ليبيا - وكالات: رأت صحيفة التايمز أن مُرتزقة روساً قد حصلوا على حريّة الدخول إلى ليبيا، ما فسّره البعض من أنه قد يكون سبباً في تغيير دفة الصراع لصالح أمير الحرب خليفة حفتر، وقد نشرت الصحيفة البريطانية تقريراً قالت فيه إنه تم إطلاق العنان لروسيا لتكون لها الحريّة بالدخول إلى ليبيا، التي تشهد حرباً أهلية منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011. وقال التقرير: إن نشر مرتزقة روس في ليبيا هو جزء من خطة موسكو لتوسيع تأثيرها في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وسبق أن أعلنت مصادر إعلامية مختلفة أن مرتزقة روساً يُقاتلون إلى جانب خليفة حفتر في ليبيا، فضلاً عن طائرات بدون طيار وأخرى مقاتلة ومدفعية دقيقة التوجيه، وقد قتل وجرح العشرات منهم في معارك اشتركوا فيها. وتنقل الصحيفة عن محللين عسكريين غربيين، قولهم إن دخول المُرتزقة الروس جاء دون أي مُقاومة، فوصول 200 من المُرتزقة مع مقاتلات دون طيار وطائرات حربية ومقذوفات صاروخية دقيقة يهدف لرفع الرهانات في ليبيا، وحرف مسار الحرب الأهلية لصالح أمير الحرب خليفة حفتر، الذي يعمل من شرق البلاد. ومع ذلك تنفي موسكو نفياً قاطعاً وجود أي مُرتزقة في ليبيا. وتفيد الصحيفة بأنه يُعتقد أن المرتزقة هم من شركة التعهّدات الأمنية الخاصة «واغنر»، التي تم نشر أفراد منها في سوريا ومُوزمبيق وجمهورية إفريقيا الوسطى، مُشيرة إلى أن الجنرال حفتر يواجه تحالفاً من الجماعات المُسلّحة في غرب ليبيا، يقاتلون مع حكومة طرابلس، التي تحظى بدعم من الأمم المتحدة. ويلفت التقرير إلى أن موسكو دعمت بشّار الأسد في سوريا، فيما تتطلع روسيا لتوسيع علاقات موسكو مع دول الخليج، وسط إشارات عن انسحاب أمريكي من المنطقة. وتورد الصحيفة نقلاً عن المحلل العسكري البريطاني بول بيفر، قوله: «كل شيء مُتعلق بالنفط، وروسيا تفلت من ذلك؛ لأن الغرب لا يُلاحظ ما يجري». وتنوه الصحيفة إلى أن الخبير في الشؤون الخارجية في روسيا فلاديمير فرولوي، أجاب عن سؤال حول خطة الكرملين في ليبيا، قائلاً إنه «وجود عسكري محدود في منطقة البحر المتوسط لجمع المعلومات الأمنية والتزويد البحري، وتحقيق عقود تجارية مربحة خلال عملية إعادة الإعمار، إلا أن كل طرف يدعم طرفاً آخر، كما في سوريا، ولهذا لا يوجد حصان يمكن الرهان عليه، ولهذا تفضّل موسكو الحديث مع الكل وتجنّب الرهانات الحاسمة». وينقل التقرير عن المسؤول السابق في البنتاجون أندرو كريبنوفيتس، قوله: إن الهدف الأكبر هو إعادة إنشاء الوجود الروسي العالمي، وتقديم فكرة عنها بصفتها دولة عظمى. وتختم «التايمز» تقريرها بالإشارة إلى قول كريبنوفيتس: «يواصل بوتين اللعب في الورقة الضعيفة، وبثمن غير مكلّف لروسيا، وأقل من الثمن الذي دفعته أمريكا، وجعل من بلده لاعباً مهماً في الشرق الأوسط، وفي ضوء الفراغ الذي تركه الناتو والولايات المتحدة في أعقاب الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011، ولبوتين فرصة أخرى للتأثير على التنافس بين المتنافسين الضعاف». وعلى جانب آخر نفى نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف وجود مُرتزقة روس يقاتلون في صفوف قوات حفتر في طرابلس. وقال ريابكوف وفق ما نقلته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء الخميس: إن موسكو تعمل على تحقيق تسوية سياسية في ليبيا عبر الحوار، إضافة إلى دعم جهود الأمم المتحدة الرامية لحل الأزمة في البلاد. وأضاف نائب وزير الخارجية الروسي، أن ما تناقلته الصحف الأمريكية عن وجود مُرتزقة روس في ليبيا، هي مجرد شائعات، ولا أساس لها من الصحة، وفق تعبيره. هذا، وكانت صحف غربية عدة تحدّثت عن جود مجموعة مُرتزقة فاغنر إلى جانب حفتر، وآخرها نيويورك تايمز الأمريكية وواشنطن بوست، إذ أكدتا وصول أكثر من مئتي مرتزق روسي للقتال مع قوات حفتر في عدوانها على طرابلس. ومع ذلك فإن الحديث عن وجود مُرتزقة روس يقاتلون إلى جانب حفتر ضد قوات الحكومة في محيط طرابلس، لم يعد حديث الصحافة فقط، بل تحوّل إلى حديث رسمي لدى عديدمن مسؤولي الدول، لاسيما الجانب الأمريكي، وقد عبّر السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، عن قلق بلاده بشأن تصاعد تورّط الجهات الخارجية والمرتزقة في الصراع الليبي، وفقاً لبيان للسفارة الأمريكية في ليبيا. وأكد البيان أن نورلاند أعرب خلال لقائه بوزير داخلية حكومة الوفاق فتحي باشاغا، عن قلقها أيضاً بشأن الأعداد المتزايدة من الضحايا المدنيين. وإن لم يسمّ السفير الأمريكي جنسية أولئك المُرتزقة والجهات المُتورّطة في الصراع الليبي، ولصالح أي من الطرفين، إلا أن برلمانيين إيطاليين حذروا من «مشاركة المئات من المرتزقة الروس إلى جانب قوات حفتر»، بحسب وكالة آكي الإيطالية. وقالت الوكالة، في تقرير لها: «إن البرلمانيين اعتبروا استعانة حفتر بمرتزقة روس، تحوّلاً مقلقاً في مسار الصراع الليبي، خصوصاً قبل انطلاق مؤتمر برلين الدولي حول الأزمة» .
مشاركة :