يتصارع العالم برمته على جملة موارد طبيعية محدودة على ظهر كوكب مُنهك هو كوكب الأرض، ومن هنا تأتي أهمية فكرة وفلسفة إعادة التدوير ؛ إذ إنه، وعبر هذه الطريقة، سيمكننا استخدام أقل كمية من الموارد لأطول فترة ممكنة، وهو الأمر الذي يعني الحفاظ على الموارد الطبيعية والعمل على استدامتها. ليست عملية إعادة التدوير، التي يجري الحديث هنا، سهلة أو ميسورة، بل هي تتطلب الكثير من الخطط والأدوات والآليات؛ حتى يتحقق الأمر في النهاية بنجاح، ناهيك عن أن هذه الفكرة لن تتحقق إلا إذا تم الإعداد لها منذ عملية الإنتاج والحصول على المكونات الأساسية لهذا المنتج أو ذاك.فلسفة إعادة التدوير: تسعى الطرائق الأكثر تصالحًا مع البيئة والشركات الملتزمة بمبادئ المسؤولية الاجتماعية إلى تحويل إعادة التدوير إلى ثقافة عامة لدى المجتمع ومنظمات الأعمال المختلفة؛ حتى يمكن تحقيق الربح بطريقة آمنة ومستدامة من جهة، والحفاظ على البيئة ومواردها الطبيعية ومواجهة خطر الشح من جهة أخرى. وإذا أمعنا النظر في هذا الطرح، وما تنطوي عليه هذه الثقافة، فإننا سنجد أنها ستكون أكثر فائدة ونفعًا ليس على الصعيد البيئي فحسب، وإنما في تحسين نوعية حياة الإنسان وطريقة عيشه؛ فالمؤكد أن الإنسان الذي يعيش في ظل موارد مستدامة أفضل كثيرًا من ذاك الذي يعاني من الشح في الموارد الطبيعية الأساسية التي تنهض عليها حياة البشر.استراتيجية التقليل: إن عملية إعادة التدوير، كما ذُكر أعلاه، تأتي مرتبطة ومسبوقة بالعديد من الخطوات والاستراتيجية، ومن هذه الخطوات تلك الخطوة المتعلقة بالتقليل أو التخفيض؛ أي أن المستهلك يجب عليه أن يفكر، عند شراء سلعة ما، في النفايات الناتجة عنها، وأن يعمل على تقليل هذه النفايات إلى أكبر قدر ممكن. وذلك لأنه سيتحمل التكلفة مرتين؛ تكلفة العبوة/ التغليف الذي يأتي مع المنتج أو السلعة نفسها، وسيتحمل، مرة أخرى، تكلفة التخلص من هذه النفايات، ومن هنا، فإن عملية التقليل ستؤدي، وبطريقة مباشرة، للحفاظ على أموال المستهلك، ومساعدته على الإنفاق فيما يجب الإنفاق عليه فحسب.إعادة الاستخدام: من المؤكد أن المنتج الواحد يمكن استخدامه أكثر من مرة طالما أنك واعٍ بذلك، ومن الممكن ألا تستطيع أنت إعادة استخدام هذا المنتج، وقتها تستطيع منحه لشخص آخر يمكنه إعادة استخدامه. تساعد هذه الطريقة في إطالة عمر المنتج، والسماح بإطالة أمد الموارد الطبيعية المستخدمة في تصنيع هذه المنتجات التي أعيد استخدامها، كما أنه سيدخر الوقت والجهد المبذول في الكثير من المصانع، ويوجه هذه الجهود إلى طرق أخرى أكثر ربحًا وأقل ضررًا بالبيئة. إعادة التدوير: هي الخطوة النهائية، والمرحلة الأخيرة في هذا المراحل السابقة، وهي تلك العملية التي يتم فيها أو من خلال تحويل أو إعادة استخدام منتج معين أو بعض مكوناته وتحويلها لمنتج جديد مختلف تمامًا عن الأصلي. وإذا نظرنا للفكرة من الجانب التجاري، فسنلاحظ أننا لا نحول منتجًا إلى آخر فحسب، بل نحن نتحول من فائدة إلى أخرى وهكذا باستخدام نفس المكونات، وهو الأمر الذي يعني أننا نحافظ على الموارد الطبيعية من جهة، ونستخدمها في تحقيق أكبر قدر من الربح من جهة أخرى. اقرأ أيضًا: المنتجات الصديقة للبيئة.. سفينة النجاة من الفناء
مشاركة :