بعد مرور عام ونصف العام، أو أكثر من تطبيق قرار قيادة المرأة للسيارة، والتي فتحت بابا جديدا على الصعيد الوظيفي للسيدات وفرصة جديدة لتعلم القيادة داخل الوطن عوضاً عن السفر للخارج للتعلم واستخراج الرخصة . ولعدة أسباب تراجعت نسبة كبيرة من السيدات المقبلات على التدريب واستخراج رخصة القيادة مؤثرات الانسحاب، واسترجاع الرسوم المدفوعة؛ بسبب مماطلة مدرسة في جدة وطول الفترة بين التدريب النظري والعملي وقائمة الانتظار التي قد تمتد إلى أجل غير مسمى. وفي الجانب الآخر، اشتكت مجموعة من الموظفات العاملات في المدرسة من قلة أعداد المدربات المحترفات مما تسبب في تذمر وتكدس أعداد هائلة من المتدربات، وزيادة عدد ساعات العمل دون راحة، إضافة إلى العمل تحت أشعة الشمس في درجات حرارة عالية، وإلزامهن من قبل كل فاحصة بتعبئة بنزين السيارات والتي يبلغ عددها ما بين 8 إلى 17 سيارة في اليوم . استرجاع الرسوم وجين سروي 34 عاما موظفة قطاع خاص، إحدى المتدربات اللاتي يطالبن باسترجاع رسوم التسجيل، تروي تجربتها مع مدرسة القيادة قائلة: تضررت كثيرا بسبب المدة الطويلة بين التدريب النظري والعملي للحصول على رخصة القيادة، ومرت أكثر من 6 أشهر لأحصل على موعد للتدريب العملي ، وهناك فتيات منذ شهر أكتوبر الماضي إلى الآن لم يحصلن على موعد التدريب، بالإضافة إلى أنني قمت بدفع كامل المبلغ (2500) ريال مع رسوم الكشف الطبي، والذي سأقوم بإعادته مره أخرى ودفع رسوم أخرى؛ لأن الكشف الطبي محدد بمدة معينة، ومن ثم تنتهي صلاحيته، وأيضا قمت بزيارة المدرسة لأستفسر عن الأسباب لكل هذا التأخير، وكانت الإجابة: قريبا سيتم التواصل معك للبدء في التمرين العملي وهذه الوعود مرت عليها 4 أشهر، كما زودوني برقم للتواصل والاستفسار فاكتشفت أنه مغلق ، وخارج الخدمة في حين أن البحث عن طريق “الويب سايت ” الخاص بالمدرسة غير مجد نهائيا، ولأنني أنوي السفر فأنا في حاجة إلى الرخصة لاستخدامها في الخارج”. واستطردث قائلة:” رسوم هذه المدرسة هي الأغلى مقارنة بالمدارس الأخرى في العالم، وبعد استنفاد جميع المحاولات أطالب الآن بسحب الرسوم التي دفعتها مسبقاً وسأقوم باستخراج الرخصة من مكان آخر، وقد لاحظت أن طول المدة بين التدريب النظري والعملي تنسي الفتاة المتدربة ماتلقته في الحصص النظرية، فيصعب عليها التطبيق العملي”. لا مواعيد جاردينيا حافظ 29 عاما مصممة أزياء ، تجيد القيادة مسبقا وقدمت على الرخصة ولكن كان لابد أن تمر بمراحل اختبار القيادة العملي، وعن تجربتها، قالت جاردينيا: ” تعلمت قيادة السيارة عندما كنت أقيم في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية (جامعة كاوست)، وعندما سجلت بالمدرسة لتعليم القيادة لم يكن لديهم تقييم مستوى، وبالتالي اضطررت للتسجيل ودفع الرسوم كاملة، وكان ذلك في سبتمبر 2018 ، ولم تكن هناك مواعيد متاحة، ومنذ ذلك الوقت إلى الآن وأنا في قائمة الانتظار ، ذهبت الى المدرسة في شهر يناير 2019 لاسترجاع الرسوم التي دفعتها ، ولم يرفضوا الاسترجاع