حدث مساء أمس الخميس في بيروت، ما أعاد الذاكرة إلى فيلم كوميدي مصري، أنتجوه في 1992 باسم "الإرهاب والكباب" بطولة عادل إمام ويسرا وكمال الشناوي، مع اختلاف في بعض التفاصيل، ففيه يتزعم إمام مجموعة غاضبين سيطر معهم على إحدى الدوائر الحكومية، ولما جاء وزير الداخلية ليفاوضهم، وفق ما نرى بلقطة من الفيلم تعرضها "العربية.نت" أدناه، طلبوا كفتة وكباب وسلطات وطحينة "على حساب الحكومة"، وراحوا يهتفون "الكباب الكباب وإلا نخلي عيشتكو هباب" فلباهم الوزير مستغربا ما طلبوا، وهو الذي كان يظن أنهم من مجموعة إرهابية، ممن طلباتهم صعبة. أما في بيروت، ففوجئ مطعم "كبابجي" الشهير في شارع الحمراء، بعشرات المتظاهرين ذكورا وإناثا يهاجمونه مساء الخميس، ظنا منهم بأنه ملك رئيس الوزراء الأسبق، فؤاد السنيورة، وطلبوا الطعام مجانا من دون دفع الفاتورة "ليدفعها السنيورة"، وفقاً لما قالوه للعاملين بالمطعم، إلا أن العاملين رفضوا، في وقت لم تكن المسؤولة عن خدمة الزبائن موجودة لتتفاهم معهم، لذلك احتدم غضبهم المرفق بالجوع، فحطموا بعض واجهات المحل، وبعد مغادرتهم وصلت مديرة المطعم وتحدثت إلى إعلاميين قابلوها، فأخبرتهم أن إدارة "كبابجي" كانت تعلم بإشاعات بدأت منذ يومين بأنه ملك السنيورة "فنفينا الشائعات عبر مواقع التواصل"، وذكرت أن بعض المتظاهرين جاؤوا إلى المطعم بعد الظهر وطلبوا سندويتشات "فلبينا طلبهم من دون أن يدفعوا شيئا"، على حد روايتها. "خلوها للسنيورة" والذين زاروا المطعم بعد الظهر كانوا 19 شابا وشابة، جلسوا عند الطاولات وطلبوا سندويتشات متنوعة من المشاوي، مع مرطبات وعصائر، ولما حان وقت تسديد الفاتورة التي بلغت 145 ألف ليرة لبنانية، أي 95 دولاراً تقريبا، على حد ما ألمت به "العربية.نت" من مواقع إعلامية لبنانية أتت على ذكر ما حدث متفرقاً، قالوا لنادل المطعم: "خلوها للسنيورة"، أي أعطوها لرئيس الوزراء الأسبق ليدفعها، ثم غادروا المكان، ليأتي بعدهم عند المساء فوج كبير من المتظاهرين ومختلف تقريبا، وطلب أيضا تناول الطعام مجانا. عامل في المطعم، تحدث عن هذا الفوج بشيء من الريبة، فذكر أنه "كان مكونا من أكثر من 100 تقريبا، بينهم 70 على الأقل، جاؤوا راكبين على دراجات، وبعضهم كان ملثما يحمل عصا بيده، فكسروا يد أحد العمال وجرحوا آخر، ورموا الزبالة" مشيرا بالمعلومات التي ذكرها، إلى أن بعضهم ربما كان مندسا بين المتظاهرين، وحرضهم على مهاجمة "كبابجي" بالذات، بهدف الإساءة إلى الحراك الشعبي، وهو ما قد نستنتجه من الفيديو المعروض لطبيعة هجومهم على المطعم الذي أصدر مؤسسه، توفيق جورج خويري، بيانا أكد فيه عدم ملكية رئيس الوزراء الأسبق، فؤاد السنيورة، للمطعم أو لأسهم بالشركة. شبكة توظف 300 بلبنان قال في مقدمة البيان: "تفاجأنا بقيام مجموعة من الشبان بتحرك في أحد فروع مطاعمنا، ومن باب الحرص على مطالب اللبنانيين المحقة اعتبرنا من واجبنا إيضاح كامل الحقيقة بعكس الإشاعات التي جرى التحرك على أساسها"، لكنه لم يتطرق إلى من ارتادوا المطعم بعد الظهر، فأكلوا وشربوا من دون أن يدفعوا شيئا، وهم من نرى صورتهم أدناه، غير واضحة تماما لأنها مسحوبة من فيديو. شرح خويري أيضا أنه أسس في 1993 شركة كبابجي التي توسعت في لبنان والخارج، وأصبح لها 30 فرعاً في 4 دول وتوظف في لبنان 300 شخص، وكرر التأكيد أن الشركة لا يملكها أي رئيس أو وزير أو نائب حالي أو سابق، ولا يملك أي أسهم فيها أيضا، وأن ما ينتشر من شائعات هو أكاذيب.
مشاركة :