قال ماجد كامل كبير باحثين بالهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية: تفتخر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بأن مؤسسها هو القديس مرقس الرسول نفسه؛ أحد رسل السيد المسيح المدعوين بالحواريين؛ ومن هنا فهي تعتبر واحدة من أقدم كنائس العالم بعد كنيسة أورشليم وكنيسة أنطاكية؛ أما عن مارمرقس "مرقس كلمة يونانية معناها مطرقة" الرسول نفسه فهو أساسا يهودي من سبط لاوي؛ ولد في مدينة القيروان "إحدى الخمس المدن الغربية" من أسرة متدينة ميسورة؛ تعلم اللغات العبرية واليونانية واللاتينية حتى أتقنها جميعها؛ وتذكر بعض المراجع أن بعض القبائل البربرية قد هجمت على الأسرة ونهبت كل ممتلكاتها؛ فاضطرت إلى الهجرة إلى فلسطين؛ وهناك تقابل مع السيد المسيح؛ وصار بيته هو المكان الذي صنع فيه السيد المسيح عشاء الفصح الأخير وهو المعروف في المصطلح الكنسي بخميس العهد.وعن قصة تأسيس كنيسة الإسكندرية أضاف ماجد كامل، "تذكر كتب التاريخ أن مرقس الرسول جاء إلى مدينة الإسكندرية نحو عام 61م تقريبا؛ وبينما كان يتمشي على البحر؛ وبينما هو يتأمل ويصلي في ما هو المدخل المناسب لكي يكرز بالمسيحية في تلك المدينة متعددة الثقافات والحضارات؛ ففيها مدرسة الإسكندرية بمدارسها الفلسفية العريقة كالأفلاطونية والفيثاغورية والرواقية والأبيقورية؛ وفيها أكبر وأهم مكتبة في العالم "مكتبة الإسكندرية القديمة "؛ حدث أن تهرأ حذاؤه من كثرة المشي؛ فتوجه إلى إسكافي يدعى "أنيانونس" أو "حنانيا"؛ وبينما هو يصلح الحذاء حدث أن دخل المخراز في يده؛ فصرخ تلقائيا من شدة الألم قائلا "يا الإله الواحد"؛ وهنا أخذ مارمرقس قليلا من طين الأرض وتفل عليه؛ ثم دهن يده المصابة فشفيت في الحال؛ وهنا تعجب أنيانوس من أين له هذه القدرة العجيبة على الشفاء؛ فدعاه إلى زيارة منزله في الإسكندرية؛ وهناك عرفه تعاليم المسيحية حتى آمن واعتمد هو وأهله كلهم؛ وصار أنيانوس هو البطريرك الثاني من بطاركة الكرسي المرقسي؛ ثم أسس مارمرمرقس بعدها مدرسة لاهوتية لتعليم الإيمان المسيحي؛ وعهد بإدارة المدرسة إلى القديس يسطس(122-130م) البابا السادس من بطاركة الكنيسة القبطية؛ وهذه هي المدرسة التي عرفت في التاريخ المسيحي بـ"عقل العالم المسيحي"؛ وصار كثير من مديري المدرسة بطاركة للكرسي المرقسي أومانيوس (130-142م) البطريرك السابع؛ ومركيانوس البطريرك الثامن (142-151 م) وياروكلاس البطريرك الثالث عشر (231-247م) وديونيسيوس البطريرك الرابع عشر (247- 264 م). واستمر مارمرقس في كرازته وتبشيره بالمسيحية في مدينة الإسكندرية حتى استشهد عام 68 م تقريبا؛ وقصة استشهاده كما ترويها كتب التاريخ أنه بينما كان يصلي قداس العيد الفصح في ليلة 25 أبريل؛ وتصادف أن كان في نفس الليلة عيد الإله سرابيس؛ فأغتاظ الوثنيون جدا لنشاطه؛ فهجموا على الكنيسة أثناء صلاة العيد وربطوه بحبل ضخم؛ وجروه في شوارع وطرقات مدينة الإسكندرية؛ وظلوا يسحبونه بعنف حتى سال دمه على الأرض؛ ثم ألقوه في سجن مظلم حتى صباح اليوم التالي؛ وفي صباح اليوم التالي رجع الوثنيون مرة أخرى؛ وكرروا نفس الكرة مرة ثانية، وهو في كل ذلك كان يصلي ويطلب لهم المغفرة. وأخيرا استودع القديس روحه الطاهرة في يد الله، ونال أكليل الشهادة، وتعيد له الكنيسة يوم 30 بابة. ولقد ظل جسد القديس مرقس ورأسه معا في تابوت واحد حتى عام 644م محفوظين في كنيسة تدعى بوكاليا (دار البقر)؛ وكانت تطل على الميناء الشرقي في نفس المكان الذي استشهد فيه مارمرقس. وبعد الانشقاق المسكوني الذي حدث عقب مجمع خلقدونية عام 451م، وقعت كنيسة بوكاليا في يد الروم الملكيين ما يقابل الروم الأرثوذكس حاليا وقصة انفصال الجسد عن الرأس كما ترويها كتب التاريخ؛ أنه حدث في عام 644 دخل أحد اللصوص على كنيسة مارمرقس ووضع يده في التابوت فأخذ الرأس وخبأها في مركبه؛ وعندما عزمت المركب على السير لم تستطع الحركة مطلقا، فأمر عمرو بن العاص بتفتيشها فوجد البحارة الرأس مخبأ فاستحضر عمرو بن العاص من كان السبب في السرقة فاعترف بعد وقت بالسرقة فضربه وأهانه وسأل عمرو بن العاص عن بطريرك الأقباط؛ وكان هو البابا بنيامين البطريرك 38 ( 622- 661) وكان هاربا في أحد أديرة الصعيد فاستدعاه بن العاص؛ وسلمه الرأس المقدسة؛ وأعطاه مبلغ عشرة آلاف دينار لبناء كنيسة على اسم مارمرقس تحفظ فيها الرأس المقدسة؛ وتروي كتب التاريخ أن كل بطريرك جديد كان يتوجه ثاني يوم رسامته إلى الأنبوبة المحفوظ فيها رأس القديس مرقس؛ ويقبلها ويغير الكسوة القديمة بكسوة جديدة وهكذا يتبارك البطريرك الجديد من رأس القديس مرقس ولهذا السبب يدعي خليفة مارمرقس الرسول.
مشاركة :