ولكن علي الانتظار 40 يوماً، وبعد المراجعة اكتشفت أن طلبي لم يرفع للجهة المختصة، ولا أعلم ما هو السبب في التأخير إلى الآن، وقد نصحني صديقاتي بالذهاب إلى تبوك لاختبار القيادة واستلام الرخصة خلال يومين فقط. من جانب آخر، تواصلت بعض الفتيات المدربات مع (البلاد) حيث أوضحت المدربة ” ت، ن ” قائلة: كنا من أوائل من ساهم في تأسيس هذه المنشأة ومن أوائل من دعم االقرار السامي بجهدنا ووقتنا، فقد كنا نداوم ونعمل في بعض الأحيان صباحا ومساء بكل إخلاص وعطاء وتنفيذ جميع المهام الموكلة إلينا على أكمل وجه وبدون تقصير على الرغم من عدم توفر بيئة عمل مناسبة لنا. وبالرغم من ذلك أذكر أن أحد الأمور التي كانت ترهقنا، عندما نكلف بتعبئة بنزين السيارات؛ حيث يبلغ عدد السيارات التي يتم تعبئتها يوميا من قبل كل فاحصة من 8 إلى 17 سيارة، مما أشغلنا عن القيام بمهامنا الأساسية؛ كالإشراف الميداني ومتابعة المتدربات وتأخير عملية الفحص، ونتج عن ذلك تذمر وضجر المتقدمات للاختبار وتوجيه كلمات غير لائقة وانتقاد شديد اللهجة بسبب التأخير. وأضافت المدربة ” هـ، ع” قائلة: نظرا لكثرة ضغوط العمل على المدربات لأربع فترات من الساعة الثامنة إلى الساعة الرابعة إلا ربع، مما أدى إلى استقالة كثير من الكفاءات وذوات الخبرات، وبناء عليه خلال الشهر الماضي تم تأهيل مجموعة جديدة من المدربات ليس لديهن الخبرة في التدريب وخبرة في مزاولة القيادة؛ لأنهن من خريجات المدرسة مؤخرا ( 20 ساعة وبعضهن لم يحصلن على الرخصة من أول مرة). وخلال الشهر الماضي كانت توجد دورة تدريب مدربات يوميا من الساعة الواحدة والنصف ، إلى الساعة الرابعة الا ربع، مع العلم بأننا نبدأ الفحص من الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة الواحدة والنصف والثانية إلا ربع بمعدل 7-11 متقدمة للفاحصة الواحدة يوميا وبذلك نكون قد عملنا لمدة 8 ساعات متواصلة بدون فترة راحة، للصلاة أو الأكل والشرب والاحتياجات الطبيعية مما سبب لنا أعراضا صحية. افتتاح مقر جديد لتخفيف التكدس (البلاد) تواصلت مع إدارة مدرسة جدة المتطورة لتعليم القيادة الكائنة في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وتجاوب المهندس والمدير العام للتشغيل والمشاريع عمرو عبدالله منصوري، مؤكداً علاج مشكلة التكدس من خلال افتتاح مقر ثان تابع للمدرسة بطاقة استيعابية أكبر للسيارات والتدريبات في الركن الشمالي للجامعة، وبالتالي أصبح للمدرسة مقران والمقر الرئيسي للتدريبات النظري والعملي أما الجزء الثاني فهو فقط للتدريب العملي، كما أن مساحة الميدان الجديد التابع للمقر الثاني 70 ألف متر مربع يشمل المرافق ومساحة المبنى، والطاقة الاستيعابية للميدان لحركة السيارات بداخلة وتستوعب من 70 إلى 80 سيارة في الساعة. إدارة مرور جدة تم التواصل مع إدارة المرور بجدة لمعرفة خطتها للتوسع في افتتاح مدارس إضافية لتغطية الأعداد المتزايدة، وقد تعذر ردهم رغم الاتصال بهم وتحتفظ الصحيفة بالمراسلات والاتصالات ولكن دون جدوى.
مشاركة :