد اصبح من الضرورات، خاصة مع وضع المكان الحالي . استمعنا بكل شغف خلال اجتماعنا مع الهيئة العامة للطيران المدني أثناء زيارتهم للمنطقة، وشاهدنا التصاميم التي انجزت ، وكان المطار الدولي موزعا بطريقة راقية وقابلة للتمدد ، ويتسع لعدد كبير من الطائرات ، وسيجد المواطن والسائح كل ما يحتاجه من أسواق ومطاعم ووسائل أمنية وجوازات ، وكل ما تحتاجه المطارات الدولية ، وسيكون على البحر في المنطقة الاستثمارية. واقع إلى الأفضل • منذ سنوات ..عدد الرحلات الجوية في جازان لم تزد بشكل ملحوظ ، رغم حاجة المنطقة لمزيد من الرحلات منها واليها ، في ظل التطور المستمر الذي تشهده المنطقة ماذا اتخذ سموكم حيال ذلك ؟ •• معكم حق في أن هناك تطورا سريعا في جازان وحركة مستمرة نتجت عن ذلك التطور وقيام المشاريع وارتفاع العدد السكاني، الحقيقة سبق أن تناقشت مع الجهات ذات الاختصاص حول هذا الموضوع وأوضحنا لهم حاجة المنطقة لمزيد من الرحلات الداخلية من وإلى جازان كون المنطقة ذات كثافة سكانية عالية ، وكذلك ما نشهده من مشاريع تنموية واقتصادية، ووعدت تلك الجهات بمزيد من الرحلات ، ونحن في متابعة مستمرة وسيتغير الوضع ، بإذن الله ، الى الافضل . هدر المال العام • سمو الأمير .. بعض المواطنين يشكون من تعامل بعض محافظي المحافظات في المنطقة، ويوجهون اليهم اصابع الاتهام بتسببهم في تعثر بعض المشاريع المعتمدة ، فما هو الاجراء الذي يتخذه سموكم في مثل هذه الحالات ؟ •• أؤكد لك وللجميع ان أي شكوى ترد الامارة محل اهتمام، وأتابع شكاوى المواطنين شخصيا، وقد وجهت محافظي ورؤساء البلديات بالاجتماع لمنع إهدار أموال الدولة ، كما شددت الرقابة على المحافظين الحاليين، ولن نسمح نهائيا بالتساهل في تنفيذ المشاريع، ودعوت إلى عمل مجالس استشارية لكل جهة منفذة للمشاريع لدراسة المشاريع بالتفصيل قبل الشروع في التنفيذ وليست بطرق اجتهادية وبدأنا نرى النتائج الإيجابية منهم ، بفضل وتوفيق من الله عز وجل ثم بفضل الاهتمام والمتابعة . صحة المواطن أولوية • يعلم الجميع حرص واهتمام سموكم بالقطاع الصحي في المنطقة ، فإلى أين وصل هذا الملف الصعب والهام لسكان المنطقة ؟ •• جازان مقبلة على نهضة صحية تضاهي في خدماتها المدن الكبرى بإذن الله ، فهناك عديد من المستشفيات التخصصية في طور الإنشاء ، ونسعى دائما ألا يحتاج المواطن في جازان إلى السفر لتلقي العلاج خارج المنطقة ، ولاشك أننا نعول على أبنائنا الأطباء وباقي التخصصات على القيام بدورهم المأمول من أجل خدمة أهل المنطقة ، نؤمن بأن المنطقة تزخر بعدد كبير من أبنائها القادرين على القيام بالشأن الصحي على أكمل وجه والمساهمة في الرقي به وتطويره ، و ندعم جميع جهودهم ونحرص على الإسهام معهم في الارتقاء بالخدمات الصحية بما يحقق تطلعات ولاة الأمر بهذا الشأن فحياة وصحة المواطن تعتبران من أولوياتنا دائما وستظل كذلك . التلاعب بحقوق الآخرين • تشير بعض التقارير الى أن المنطقة تقع في ترتيب متأخر مقارنة بالمناطق الأخرى فيما يتعلق بصناديق الإقراض المتنوعة ، فهل يرى سموكم ضرورة وجود حاضنات، وخاصة لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تساعد الشباب والفتيات على بناء مستقبلهم في هذه المجالات بالحصول على قروض ؟ •• هناك صناديق ولكن الاستفادة منها محدودة ، ويجب أن نبحث عن أسباب عدم الاستفادة منها، وقد يكون عدم معرفتها أو الخدمات التي تقدمها جزءا من الأسباب ويجب أن تستثمر أسوة بالمناطق الأخرى، وأنا أتفق معك أن الاستفادة منها في جازان محدودة وخاصة الزراعية والعقارية وذلك يعود إلى مشاكل الصكوك ، وبإذن الله مع النظرة البعيدة المدى، والأوامر الملكية سيتم القضاء على هذه المشكلة بالنسبة لمن يملكون الوثائق ، ولكن نحن ضد كل من يحاول أن يتلاعب بحقوق الآخرين ، أو الاعتداء على أملاك الدولة، ودورنا حماية حقوق الدولة والمواطنين، وأن نعطي لكل ذي حق حقه، وفي نفس الوقت نحارب العشوائيات ، التي تستغل من قبل المتسللين وتساعد على انتشار الجريمة ، وللمعالجة نعمل على إيجاد مناطق نمو حضري بأحزمة على القرى والمدن في المنطقة، وستتولى الأمر وزارة الإسكان ، و بدورنا نضع أمامهم صورة العوائق التي تواجه المنطقة وتحد من الحصول على قروض صناديق الإقراض، وبالنسبة للعوائق الأخرى يأتي من ضمنها عدم السداد وبالتالي يجد البنك نفسه في حرج لأنه يعتمد على هذا الأمر في الإقراض. استثمارات زراعية محدودة • يلاحظ أيضا أن هناك استثمارات محدودة وفردية من بعض المواطنين في الجانب الزراعي ، فيما نجد ان الدور غائب من جانب وزارة الزراعة حول تلك الاستثمارات ؟ •• هذه حقيقة وواقع ، هناك استثمارات على المستوى الفردي في إنتاجية الحبوب التي تشتهر بها، كذلك في المنتجات الزراعية من الفواكه الاستوائية كالمانجو والتين وغيرها من الاصناف و لم نشهد حتى الآن استثمارات كبيرة في مجال الزراعة من وزارة الزراعة او المستثمرين الكبار ، وهناك أوامر سامية صدرت بهذا الخصوص تشجع المستثمرين في الجانب الزراعي في المنطقة ، ونحن نحث رجال الأعمال ، وسنرى ذلك قريبا إلى جانب الاستزراع السمكي ، وكذلك البن وتجارب الزراعة في الأرز و الكاكاو على سبيل المثال . رأس المال جبان • جازان تضاريسها متنوعة وحباها الله بالعديد من الجزر إلا أن الاستثمار فيها لم يفعل بالصورة المرضية التي تعود بالفائدة على المنطقة؟ •• نعلم أن المنطقة ثروتها الأساسية هي بيئتها فالبيئة مهمة ولدينا أوامر سامية بتشكيل لجنة رباعية ، فأي عمل يختص بالشواطئ أو الجزر لا بد أن يمر بهذه اللجنة ، والآن الجزيرتان آمنة وأحبار، طُرحتا للاستثمار رسمياً وأجيزتا من اللجنة ، ولكن هناك متطلّبات من حرس الحدود ، يجب على المستثمر أن يقدمها وهذه آخر المطالب ، والمستثمرون يأتون بزخم كبير ولكن دائماً يطالبون بتعديلات معينة يصعب أحيانا تحقيقها ، وأصبح مجال الاستثمار متعددا والمملكة ولله الحمد عملت كثيرا من أجل الاستثمار وتستقطب مستثمرين من جميع دول العالم ، ويعلم الجميع أن رأس المال جبان ونحن بدورنا دائما ما ندفع المستثمرين إلى دراسة الجدوى ، بحيث لا يغامر أحدهم وبالتالي يتأثر استثماره ويعطي صورة غير جيدة عن المنطقة وهذا امر يهمنا جدا. لا تغلقوا أبوابكم • كيف يتصرف سموكم مع مسؤولي المنطقة ممن يغلقون أبوابهم في وجوه المواطنين ؟ •• يجب على كل مسؤول تخصيص مواعيد محددة لمقابلة المواطنين وان لا يغلق ابوابه مهما كانت الظروف، فنحن في الإمارة نستقبل المواطنين صباحا وبعد الظهر ونستمع لهم ، ومجالسنا يوم الثلاثاء مفتوحة لهم جميعا، ونتبادل معهم الآراء ونستمع اليهم بكل رحابة صدر، وبالتالي نطبق توجيهات خادم الحرمين الشريفين في سياسة الباب المفتوح ، وإلا فكيف يمكنك أن تعرف نبض الشارع وأنت موصد على نفسك الأبواب، ومن هنا أهيب بمديري أفرع الوزارات والموظفين بأننا موجودون في مواقعنا لخدمة الدين ثم الوطن والمواطن ، ودائما ما أقول لمديري الإدارات الحكومية في اجتماعاتي بهم، يجب الاستماع للمواطن ، ويجب تعويد الموظف على أنه هو في الأساس يعمل لخدمة المواطنين وانجاز مصالحهم لا تعطيلها وتأخيرها. لهذا لم أرتد البشت • لاحظ بعض المواطنين في عدد من المناسبات ومنها احتفال المهرجان الشتوي، حضور سموكم دون ارتداء «البشت» ما كان له وقع في نفوس الحضور ، فماذا لمس سموكم خلال تلك المناسبات ؟ •• هدفنا هو خدمة المنطقة والنهوض بها ، فأرى أنه كلما اقتربنا من المواطن والسماع لمطالبه واحتياجاته وسعينا لتلبيتها وتحقيقها عندها نكون قد حققنا له ما يصبو ونصبو إليه جميعا ، ولا اخفيك انني شخصيا لم أكن أتوقع أن خلع «البشت» سينال استحسان جميع الحضور في تلك المناسبات وخصوصا الأهالي الموجودين في المهرجان ، فقد وجدتهم متجمعين حولي بشكل غير معتاد ، وقررت ألا أرتديه في بعض المناسبات لكي لا أضع حاجزا بيني وبين الأهالي، وأنا شخصيا أشعر اني قريب منهم سواء بالبشت او بدونه. • شكرا سمو الأمير على إتاحة الفرصة لصحيفتكم «عكاظ» للالتقاء بكم والتحاور معكم. •• وأنا أشكركم على دوركم الهادف والبناء ، ويطيب لي أن أهنئ سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد على ما تحقق لهذه البلاد من منجزات عملاقة ورخاء وأمن تفتقده كثير من بلدان العالم وما ذلك إلا نتيجة الالتفاف حول هذه القيادة المباركة والموفقة وتطبيقها لشرع الله المطهر .. وأتمنى لهم من رب العزة والجلال السداد والتوفيق.

مشاركة :