أعلنت إيران السبت، أنها تقوم الآن بتخصيب اليورانيوم حتى خمسة بالمائة، بعد سلسلة من الخطوات التي تخلفت فيها عن التزاماتها بموجب اتفاق عام 2015 الذي انسحبت منه واشنطن. وحدد الاتفاق سقف التخصيب عند 3,67% لكن إيران أعلنت أنها لن تلتزم بذلك بعد أن تخلت واشنطن من جانب واحد عن الاتفاق العام الماضي وفرضت عليها عقوبات مشددة. وقال بهروز كمالوندي المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية “بناء على احتياجاتنا وما طُلب منا ننتج حالياً (بنسبة) خمسة في المئة”. وكانت وكالة تسنيم الإيرانية التابعة للحرس الثوري، قد أعلنت نقلاً عن منظمة الطاقة النووية الإيرانية، الأربعاء “الخميس بالتوقيت المحلي”، أن إيران استأنفت تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو النووي تحت الأرض بضخ غاز اليورانيوم في أجهزة الطرد المركزي بها. وقالت الوكالة عن المنظمة: “بعد كافة الاستعدادات الناجحة، بدأ ضخ غاز اليورانيوم في 1044 جهازاً للطرد المركزي يوم الخميس في فوردو، تجري العملية بكاملها تحت إشراف مفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة”. يذكر أن التلفزيون الإيراني كان صرّح الأربعاء، أن طهران بدأت ضخ غاز اليورانيوم في أجهزة الطرد المركزي بمنشأة فوردو النووية المقامة تحت الأرض، وذلك في إطار التقليص التدريجي لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي الموقع مع القوى العالمية في عام 2015، والذي يحظر ضخ المواد النووية بمنشأة فوردو، التي من المفترض أن يتحول وضعها بعد تلقيم الغاز في أجهزة الطرد المركزي من محطة أبحاث مصرح بها إلى موقع نووي نشط. وقال التلفزيون حينها: “بدأت إيران ضخ غاز (اليورانيوم) في أجهزة الطرد المركزي في فوردو، بحضور مفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية”. جاء هذا الإعلان بعدما أكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الثلاثاء، أن بلاده ستستأنف أنشطة التخصيب في منشأة فوردو. واتهمت الولايات المتحدة إيران، الثلاثاء، بممارسة “الابتزاز النووي” وتعهدت بتشديد الضغوط عليها. وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية: “ليس لدى إيران سبب معقول لتوسيع برنامجها لتخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو أو أي مكان آخر، عدا عن كونها محاولة واضحة للابتزاز النووي لن تؤدي سوى إلى تعميق عزلتها السياسية والاقتصادية”. قرار إيران أثار ردود أفعال غاضبة واسعة، حيث أعلن وزير خارجية بريطانيا، دومينيك راب، الثلاثاء، أن أفعال إيران الأخيرة “تتعارض بوضوح مع الاتفاق النووي وتشكل تهديداً لأمننا القومي”. كما عبرت روسيا، الثلاثاء، عن القلق إزاء قرار إيران استئناف تخصيب اليورانيوم في منشأة تحت الأرض جنوب طهران في خطوة جديدة عقب انسحابها من اتفاق مع الدول الكبرى، فيما أبدى الاتحاد الأوروبي قلقه بشأن إعلان إيران مراجعة التزاماتها ضمن الاتفاق النووي. وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للصحافيين: “إننا نراقب بقلق تطور الوضع”، مضيفاً: “نحن نؤيد الحفاظ على هذا الاتفاق”. بدورها أشارت الناطقة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني قائلة: “نعبر عن قلقنا الشديد إزاء إعلان الرئيس حسن روحاني الذي عاد عن التعهدات التي قطعتها طهران. نحض إيران على عدم اتخاذ إجراءات جديدة يمكن أن تقوض بشكل إضافي الاتفاق النووي الذي بات الدفاع عنه يزداد صعوبة”. فيما ذكرت الخارجية الفرنسية أن الإعلان الإيراني عن تقليص جديد للالتزامات النووية مخالف للاتفاق، مؤكدة أنها ستنتظر الآن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن أنشطة إيران. وقالت الخارجية الفرنسية إنها لا تزال ملتزمة بالاتفاق النووي، ودعت إيران للعدول عن قراراتها
مشاركة :