وزير الدفاع العراقي يفشل في ضمان دعم السيستاني له في مواجهة خصومه

  • 5/12/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

فشل وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي الذي زار النجف أمس، في ضمان دعم المرجع الشيعي الأعلى آية الله العظمى علي السيستاني لإصلاحات يعتقد مؤيدوه أنه يجريها داخل وزارته. ففيما استقبل مراجع النجف الثلاثة (محمد سعيد الحكيم، ومحمد إسحق الفياض، وبشير النجفي) العبيدي، فإن عدم استقباله من قبل السيستاني كان بمثابة رسالة واضحة بعدم الرضا، طبقا لأستاذ في الحوزة العلمية بالنجف، وذلك وفق ما نقلت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الثلثاء (12 مايو / أيار 2015). لكن العبيدي التقى معتمد السيستاني في كربلاء، الشيخ عبد المهدي الكربلائي، وسلمه رسالة لم يكشف عن مضمونها، كما بحث معه التطورات الأخيرة على جبهات القتال، بالإضافة إلى ما حصل من تطورات على صعيد الصحراء الغربية، في إشارة إلى قضية النخيب التابعة إداريا لمحافظة الأنبار، والمتاخمة لكربلاء ودخلتها قوات الحشد الشعبي أخيرا. ويواجه العبيدي، الذي ينتمي إلى تحالف القوى العراقية ويتحدر من مدينة الموصل ذات الغالبية السنية حملة واسعة النطاق ومتعددة الأطراف من جهات كثيرة داخل الوزارة وخارجها، على خلفية ما يعده حلفاؤه حملة إصلاح يقودها الوزير لتطهير الوزارة من بؤر الفساد. ولكن تزامن مع ما يقوم به الوزير تبادل اتهامات مع نواب ومسؤولين، وعبر وسائل الإعلام، بالإضافة إلى ما حصل في ناظم تقسيم الثرثار، حيث لا تزال بعض الأطراف تتبنى الرأي القائل بحصول مجزرة هناك راح ضحيتها مئات الجنود المحاصرين من قبل تنظيم داعش. وفيما يبدو أن العبيدي حصل على دعم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، رغم أنه لم يلتقه خلال زيارته إلى النجف أمس، فقد أصدر الصدر بيانا دعا فيه إلى تقوية الجيش وإنهاء الخلافات الداخلية التي تعصف بالحشد الشعبي. وقال الصدر إن الحكومة وجيشها تجب تقويتها من خلال تحرير الأراضي من قبلنا لتمسك الأرض، وهذا ما لم يتم العمل عليه إلى يومنا هذا مع شديد الأسف، مبينًا أن الحوزة والاستعمار ضرتان لا تجتمعان، لذا فقد أوقفنا العمليات العسكرية في بعض المناطق لكي لا نكون شركاء مع الإرهاب الدولي وراعية الإرهاب. وتابع الصدر أن الحشد الشعبي تشكيلات جهادية ويجب العمل على تقويته وإنهاء الخلافات الداخلية التي تعصف به، إضافة إلى العمل من أجل تقريبه إلى الحكومة العراقية بعدما حدثت بعض الخلافات مع بعض فصائله. وفي هذا السياق، أكد الأكاديمي ورجل الدين الشيعي عبد الحسين الساعدي في تصريح لـالشرق الأوسط أن الأمر اللافت في زيارة وزير الدفاع خالد العبيدي إلى النجف هو عدم استقباله من قبل السيد السيستاني، وبينما لم يجر توضيح الأمر، فإن هناك احتمالين لذلك، الأول هو وجود اتفاق مسبق مع الوزير بعدم ضرورة لقائه المرجع الأعلى على أن تجري إحاطته علما عن طريق ممثليه ومعتمديه، لا سيما أن الوزير طلب مسبقا استقبال المراجع له، والثاني هو أن الوزير كان قد جاء إلى النجف من دون مواعيد مسبقة، وواجه رفض السيستاني استقباله، وهو ما يعني في حال حصول ذلك أن هذه رسالة بالغة الأهمية بشأن عدم رضا المرجعية عن التطورات الأخيرة التي حصلت في جبهات القتال والتراجع الذي حصل في الجيش بعد تحرير تكريت. وبالتزامن مع زيارة وزير الدفاع إلى النجف، فقد تناقلت عدد من وسائل الإعلام أنباء مفادها أن رئيس الوزراء حيدر العبادي أصدر أمرا بتجميد العبيدي، غير أن وزارة الدفاع نفت ذلك، وأكدت في بيان أن الوزير بجولة لزيارة العتبات المقدسة والمراجع العظام في محافظتي كربلاء والنجف المقدستين، كما يقوم في الوقت ذاته بزيارة لقيادة عمليات الفرات الأوسط للاطلاع على طبيعة الأوضاع الأمنية في قاطع المسؤولية. وفي هذا السياق، أكد الخبير الأمني سعيد الجياشي في تصريح لـالشرق الأوسط أن وزير الدفاع يواجه في الواقع حملة ظالمة لا تستند على وقائع صحيحة، وبالتالي فإنه حاول من خلال زيارته هذه التي لم يتمكن خلالها من لقاء السيد السيستاني، وهو أمر لافت ويجب التوقف عنده، أن يبدد الكثير مما يكال ضد الوزارة لا سيما على صعيد ما حصل في ناظم التقسيم بالثرثار، فضلا عن المظاهرات والاتهامات التي وجهت إلى وزارة الدفاع، مشيرا إلى أن المرجعية الدينية ومن خلال خطبة الجمعة الأخيرة أكدت على مسائل في غاية الأهمية، فيما يتعلق باتباع المعايير المهنية باختيار القادة العسكريين، فضلا عن التوازن، وهي أمور تعني أن لدى المرجعية صورة كاملة عنها، وهو ما دعا الوزير إلى التوجه هناك لتوضيح كل الملابسات الخاصة بذلك. وأوضح الجياشي أن وزارة الدفاع فيها مشكلات كثيرة، لكن الوزير يحاول تذليل الكثير من الصعوبات من خلال جولات ميدانية يقف من خلالها على تلك المشكلات، ويعمل على تذليلها قدر المستطاع.

مشاركة :