أعلن الرئيس البرازيلي الأسبق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا فور خروجه من السجن، أمس (الجمعة)، أنّه سيواصل النضال من أجل البرازيليين، بينما كان في استقباله حشد من انصاره اليساريين في مدينة كوريتيبا الجنوبية حيث سُجن لأكثر من 18 شهراً. وخرج لولا (74 عاما) سيراً على القدمين من مقر الشرطة الفدرالية حيث كان مسجوناً بعد إدانته بالفساد وعانق انصاره وحيّاهم بقبضة مرفوعة، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وفور إعلان الإفراج عن لولا، قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، في كلمة متلفزة، إنّ «الشعب الفنزويلي سعيد» بذاك الحدث، فيما أشاد الرئيس الأرجنتيني المنتخب ألبرتو فرنانديز بشجاعة لولا ونزاهته. وكتبت وزارة الخارجية الكوبية على تويتر أن «الشعب الكوبي يحتفل بحرية لولا بعد 580 يوما من الاعتقال الجائر». وتعهد لولا الذي يعد من الشخصيات التاريخية لليسار البرازيلي، أمام الآلاف من أنصاره بـ«مواصلة النضال لتحسين حياة البرازيليين». ودعا إلى تجمع حاشد اليوم السبت في نقابة عمال المعادن في ضواحي ساو باولو حيث بدأ مسيرته السياسية، على أن يقوم بجولة في البلاد بعد ذلك، وفق وكالة رويترز. وكان قضاة المحكمة العليا قد تبنوا مساء الخميس قرارا يتيح خروج لولا من السجن بالإضافة إلى حوالى خمسة آلاف سجين آخر، على أساس إمكان الإفراج عن محكومين إذا كانوا لم يستنفدوا كل الطرق القانونية للطعن بالأحكام. وكان لولا ينفّذ عقوبة بالسجن لمدة ثماني سنوات وعشرة أشهر بجرم الفساد. وهو أوقف في أبريل (نيسان) 2018 بعدما ثبّتت محكمة الاستئناف الحكم وقبل استنفاد وسائل الطعن في الحكم أمام محاكم أعلى. وأدين لولا بالحصول على منزل من ثلاث طبقات في منتجع قريب من ساو باولو مقابل منح شركة عقودا لتنفيذ أشغال عامة. غير أنه لم يكف من سجنه في كوريتيبا عن تأكيد براءته وكونه ضحية مؤامرة تهدف إلى منعه من العودة إلى السلطة. وفي ردود الفعل، عبّر ادواردو بولسونارو نجل الرئيس البرازيلي الحالي، عن أسفه لقرار المحكمة. وكتب في تغريدة: «نعفي عن اللصوص ونجرّد المواطنين من السلاح»، مشيرا إلى مقاومة الكونغرس لتعديل قانوني يسعى إليه الرئيس جاير بولسونارو بشأن حيازة الأسلحة النارية. وخلال حملته الرئاسية لم يخف بولسونارو رغبته في أن يرى الرئيس اليساري الأسبق «يتعفن في السجن». وهو اختار سيرجيو مورو، القاضي السابق الذي أصدر الحكم في محكمة البداية على لولا في يوليو (تموز) 2017، وزيراً للعدل.
مشاركة :