تحدث محمد مندور الباحث في التراث وعضو المجلس الأعلى للثقافة عن مظاهر الإحتفال بالمولد النبوي الشريف في مختلف الثقافات العربية.وفي لقاء مع قناة "سكاي نيوز عربية" عبر "سكايب" ، أكد مندور أن الإحتفالات تختلف من دولة إلى أخرى و ترتبط بالثقافة الشعبية بكل دولة ، فكل شعب يطبع من سماته الخاصة على هذه الاحتفالات في هذا الحادث الأسمى وهو ميلاد خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم.وأوضح الباحث في التراث أن السمة العامة في حفلات الإنشاد الديني وحلقات الذكر والقرآن والصدقات التي توزع على الفقراء، ولكن هناك سمات خاصة ففي مصر ظهر الاهتمام بالاحتفال بالمناسبات الدينية في عهد الفاطميين لكي يبتهج الناس ويتقربون أكثر للشعب المصري.وكان من أبرز هذه الإحتفالات إحتفالية المولد النبوي الشريف ، ومن مظاهر هذا الاحتفال خروج الخلفية على فرس من خيرة الجياد بجوار زوجته ليسير بموكبه وسط الشعب ويتجهون الى الجامع الأزهر ثم يعود الموكب الى قصر الخليفة ويتم توزيع الحلوى على الناس ومن هنا تم ربط عروس المولد بزوجة الخليفة.وأضاف عضو المجلس الاعلى للثقافة، أن العادات والتقاليد الحلوى تأتي في باب توزيع الصدقات فقد كان في القاهرة حي يسمى حي الحلويين بالقرب من القاهرة الفاطمية والذي يضم صناع الحلوى ، كما كان يتم اقامة الموائد في الاحتفالات الفاطمية ، وإذا انتقلنا إلى العادات في مصر في العصر الأيوبي كانت تخرج الذبائح في زفة بالموسيقى حتى يصلون الى ميدان أسفل القلعة حتى يوم المولد وتذبح هناك وكان يأتي العلماء من كافة المدن للاحتفال مع السلطان بهذه المناسبة.وتابع أنه في السودان يوزعون حلوى السمسمية والأردن نجد المشبك ، فالحلوي عامل أساسي في الاحتفالات إلى جانب المواكب والموائد التي تقام ضمن ثقافات الشعوب.واختتم قائلا :" كان المولد مناسبة لنبذ الخلافات في فترة من الفترات ، كما كان الخلفاء يشجعون الشباب على الزواج في المولد تيمنا بهذه المناسبة الكريمة".
مشاركة :